أثبت لويس هاميلتون أنه مصدر إلهام للسجناء في البحرين بعد أن طالب العام الماضي بأن تتحمل بطولة الفورمولا 1 مسؤولية قضايا حقوق الإنسان في البلدان التي تزورها، لذلك تم تبني رقم سيارته “44”، من قبل بعض السجناء الذين كتبوا الرقم على ملابسهم.

تبدأ بطولة الفورمولا 1 موسمها الجديد نهاية هذا الأسبوع في البحرين، وهي دولة تعرضت لانتقادات حقوقية شديدة بسبب الانتهاكات التي يتم ارتكابها من قبل النظام ضد المعارضة داخل وخارج السجون.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، كتب علي الحاجي، وهو معتقل سياسي في البحرين، إلى هاميلتون يشرح له كيف أحدث البطل العالمي فرقًا في قضيتهم، ولفت الحاجي أن المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي في سجن جو البحريني قاطعوا سابقًا مشاهدة الفورمولا 1 لدورها في غسيل جرائم النظام الرياضي، لكنه أوضح أن موقف هاميلتون الصريح المعادي لانتهاكات حقوق الإنسان ودعمه -العام الماضي- لبعض السجناء السياسيين الذين كتبوا له من البحرين قد غير موقفهم.

وجاء في رسالة الحاجي التي تلقاها “معهد البحرين للحقوق والديمقراطية”، وشاركها مع الغارديان: “لقد غير اهتمامك الحقيقي بشأن حالاتنا الطريقة التي ينظر بها السجناء إلى هذه الرياضة…. بالنسبة لنا، أنت بطلنا، ليس فقط لأنك الأفضل في القيادة، ولكن أيضًا لأنك إنسان يهتم بمعاناة الآخرين… ولنعكس دعمنا الشديد لك، بدأ النزلاء في كتابة أو رسم “Sir 44” أو “Lewis 44″، على ملابسهم.. كنا نرتديها سابقاً للدعم أثناء مشاهدة السباق “.

يقول الحاجي إنه تعرض للتعذيب أثناء استجوابه، وأن الحكم الصادر ضده بالسجن 10 سنوات سببه قيامه بتنظيم احتجاجات سلمية في العاصمة المنامة.

وفي رسالته لهاملتون، قال: “أنا رجل حر بالرغم من الأصفاد التي تقيد يدي، وجدران السجن… لم تمنعني الجدران الإسمنتية في هذا السجن من فضح انتهاكات حقوق الإنسان التي نعاني منها هنا”.

وأضاف “ينظر إليك السجناء ليس فقط كبطل رياضي عالمي، ولكن كشخص يدافع عن حقوق الإنسان الخاصة بهم… أنا وزملائي في الزنزانة نتمنى لك التوفيق في سباقكم في البحرين… من فضلك تذكر أن لديك مشجعين في السجن سيتبعونك ويهتفون لك في كل سباقاتك “.

لم تتوقف مطالبات الجماعات الحقوقية لـ بطولة فورمولا 1، الاتحاد الدولي للسيارات، من أجل إحداث فرق في البحرين، التي وقعت مؤخرًا ما يعتقد أنه أطول عقد في تاريخ سباق فورمولا 1، لاستضافة البطولة – حتى عام 2036.

معهد البحرين للحقوق والديموقراطية كتب بيرد إلى فورمولا 1 يشكك في فشلها لإجراء التحقيق المناسب للتدقيق في تأثير السباق على انتهاكات حقوق الإنسان، وطلب من المسؤولين في البطولة استخدام منصتهم وتأثيره السباق من أجل الضغط على النظام البحريني، وضمان حصول ضحايا الانتهاكات على حقوقهم.

ولفتت الجماعة الحقوقية إلى “القمع الشديد” الذي مارسته السلطات البحرينية العام الماضي، وكيف “واصلت حملتها العنيفة من الاضطهاد ضد المعارضين السياسيين، وتصعيد استهداف الأطفال”.

كتب معهد البحرين للحقوق والديموقراطية أيضاً إلى المشاركين في السباق بما في ذلك سيباستيان فيتيل وماكس فيرستابن وجورج راسل ولاندو نوريس، طالبًا منهم اتخاذ “موقف ضد الحرب في كل مكان”، مشيرًا إلى أن السائقين اتخذوا موقفًا محقًا ضد السباق في روسيا بعد غزو أوكرانيا.

وقد دعتهم المنظمة إلى الاعتراف بانتهاكات حقوق الإنسان في كل مكان، ولا سيما أن التحالف الذي تقوده السعودية، والذي يضم البحرين والإمارات العربية المتحدة، منخرط في حملة عسكرية وحشية منذ سبع سنوات ضد اليمن.

وفقًا لتقرير الأمم المتحدة لعام 2021، فإن التحالف العربي بقيادة السعودية “ارتكب انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان في اليمن، بما في ذلك الهجمات العشوائية ضد المدنيين والاختفاء القسري والتعذيب”.

الجدير بالذكر أن ائتلافاً من مجموعات حقوق الإنسان أرسل إلى فورمولا 1 -الثلاثاء- للتعبير عن رغبتهم في أن يتخذ صناع الرياضة إجراءً حاسما ضد انتهاكات حقوق الإنسان، بينما سيشارك مجموعة من أعضاء البرلمان من المملكة المتحدة وأوروبا مخاوفهم يوم الأربعاء بشأن البحرين في رسالة إلى الاتحاد الدولي للسيارات، مؤكدين أن إدارة الاتحاد سيتحملون أي عواقب تنتج عن تأثير إقامة مثل هذه السباقات في البحرين.

 

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا