بعد قرابة الخمسة أشهر من رفع دعوى قضائية ضده في الولايات المتحدة لاتهامه في قتل خاشقجي، تم تبليغ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان رسمياً بالشكوى لتبدأ القضية في اتخاذ مسار أكثر جدية خاصة بعد التقرير الاستخباراتي الأخير الذي أثبت تورط بن سلمان في الجريمة.

الدعوى المُشار إليها تم رفعها من قِبل منظمة “الديموقراطية الآن في العالم العربي – DAWN” وخطيبة الراحل جمال خاشقجي التركية “خديجة جنكيز” قبل حوالي 5 أشهر في محكمة أمام محكمة مقاطعة كولومبيا الفيدرالية في 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، اتهموا فيها بن سلمان وعدد من كبار مساعديه والمسؤولين في المملكة العربية السعودية مثل سعود القحطاني وأحمد العسيري بالتآمر لقتل خاشقجي.

وتسعى الدعوى القضائية إلى الإنصاف بموجب قانون دعاوى تعذيب الأجانب وقانون حماية ضحايا التعذيب، وذلك لتعذيب “خاشقجي” وقتله خارج نطاق القضاء؛ ما تسبب في ألم ومعاناة شديدة وأضرار جسيمة لـ “جنكيز”.

بعد استلام بن سلمان إشعارات الدعوى المرفوعة ضده، قدم المحامي أندرو شين واثنين آخرين إخطارات بالمثول للدفاع عن بن سلمان “المدعى عليه”، ما اعتبرته DAWN خطوة “تمهد الطريق أمام القضية المرفوعة” وقد تنجح مساعي الانتصاف لخاشقجي المغدور.

قُتل خاشقجي داخل مقر القنصلية السعودية في إسطنبول في 02 أكتوبر/تشرين الأول 2018 لاستخراج الأوراق اللازمة لعملية زواجه من التركية “خديجة جنكيز”، حيث قُتل وقطعت أوصاله واختفت رفات جثته حتى الآن.

منذ مقتل خاشقجي، وعلى مدار السنوات الماضية، كافح أنصار خاشقجي والمشرعون الأمريكيون لكشف الستار عن التفاصيل التي وصلت إليها المخابرات الأمريكية حول واقعة الاغتيال، وهو الأمر الذي تصدت له إدارة ترامب بكل قوتها، بل إن مدير المخابرات الوطنية في عهد ترامب استهزأ بقانون تم تمريره بدعم من حزبي الكونغرس في أوائل عام 2019، يقضي بالكشف عن “تقرير غير سري” عن دور بن سلمان في مقتل خاشقجي في غضون 30 يومًا.

بعد مرور عامين تقريباً، امتثل مدير المخابرات الوطنية المُعين من قبل الرئيس جو بايدن للوكالة أفريل هينز أخيراً للقانون، وتم إصدار التقرير الذي وجد بن سلمان مذنباً، واقتصر دور الإدارة الأمريكية على ذلك، حيث أفصحت عن دور بن سلمان فقط رافضة فرض أي عقوبات عليه.

جاء في التقرير الذي صدر في 26 فبراير/شباط المنصرم “منذ عام 2017، بدأ ولي العهد في السيطرة بشكل مطلق على الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في المملكة، مما يجعل من غير المرجح أن يقوم المسؤولون السعوديون بعملية من هذا النوع دون إذن ولي العهد”.

وبالرغم من عدم اتخاذ أي خطوات ضد ولي العهد من قبل الإدارة الأمريكية، فإن جنكيز ومنظمة DAWN اعتبروا ما جاء في التقرير الاستخباراتي بمثابة “هدية من السماء” ستساعدهم كثيراً في دعواهم التي رفعوها ضد ولي العهد.

في بيان حديث، قالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لـ DAWN – التي أسسها خاشقجي قبل مقتله-“نحن ملتزمون بمحاسبة ولي العهد محمد بن سلمان أمام محكمة قضائية على قتله لمؤسس المنظمة جمال خاشقجي… نشعر بالامتنان لموافقة القاضي بيتس على اقتراحنا الخاص بالخدمة البديلة”- وهي التبليغ بالمحاكمة باستخدام وسائل أخرى مع البريد العادي.

وتابع البيان “في حين أن محمد بن سلمان ربما يكون قد استطاع من الإفلات من أي عقوبات قد تفرضها الحكومة الأمريكية عليه بسبب دوره في جريمة القتل، إلا أنه لن يتمكن من التهرب من الملاحقة القضائية من قبل نظامنا القضائي على الأضرار التي سببها لنا ولجنكيز”.

وتقول DAWN إن جهودهم لخدمة بن سلمان اتخذت منحى يبعث على الأمل بعد أن سمح القاضي “جون بيتس” على طلب المدّعين بالتبليغ البديل في 4 مارس/آذار 2021؛ ما أتاح تبليغ “بن سلمان” بالقضية عن طريق رسائل واتسآب والبريد السريع إلى المديرية العامة للسجون السعودية للعديد من المتهمين المسجونين حاليًا في السجون السعودية، كما سمح بموجب ذات الخدمة بنشر الإشعارات في صحيفة نيويورك تايمز النسخة الدولية وصحيفة القدس العربي.

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا