وعد محمد بن سلمان الشعب السعودي بحياة مليئة بالترف والرقي بعد توليه الحكم قبل ما يقرب من ثماني سنوات لكن الشعب لم يجد غير الفقر والبطالة ومن يجرؤ للتحدث عن ذلك يكون مصيره السجن.
تراجعت المملكة على جميع الأصعدة منذ تولي محمد بن سلمان الحكم وأولهما على مستوى الريادة الإقليمية والعربية بعدما ورطها بن سلمان في الحرب اليمنية وقد خرجت منها تجر أذيال الهزيمة والخيبات.
أما على المستوى العربي فقد تخلت السعودية عن الفضيلة الفلسطينية وباتت تلهث وراء تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي بدافع إرضاء الولايات المتحدة الأمريكية.
أما على صعيد الحريات فحدث ولا حرج عن الانتهاكات علاوة عن التراجع في أهم الملفات ألا وهو الاقتصاد وقد حولها بن سلمان من مملكة النفط العظيمة إلى دولة تستدين لديها عجز في الموازنة.
رؤية 2030
تحدثت مصادر اقتصادية أن عشرات الشركات باتت تعلن الإفلاس شهريا في السعودية في وتيرة غير مسبوقة بسبب رؤية 2030 التي روج لها ولي العهد محمد بن سلمان وثبت فشلها في كافة المجالات.
بن سلمان وجه بفرض تكتما شديدا على توالي إفلاس الشركات المحلية في المملكة رغم ما يحمله ذلك من مخاطر اقتصادية وخيمة، ذلك بالتزامن مع تخفيض السلطات السعودية مليارات الدولارات من الإنفاق على بعض أكبر مشاريع التطوير التنموية، وتعلق خططاً أخرى، في الوقت الذي تواجه فيه المملكة صعوبات في التعامل مع حجم التحول الاقتصادي الهائل الذي تشهده.
طبقًا لوكالة بلومبيرغ توشك لجنة حكومية يقودها الحاكم الفعلي للسعودية، ولي العهد محمد بن سلمان، على الانتهاء من مراجعة شاملة للمشاريع الضخمة بما في ذلك مشروع تطوير الصحراء المترامية الأطراف المعروف باسم نيوم.
وقال هؤلاء إن نيوم، التي يجري تطويرها على ساحل البحر الأحمر، من المتوقع أن يتم تخصيص 20% أقل من ميزانيتها المستهدفة لهذا العام، وأضافوا أن خططها لإطلاق شركة طيران جديدة في المنطقة معلقة.
إنهاك الاقتصاد
سلط اقتصاديون الضوء على الأسباب التي تقف وراء الهزة الاقتصادية التي تضرب المملكة، فيما قال جان ميشيل صليبا، الخبير الاقتصادي في بنك أوف أمريكا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا “الحقيقة هي أن هذا النوع من الإنفاق سيخلق نوعًا من الانهاك في الاقتصاد، وهذا أمر غير مرغوب فيه حقًا. “هناك أيضًا خطر على ربحية المشروعات إذا استمرت نوعًا ما دون قيود مالية”.
يذكر أن السعودية كانت قد قالت في ديسمبر الماضي إن بعض المشاريع سيتم تأجيلها أو تسريعها بعد أن راجعت الحكومة قدرتها على تمويل التزاماتها دون التأثير على تصنيفها الائتماني.
فيما قال بعض الأشخاص إن العاصمة الرياض على وجه الخصوص هي المستفيدة من هذه المشاريع، حيث أن مشاريع التطوير هناك تحظى بالأولوية على مشاريع مثل مشروع نيوم.
جدير بالذكر في حين أن رؤية 2030 قد لا تعكس النوايا الأولية للسعودية، إلا أن “تحجيم” المشاريع هو علامة على نضوج المملكة، حسبما قال فاروق سوسة، الخبير الاقتصادي في مجموعة جولدمان ساكس في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
اقرأ أيضًا : كيف يستهدف محمد بن سلمان المعارضين في المنفى؟
اضف تعليقا