اندلعت تظاهرات جامحة في الأردن منذ السابع من أكتوبر حيث عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة في الوقت الذي قام فيه الاحتلال الإسرائيلي باستهداف الآلاف من أبناء قطاع غزة من المدنيين ولا سيما الأطفال والنساء.
قرر الشعب الأردني التصعيد قبل ما يقرب 12 يوماً مع تصعيد الاحتلال فنظم تظاهرات بالقرب من محيط السفارة الإسرائيلية في عمان وقد شهدت تلك التظاهرات قمعاً من قبل قوات الأمن.
لكن تأخر رد الفعل من الأمن وكذلك تغطية وسائل الإعلام الأردنية للتظاهرات بشكل إيجابي ثم التحول بشكل سلبي شكل علامة استفهام خاصة أن الإعلام الأردني بات يتحدث عن مؤامرة تدور حول الأردن.
كل الدلائل تشير إلى أن أحد ما يقف وراء ذلك التحريض الذي انتقل من حد الهجوم على الشعب الأردني إلى تشويه المقاومة وبالتأكيد كل الأصابع تشير إلى مدبر المؤامرات في المنطقة محمد بن زايد.
شرارة التحريض
ظلت وسائل الإعلام في الأردن تقوم بتغطية المظاهرات دون تناولها بشكل سلبي، أو التحريض عليها حتى اليوم الثالث من اندلاع التظاهرات أمام السفارة إلى أن خصصت قناة “سكاي نيوز عربية” التابعة للإمارات، برنامجا يتحدث عن أطماع مزعومة لإيران في الأردن.
سكاي نيوز عربية قالت في 26 مارس الماضي، إن الأردن بات مستهدفا بشكل رئيسي من قبل إيران، والتي تسعى إلى خلق الفوضى في المملكة، واستخدام أراضيها لتهريب الأسلحة إلى فلسطين، وذلك تزامن مع زيارة أجراها وفد من قيادة حركة “حماس” إلى إيران، فيما لم يصدر حينها عن الحكومة الأردنية أو الإعلام الأردني أي تحذير من أدوار إيرانية قد تستهدف أمن المملكة.
بعد ذلك بثلاثة أيام، وتحديدا في 29 مارس، بدأت القناة التي تبث من أبوظبي حملتها بشكل رسمي، إذ نشرت تقريرا بعنوان “خطاب مشعل.. لماذا تسعى حماس لإشعال الفوضى في الأردن؟”.
واتهمت القناة الإماراتية حركة حماس بمحاولة استهداف الأردن، وذلك بعد كلمة ألقاها خالد مشعل عن بعد، في فعالية نسائية للتضامن مع غزة بالعاصمة عمّان، وبعد أقل من ساعتين، نشرت “سكاي نيوز عربية” تقريرا مصورا بعنوان “حماس تواصل الدعوة للحشد في الأردن وسط مخاوف أمنية”.
الانتقال إلى الداخل
استغلت القناة الإماراتية خطاب مشعل ومن ثم انتقل التحريض إلى مرحلة جديدة وبدأت الحملة الرسمية في الأردن للتحريض على المظاهرات بعد قيام صحيفتي “الرأي” و”الدستور” الحكوميتين بإعادة نشر تقرير “سكاي نيوز عربية” التحريضي على حركة “حماس” والقيادي خالد مشعل.
كذلك واصلت الصحيفتان إضافة إلى موقع “عمون” المقرب من الحكومة، ومنصات أخرى التحريض على مظاهرات “السفارة” من خلال نشر تقارير، أو مقالات لكتاب يهاجمون المتظاهرين، وحركة “حماس”.
وابتداء من 30 مارس الماضي، أي ثامن أيام المظاهرات، بدأت “الرأي” و”الدستور”، و”عمون” بنشر مقالات تحريضية بشكل مكثف ضد المتظاهرين، اعتمدت بشكل أساسي على نوع الهتافات الذي يمجد المقاومة الفلسطينية وقادتها، وهي هتافات رددها المشاركون منذ اليوم الأول للمظاهرات في 24 مارس الماضي.
الخلاصة أن الإمارات تقف وراء التحريض على الشعب الأردني والذي انتهي بقمع التظاهرات الداعمة لغزة واعتقال عدد من الناشطين والآن تروج إلى مؤامرة من أجل تشويه المقاومة وقادتها وأحرار الأردن.
اضف تعليقا