اعتبر المحلل العسكري الإسرائيلي البارز عاموس هارئيل، أن حركة “حماس” في قطاع غزة بعيدة كل البعد عن الاستسلام والانهيار في الوقت الراهن، رغم الضربات الإسرائيلية غير المسبوقة.
جاء ذلك في مقال نشره في صحيفة “هآرتس” العبرية، قبيل دخول المعارك البرية داخل غزة أسبوعها الثالث.
وحسب هارئيل: “دخلت إسرائيل الحرب وهي تعاني من عجز رهيب، نتيجة لفشل مروّع في مجال الاستخبارات والتأهّب في 7 أكتوبر/تشرين الأول”.
وأضاف: “بحلول الوقت الذي تعافت فيه القوات الإسرائيلية وبدأت القتال بفعالية، كان نحو 1200 إسرائيلي قد قُتلوا بالفعل واختُطف نحو 240 آخرين”.
وتابع: “ومنذ ذلك الحين، أصبح كل ما تم القيام به وما سيجري القيام به أشبه بمحاولة يائسة لملاحقة عدو أشعل النار بالفعل ويتقدم بسرعة”.
ولفت إلى أنه “من الناحية العملية، انتظرت إسرائيل نحو 3 أسابيع قبل إرسال قوات برية إلى قطاع غزة، بسبب قيود مختلفة”.
وقال: “سيكون مساء يوم 10 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بمثابة مرور أسبوعين على بدء الهجوم البري، أرسل الجيش الإسرائيلي 3 فرق عسكرية إلى شمال قطاع غزة وطلب من المدنيين الفلسطينيين هناك مغادرة منازلهم والتوجّه إلى جنوب غزة”.
وأضاف: “أصبحت الهجمات الجوية الضخمة في الأسابيع الأولى أكثر شراسة منذ اللحظة التي تم فيها استدعاء القوات الجوية لتقديم دعم وثيق للقوات البرية، وكان التقدم منذ ذلك الحين بطيئًا ومدمّرًا، باستخدام أسلوب التقطيع (الفصل بين المناطق)”.
وتابع: “تطلق قوات المدرعات والمشاة نيرانًا كثيفة للغاية في مواجهة كل مظاهر المقاومة، ويبدو أن هذا هو السبب الرئيسي وراء قرار حماس، في كثير من الحالات، بالبقاء في الأنفاق وتجنب الصدام العسكري المباشر”.
وكشف هارئيل النقاب عن أن “الجيش الإسرائيلي يتكبد خسائر عندما تقوم حماس بقنص القوات التي تدخل في وضع ثابت، أو عندما تهاجم منشآت أكثر أهمية بالنسبة لحماس، والتي تجري حولها جهود دفاعية أكثر كثافة”.
ورأى أن الصعوبات الأساسية التي يواجهها الجيش الإسرائيلي هناك هي “شبكة متشعبة للغاية من الأنفاق تحت الأرض، والعديد من المباني الشاهقة فوق الأرض، رغم تدمير جزء كبير منها في الهجمات الإسرائيلية”.
واعتبر المحلل العسكري أن “حماس في ورطة، لكنها بعيدة عن الانهيار”، وفق تعبيره.
وقال إن “النصر في الحرب يتحقق عندما يتوقف أحد الأطراف عن العمل، سواء في شكل استسلام تام أو بسبب انهيار أنظمته، وتبدو حماس بعيدة كل البعد عن ذلك في الوقت الراهن”.
وأردف: “تضررت وظائفها في شمال قطاع غزة بشدة، ولكن الاستسلام ليس في الأفق”.
وفيما ذكر أن “الهدف الأول للحرب، كما هو موضح للجيش الإسرائيلي تدمير القدرة العسكرية لحماس والبنية التحتية الحاكمة”، إلا أنه استدرك: “لكن حتى الأهداف الرسمية هي طموحات”.
واعتبر أن “القدرة على تحقيقها تعتمد على 3 عوامل: ممارسة القوة العسكرية الفعالة، وتخصيص الوقت الكافي، والقدرة على العمل في جنوب قطاع غزة أيضا”.
وفي إشارة إلى زعيم “حماس” في غزة يحيى السنوار، رأى هارئيل أنه “سيكون من الخطأ الجسيم أن نستنتج من الصعوبات التي يواجهها الآن أنه سيستسلم أو حتى يتم ردعه تحت الضغط الذي يتعرض له”.
وأضاف: “سمعنا بالفعل ما يكفي عن إضعاف حماس وردعها من الحكومة ومن الجيش الإسرائيلي، وبعد العمليات الأصغر حجمًا السابقة في غزة، لن يشتري أحد تلك السلع المستعملة (الوعود التي لا تنفذ) مرة أخرى”.
وبالنسبة لعامل الزمن، ذكر هارئيل أنه “من وجهة نظر إسرائيل، فإن عنصر الوقت في العملية أمر بالغ الأهمية، حيث يتحدث قادة الجيش الإسرائيلي في الميدان عن إطار زمني مدّته أشهر للقضاء على القدرات العسكرية لحماس شمال قطاع غزة”.
وأضاف: “لكنّ واشنطن تشير إلى أنه لن يكون هناك أكثر من بضعة أسابيع، حتى بعد التوصل إلى صفقة محدودة لإطلاق سراح الأسرى، وبعد ذلك، تضغط الولايات المتحدة من أجل أن يتم القتال بصيغة مختلفة”.
اضف تعليقا