مع توقيع الإمارات لاتفاقات العار التطبيعية منتصف سبتمبر الماضي، طفت على السطح مجموعة من المرتزقة تفننوا في إرضاء أبوظبي عبر ممارسة العهر الإعلامي والقوادة التطبيعية، متلذذين بالنوم على فراش الصهاينة الذين فتحوا لهم القنوات والمنابر الإعلامية، ليوهموا المتابعين بأن ثمة رضاً عربياً عن التطبيع في أوساط الشعوب العربية.
وكان من أحط هذه الأبواق المدعو أمجد طه وهو مجنس بحريني يعود إلي أصول أحوازية، والذي ما فتئ يظهر على القنوات الإسرائيلية مادحاً الصهاينة، متغنياً بالأشِعارفي حبهم، داعياً في الوقت ذاته لقتل وتشريد الفلسطينيين المدافعين عن أرضهم، الأمر الذي أذهل حتى الصهاينة لشدة وقاحته، ليصبح صهيونيا أكثر من الصهاينة أنفسهم.
متيم بإسرائيل
وفي وقاحة منقطعة النظير، عبر المرتزق الأحوازي الممول سعودياً أمجد طه، والذي يعرف نفسه بأنه الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات الشرق الأوسط، عن حبه لإسرائيل متحدثاً باسم الشعب البحريني.
وقال أمجد طه في مداخلة عبر فضائية TRT بالعربي: “اليوم نحن مع إسرائيل، ونزدهر معاً ونحارب نفس العدو معاً، نعيش في سلام ورفاهية وفي تفاهم ديني وثقافي ديني متبادل”.
وتابع المُرتزق: “ليس العمل التجاري فقط، بل كل شيء، من أجل أن يعيش شعب إسرائيل والبحرين والإمارات في مكان صحي وآمن وأكثر سعادة”.
وأشار أمجد طه إلى أن كلمة “صهيوني” لا تؤثر بهم، مضيفاً: “لن يسكتنا أحد بعد الآن بقوله “صهيوني”، في الواقع إذا كان معنى الصهيوني هو البناء والتطوير، وجلب الفرح إلى البشر والبشرية، إذاً نحن جميعنا صهاينة”.
ولقيت وقاحة المرتزق أمجد طه رفضا واسعا من البحرينيين الشرفاء الذين استنكروا تصرفات المرتزق وحديثه الدائم باسم الشعب البحريني كله، فكتب مُغرد: “إن لم تستح فأفعل ما شئت، من أنت ؟ تكلم عن نفسك و لا تقول ( نحن ) لأن ( نحن ) بريئون منك ومما تقول اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا”.
وكتب مغرد آخر: “أتمنى من المدعو الهلفوت يتكلم بإسمه ولا يتكلم عن الطيبين من شعب البحرين الرافضين للتطبيع بجميع أشكاله ..هزلت”.
وأشار ثالث إلى “استعباد” أمجد طه وتمويله من بعض الدول ليكون بوقاً يخدم مصالحهم، وكتب: “لطالما بحثوا لأنفسهم عن هوية حتى وجدوا من يستعبدهم موهما إياهم انهم أحرار، مبروك الذل”.
وفي تبرؤ واضح من عار التطبيع والارتزاق الذي يمثله أمجد طه كتب أحد المغردين: “أنا مواطن بحريني وهذا الشخص الدخيل على البحرين لا يمثلني”.
تحريض علي الفلسطينيين
في سياق متصل، طالب بوق الإمارات الوقح أمجد طه، بإسقاط السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وحركة حماس في غزة.
وقال المرتزق أمجد طه في لقاء على قناة i24NEWS الإسرائيلية الناطقة بالعربية: “من المهم جداً إسقاط سلطة الضفة الغربية التي تتاجر بقضية فلسطين ونهبت المليارات دولارات من الأوطان العربية، ولم تبنِ بيتاً واحداً في القدس”.
وتابع المرتزق الذي يتبنى خط السياسة السعودية قائلاً: ” يجب تدمير ميليشيات حماس، يد إيران في غزة، والاستمرار بالعمل على إحلال السلام”.
وعبر المذيع الإسرائيلي عن صدمته بتصريحات أمجد طه، وطرح سؤالاً عليه قائلاً: “إذا أنت تُطالب بحل السلطة وتصف حركة حماس على أنها حركة إرهابية، وتطالب بتدميرهم، إذا من سيتبقى للفلسطينيين ليُمثلهم من حركات وماهو البديل؟”.
ورد المرتزق طه قائلاً: “هؤلاء الإرهابيين والفاسدين لا يمثلون القضية الفلسطينية، وعلى أبناء الشعب الفلسطيني أن ينتفضوا ضد سلطة الضفة الغربية، وكذلك كما تعالى قبل فترة وتم قمعهم من قبل سلطات وميليشيات حماس من غزة، عليهم أن يستمروا بهذه الثورة ليجدوا من يُمثلهم ولا يجعل قضيتهم تجارة”.
ولا ينفك أمجد طه الحاصل على الجنسية البحرينية من الظهور على قنوات فضائية لمُهاجمة القضية الفلسطينية وحركة حماس، فقال في لقاء مع “روسيا اليوم”: “بينما عقدت البحرين والإمارات السلام مع إسرائيل، كانت سلطة محمود عباس وحماس تعقد اجتماعات في تركيا وإيران، وهنا الفرق، في الأردن تبحث الدول عن الأمن والاستقرار، بينما عصابة محمود عباس وحماس تبحث انتخابات صورية، لم يقدموا البديل للشعب الفلسطيني”.
وتابع أمجد طه: “الوحدة التي يسعون لها هي من أجل الحفاظ على مكاسب التجارة في القضية، لا الوصول لحل الدولتين، أما ملك البحرين أكد في الجمعية العامة للأمم المتحدة أن اتفاق السلام مع إسرائيل من أجل وقف ضم الأراضي الفلسطينية”.
وكانت البحرين والإمارات وقعتا منتصف سبتمبر الماضي اتفاقيتي تطبيع مع إسرائيل في البيت الأبيض، رغم الرفض والإدانة الواسعة من الجانب الفلسطيني.
لكن 17 جمعية سياسية ومؤسسة مجتمع مدني بحرينية، أدانت التطبيع مع إسرائيل، وقالت إنه “لا يمثل شعب المملكة، ولن يثمر سلاماً”.
كذبة مفضوحة
ودون خجل، يستمر المأجور أمجد طه في حياكة الكذبات المفضوحة، والتي ما تلبث أن ينكشف زيفها، حيث فضح “خالد” نجل الشيخ القطري المعروف عبدالرحمن آل ثاني، كذب المرتزق الممول سعودياً، بعد زعمه اعتقال “خالد” ووالده في الدوحة.
وصعق خالد آل ثاني، المرتزق أمجد طه، بمقطع فيديو وثّقه وهو يقود مركبته في شوارع اليوم الجمعة، قائلاً: “أن بالدوحة بلد الأمن والأمان .. الله يحفظ قطر أميراً وشعبا. هذا الفيديو للمستحمرين الذين تكذبون عليهم .. هذه مصادركم! .. نشوف ترقيعكم الآن”.
وفي تغريدةٍ أخرى، قال خالد آل ثاني للمرتزق أمجد طه: “اعيد واكرر للمتخلفين عقليا اللي مثلك وشرواك الاعتقال والتعذيب والتقطيع بالمنشار سوالف معازيبك القذر بن زايد و الدب الداشر احنا في قطر بلد الأمن والأمان الله يحفظ قطر اميرا وشعبا “.
وانضم المرتزق أمجد طه، لحملة ترويج “الإنقلاب المزيف” في قطر، التي عمل عليها الذباب السعودي والقطري، بتوجيهاتٍ عليا، خلال الأيام الماضية، في محاولةٍ جديدة، وفاشلة، للإدعاء بوجود انقلاب في الدوحة .
وأكد موقع “كودا ستوري” الاميركي المتخصص بالتكنولوجيا، أنّ دولة قطر تعرضت لحملة الكترونية تروج لانقلاب في الوكرة شاركت بها آلاف الحسابات على “تويتر” بناء على ٣ فيديوهات مفبركة.
وقال الموقع إن وسائل إعلام رفيعة المستوى بما في ذلك “إندبندنت عربية” وهي فرع سعودي لجريدة “إندبندنت” البريطانية حاولت إضفاء موثوقية على حملة الاخبار المزيفة للترويج عن انقلاب في قطر انطلاقا من الوكرة.
وذكر “كودا ستوري” أنّ خبراء الشؤون الخليجية كشفوا بسرعة أن “الانقلاب المزيف” في قطر هذا الأسبوع باعتباره جزءا من برنامج مستمر يهدف إلى تقويض سلطة الأسرة الحاكمة القطرية.
وأعادت آلاف من حسابات تويتر (ذباب إلكتروني) التغريد على مقاطع فيديو تزعم إطلاق أعيرة نارية في مدينة الوكرة القطرية الساحلية.
وكان مارك أوين جونز، أستاذ مساعد في دراسات الشرق الأوسط والعلوم الإنسانية الرقمية في جامعة حمد بن خليفة في الدوحة أول من اكتشف أن مقاطع الفيديو قد تم التلاعب بها وتم تسجيل مقاطع صوتية لطلقات نارية على اللقطات.
وقال جونز في مقابلة هاتفية: “أعتقد أنه يمكنك ربط حملات التضليل هذه بالأحداث الجارية في المملكة العربية السعودية والتي لا ندركها”.
وأضاف: “المعنى أنها تستهدف الجمهور المحلي في السعودية، لتشتيت انتباههم عن الوضع الاقتصادي هناك وانتشار الفيروس التاجي”، وأوضح أن “هذه محاولة لإضفاء الشرعية على الحصار وأسبابه وتأثيره على حياة الناس”.
اضف تعليقا