أعلن مصدر طبي حكومي وشهود عيان في العراق، عن إصابة 40 محتجاً بينهم تلاميذ مدارس، بجروح وحالات اختناق، الأحد، خلال تفريق قوات الأمن احتجاجاً في محافظة ذي قار (جنوب).

وأوضح المصدر، وهو طبيب في مستشفى حكومي، أن مستشفى الناصرية العام استقبل 40 شخصاً من المتظاهرين أصيبوا بجروح وحالات اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع،  حسب وكالة الأناضول.

وأضاف المصدر، مفضلا عدم الكشف عن اسمه، أن بين المصابين تلاميذ مدارس ونساء.

وقال شهود عيان، إن الإصابات وقعت خلال تفريق قوات الأمن احتجاجاً أمام مبنى مديرية التربية في مدينة الناصرية، مركز ذي قار.

وأضافوا أن المتظاهرين حاولوا محاصرة المديرية ومنع الموظفين من مزاولة عملهم لفرض العصيان المدني لكن قوات الأمن فرقتهم بالقوة.

من جانبه، قال مصدر أمني، لوكالة الأناضول، طلب عدم الإشارة لاسمه، إن “المئات من طلبة المدارس في محافظة بابل (جنوب) أغلقوا مديرية تربية المحافظة، ومنعوا الموظفين من ممارسة مهامهم”.

في الأثناء، أجبر العشرات من المتظاهرين العاملين في إذاعة الديوانية الحكومية من وقف بث الإذاعة، وفق ما أبلغ الأناضول مصدر في الشرطة.

وقال المصدر، إن المتظاهرين أجبروا العاملين في الإذاعة من وقف البث بعد أن قالوا إنها “تسيء” للمتظاهرين المناوئين للحكومة.

ومنذ 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشهد العراق موجات احتجاجية مناهضة للحكومة، هي الثانية من نوعها بعد أخرى سبقتها بنحو أسبوعين.

وتخللت الاحتجاجات أعمال عنف واسعة النطاق خلفت 291 قتيلا على الأقل، فضلا عن نحو 13 ألف مصاب، غالبيتهم من المتظاهرين، حسب إحصائية أعدتها الأناضول استنادا إلى أرقام مفوضية حقوق الإنسان العراقية (رسمية تابعة للبرلمان) ومصادر طبية.

والمتظاهرون الذين خرجوا في البداية للمطالبة بتحسين الخدمات وتأمين فرص عمل، يصرون الآن على رحيل الحكومة والنخبة السياسية “الفاسدة”، وهو ما يرفضه رئيس الحكومة عادل عبد المهدي، الذي يطالب بتقديم بديل قبل تقديم استقالة حكومته.

كما يندد الكثير من المتظاهرين بنفوذ إيران المتزايد في البلاد ودعمها الفصائل المسلحة والأحزاب النافذة التي تتحكم بمقدرات البلد منذ سنوات طويلة.