قبل أيام قليلة، وبعد حصار دام قرابة 3 أشهر، نفذ الاحتلال الإسرائيلي هجوم وحشي على مستشفى كمال عدوان الواقع في مخيم جباليا للاجئين شمال غزة، وأجبر المرضى وجميع النازحين على إخلاء المستشفى وقام بحرقها بالكامل، واعتقال الطواقم الطبية بما فيها مدير المستشفى الدكتور حسام أبو صفية.
في البداية تم نقل الدكتور حسام أبو صفية إلى معسكر اعتقال سدي تيمان، وفقًا لابنه، الذي قيل له إن ساق الطبيب أصيبت بجروح خطيرة أثناء غارة على المستشفى من قبل جنود إسرائيليين، وفي تصريحات خاصة، قال ابنه إدريس أبو صفية: “نحن قلقون للغاية، لم نتمكن من النوم لمدة ثلاثة أيام لأننا لم نعرف حتى اليوم مكانه، وحدثنا البعض عن تعرضه لتعذيب وحشي أثناء عملية اعتقاله”، مضيفًا “أنه يأمل أن تعمل الجماعات الإنسانية والحقوقية معًا لمحاولة تأمين إطلاق سراح والده”.
وقال الدكتور منير البرش، مدير وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، إنه وفقًا لعدة روايات شهود، شوهد أبو صفية وهو محتجز في السجن يعاني من إصابات متفرقة في جسده، كما أفاد عيد صباح، رئيس الممرضين بالمستشفى، بأن العديد من العاملين الطبيين احتجزوا ونقلوا في البداية إلى مواقع مختلفة، بما في ذلك قاعة زفاف قريبة ومدرسة، لكن مكان وجودهم الحالي غير معروف.
حسام أبو صفية لم يكن طبيبًا عاديًا، فقد تمكن من إبقاء المستشفى مفتوحا طيلة أكثر من 80 يوما من الحصار والهجمات التي شنتها القوات الإسرائيلية وسط عملية عسكرية مكثفة في مخيم جباليا، وكان يستقبل بلا مبالغة مئات الحالات يوميًا، فضلًا عن وجود آلاف العائلات النازحة بداخله بعد هدم منازلهم.
ولم تذكر إسرائيل مكان احتجاز أبو صفية أو غيره من العاملين الطبيين المفقودين في المستشفى حتى الآن، واكتفت بالتصريح بأن سبب العملية العسكرية هو التصدي لحماس والجهاد الإسلامي اللذان زعمت دون أدلة أنهما يستخدمان المستشفى لأغراض عسكرية.
في حسابه على منصة X، ادعى المتحدث العسكري الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن 240 مقاتلا اعتقلوا في الغارة، مع نشر صور لمجموعات من الرجال مقيدين ومعصوبي الأعين وهم عراة بعد إجبارهم على خلع ملابسهم.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنها “في حالة صدمة” من الغارة الإسرائيلية، التي أخرجت آخر مستشفى رئيسي يعمل في شمال غزة من الخدمة، مضيفة أن المرضى وبعض الموظفين نُقلوا إلى المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا شمال غزة، على الرغم من أنه غير صالح للعمل ويفتقر إلى الخدمات الأساسية.
وقالت الأمم المتحدة إن التقارير عن التعذيب والعنف الجنسي في سدي تيمان، حيث تم نقل العاملين الصحيين المعتقلين أثناء مداهمات المستشفيات الأخرى، تعتبر ممارسات “غير قانونية ومثيرة للاشمئزاز”.
ودعت منظمة العفو الدولية إسرائيل إلى إطلاق سراح جميع العاملين في مجال الرعاية الصحية، مضيفة في بيان أن إسرائيل “احتجزت مئات العاملين الصحيين الفلسطينيين من غزة دون تهمة أو محاكمة. وتعرض العاملون الصحيون للتعذيب وغيره من سوء المعاملة واحتُجزوا في الحبس الانفرادي”.
وحسب وزارة الصحة الفلسطينية، قُتل ما لا يقل عن 1057 عاملاً صحيًا في غزة منذ 7 أكتوبر /تشرين الأول 2023، وتقول منظمة مراقبة العاملين الصحيين الفلسطينية إن 300 عامل تم اعتقالهم.
للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا
اضف تعليقا