أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن تعزيز تواجدها العسكري بمحافظة دير الزور، والواقعة تحت سيطرة قوات حماية الشعب الكردية، شرقي سوريا، بقاعدتين عسكريتين جديدتين، بالرغم من اتهام موسكو لواشنطن بـ”سرقة” النفط السوري.

وحسب التقارير الواردة فقد بدأت واشنطن بالفترة الأخيرة في بناء القاعدتين العسكرتين،  بعد أسابيع من تعليق تركيا عمليتها العسكرية نبع السلام فى منطقة شرق الفرات التي اطلقتها فى التاسع من الشهر المنصرم.

وفى التاسع من شهر أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، أعلنت تركيا إطلاق العملية العسكرية “نبع السلام” بمشاركة الجيش الوطني السوري، في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لتطهيرها من مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية، وتنظيم “الدولة الإسلامية” وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.

وحددت التقارير مواقع القاعدتين الجديدتين، مشيرة إلي أن إحداهما  في بلدة الصور بريف المحافظة الشمالي، والأخرى في مقر اللواء 113 الذي كان يتبع جيش النظام السوري في ريف المحافظة الشمالي الغربي.

وأشارت التقارير  إلى أن الجيش الأمريكي أرسل بعد إطلاق عملية “نبع السلام”  تعزيزات إلى دير الزور بلغ قوامها نحو 250 جنديا وآليات ومصفحات وراجمات صواريخ.

ويتواجد الجيش الأمريكي في عدد من القواعد والنقاط العسكرية في دير الزور بعد طرد تنظيم الدولة الإسلامية من المحافظة تدريجيا على مدار 3 سنوات. وأبرز هذه القواعد والنقاط هي تلك الواقعة في حقول “العمر” و”كونكو” و”جفرة” و”تنك” للنفط والغاز.

إعادة تمركز واتهامات

ونهاية الشهر الماضي ، اتهمت وزارة الدفاع الروسية، عبر بيان، الولايات المتحدة بممارسة “اللصوصية” على مستوى عالمي بعد إعلان نيتها حماية حقول النفط في شرق سوريا.

ونشرت الوزارة صورا عبر الأقمار الاصطناعية لما قالت إنها قوافل من الصهاريج تتجه إلى خارج سوريا.

واعتبرت أن هذه الصور تدل على أن عمليات استخراج النفط السوري تمت تحت حماية العسكريين الأمريكيين قبل وبعد هزيمة عناصر تنظيم الدولة الإسلامية شرق الفرات.

وجاء هذا الاتهام بعد إعلان وزارة الدفاع الأمريكية  (البنتاغون)، عبر بيان، إرسال المزيد من القوات لحماية آبار النفط شرقي سوريا.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: سنحمي النفط.. وسنقرر ما الذي سنفعله به في المستقبل.

وقبل أيام، كشفت تقارير أن قوات أمريكية أعادت تمركزها غربي محافظة الرقة السورية (شمال وسط)، وذلك بعد انسحابها من المناطق الحدودية التي شملتها العملية العسكرية التركية “نبع السلام”.

وقبل يومين من العملية التركية نبع السلام، شرعت واشنطن في سحب قواتها من نقاط عسكرية مؤقتة بمدينتي تل أبيض، بريف الرقة، ورأس العين، بريف الحسكة، المتاخمتين للحدود التركية، شمال شرقي سوريا.

وشملت عملية الانسحاب في الشهر الماضي، نقل المركبات المدرعة، والمعدات العسكرية وأجهزة الحرب الإلكترونية والاتصالات، وأعادت تموضعها بالقرب من الطريق السريع (M4) الواصل بين حلب والموصل العراقية.

ووفق تقارير ، فإنّ قوات أمريكية تمركزت مؤخرا في مدينة عين العرب (كوباني) بعد إخلاء مواقعها في منطقة “نبع السلام،” ثم أعادت تمركزها وبناء قاعدة عسكرية جديدة لها غربي محافظة الرقة.

تعاون أمريكي كردي

وانخرطت الولايات المتحدة في الحرب الداخلية بسوريا، عبر غارات جوية على تنظيم “الدولة الإسلامية”، في سبتمبر /أيلول 2014.

واعتمدت واشنطن على “وحدات حماية الشعب” الكردية، كقوة برية لمواجهة التهديد المتصاعد لتنظيم “الدولة الإسلامية”.

ومع الإسناد الجوي الأمريكي، تمكنت القوات الكردية، من إخراج عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من عين العرب (كوباني) في يناير/كانون الثاني 2015، ومن تل أبيض في يونيو/حزيران 2015، واحتلهما.

وفي تلك الأثناء، بنت الولايات المتحدة قاعدة جوية، في مدينة رميلان بمحافظة الحسكة، ومنذ أبريل/نيسان 2016، بدأت باستقدام الشحنات العسكرية إلى المنطقة، عبر العراق برا، وإلى رميلان جوا.

وفى غضون عامين أقامت الولايات المتحدة 18 نقطة عسكرية في الحسكة والرقة ودير الزور ومنبج وتل أبيض، كما نشرت قرابة ألفي جندي أمريكي في تلك المواقع