نحن اليوم بحاجة إلى المواصلة أكثر من أى وقت مضى ..ربما لأننا تركنا الأحداث تهلكنا ..أو لأننا تهنا فى بداية الطريق، الجميع يردد دائمًا ” البدايات للكل والثبات للصادقين ” .. ولكن هل نعى حقًا ما نقول أم نردد شعارات بلا فعل !
بطريقة أخرى كيف نصل؟
الاستمرار هو طريق الوصول ..
قد يريد شخصان مواصلة قيام الليل .. فيبدأ الأول صلاة ثم أخرى ثم يكِل .. فينسى .. فكأنه لم يبدأ!
أما الأخر فيبدأ صلاة تتبعها صلاة .. فيتعب لعدم اعتياده على الأمر .. فيصبر ويكمل حتى يصل !
عندما أخبر الله تعالى سيدنا موسى أن هناك فى الأرض من هو أعلم منه لم يتردد موسي ليأخد العلم فقال “لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضى حقبا” أى لا أبرح مهما كان البذل حتى أقابل هذا العالم لأستفيد منه علما، ومجمع البحرين، وهو المكان الذي كان فيه الخضِر عليه السلام، *( أَوۡ أَمۡضِىَ حُقُبًا )* والحُقب: هي الأزمان المتطاولة، وذلك يبين شدة عزمه وإصراره عليه السلام أن يبلغ مجمع البحرين لمقابلة الخضِر عليه السلام ولو أمضى في ذلك الأزمنة الطويلة المتعاقبة.
كانت تلك الهمة العالية والأستمرار مهما بلغ الأمر الذى نريده اليوم فى كل الطرق التى علينا أن نتخطاها ..وإن كان صعب علينا البلوغ .. ربما السير على الأقدام هو طريقنا .
ولم أجِد الإِنسانَ إِلا ابن سعيِه *** فمن كان أسعَى كان بالمجدِ أجدرا
وبالهمةِ العلياءِ يرقَى إِلى العُلا *** فمن كان أرقَى هِمَّةً كان أظهرا
ولم يتأخرْ مَن يريدُ تقدمًا *** ولم يتقدمْ مَن يريدُ تأخرا
ابن هانئ الأندلسى
“غرتنا اليوم متاعب الحياة فتقوقعنا على أنفسنا حاملين هموم غيرنا فقط تثاقل علينا الحياه.. مدركين أهمية الوصول دون أن نصل”.
اضف تعليقا