كشف صحفي إسرائيلي مختص في شؤون الأمن النقاب، الجمعة، عن مجزرة راح ضحيتها ما لا يقل عن 20 جنديًا مصريًا في حرب عام 1967.

وذكر الصحفي “يوسي ميلمان”، في سلسلة تغريدات عبر “تويتر”، إن الجنود المصريين “أُحرقوا أحياء ودفنهم الجيش الإسرائيلي في مقبرة جماعية بدون علامات قرب القدس”.

وكتب “ميلمان”: “بعد 55 عامًا من الرقابة الشديدة، يمكنني أن أكشف أن ما لا يقل عن 20 جنديًا مصريًا قد أحرقوا أحياء ودفنهم الجيش الإسرائيلي في مقبرة جماعية، لم يتم وضع علامات عليها، ودون تحديد هويتها، مخالفًا لقوانين الحرب، في اللطرون (قرب القدس)”.

وأضاف: “حدث ذلك خلال حرب الأيام الستة”.

وأشار “ميلمان” إلى أن الرئيس المصري الراحل “جمال عبدالناصر”، كان قد وقّع قبل أيام من نشوب الحرب، اتفاقية دفاع مشترك مع ملك الأردن الراحل “حسين بن طلال”، الذي كان يسيطر على الضفة الغربية.

وأضاف “ميلمان”: “نشرت مصر كتيبتين من الكوماندوز في الضفة الغربية بالقرب من اللطرون، والتي كانت آنذاك أرضًا حرامًا، وكانت مهمتهم هي الهجوم داخل إسرائيل والاستيلاء على اللد والمطارات العسكرية القريبة”.

 

وتقع اللطرون على الطريق الواصل بين القدس ويافا، وتبعد نحو 25 كيلومترا غرب القدس، وعقب حرب عام 1948، تم الاتفاق بين إسرائيل والأردن على جعلها منطقة محرمة.

وفي حرب عام 1967، احتلت إسرائيل اللطرون، وضمتها، وهي اليوم من ضواحي مدينة القدس الغربية.

وأضاف “ميلمان”: “وقع تبادل إطلاق النار مع جنود الجيش الإسرائيلي وأعضاء كيبوتس نحشون (تجمع زراعي تعاوني)؛ هرب بعض الجنود المصريين، والبعض أُخذوا كأسرى، وقاتل البعض بشجاعة”.

وتابع: “عند نقطة معينة، أطلق الجيش الإسرائيلي قذائف هاون وأضرمت النيران في آلاف الدونمات غير المزروعة من الأدغال البرية في الصيف الجاف”.

وأكمل “ميلمان”: “مات ما لا يقل عن 20 جنديًا مصريًا في حريق الأدغال”.

ونقل الصحفي الإسرائيلي عن “زين بلوخ” (90 عاما) والذي كان في ذلك الوقت القائد العسكري لكيبوتس نحشون، (كيبوتس يساري) قوله: “لقد انتشر الحريق سريعًا في الأدغال الحارة والجافة، ولم يكن لديهم فرصة للهروب”.

وأضاف “بلوخ”: “في اليوم التالي جاء جنود من الجيش الإسرائيلي مجهزين بجرافة إلى مكان الحادث وحفروا حفرة ودفعوا الجثث المصرية وغطوها بالتربة”

وتابع “ميلمان”: “بلوخ وبعض أعضاء (كيبوتس) نحشون شاهدوا برعب الجنود الإسرائيليين، وهم ينهبون الممتلكات الشخصية للجنود المصريين، ويتركون المقبرة الجماعية بدون علامات”.

وأكمل الصحفي الإسرائيلي: “الآن، وبعد رفع الرقابة العسكرية يضيف بلوخ أن حجاب الصمت يناسب الجميع؛ القلة الذين عرفوا لم يرغبوا في الحديث عنه؛ شعرنا بالخجل؛ ولكن قبل كل شيء كان قرار الجيش الإسرائيلي في خضم الحرب”.

وأشار “ميلمان” في تغريداته إلى أن الوثائق العسكرية الرسمية غير السرية، تحذف “مأساة اللطرون من سجلاتها”.

ولم يُصدر الجيش الإسرائيلي تعقيبًا فوريًا على ما ذكره “ميلمان”.

وفي حرب 1967، هزم الجيش الإسرائيلي الجيوش العربية، واحتل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية (كانت تحت السيطرة الأردنية) وقطاع غزة (كان تحت السيطرة المصرية)، وشبه جزيرة سيناء، ومرتفعات الجولان السورية.

اقرأ أيضا: إسرائيل تعتزم تسيير رحلات جوية إلي اليابان عبر الأجواء السعودية