صادق الكنيست الإسرائيلي بالقراءة التمهيدية على حل نفسه اليوم، تمهيداً لإقامة انتخابات في شهر أكتوبر/ تشرين المقبل من العام الجاري.
وقد صوت على القرار 110 عضو من إجمالي 120 عضواً، ولم يصوت أحد ضده، ويشار إلى أن تلك المصادقة هي على القراءة التمهيدية، ويجب أن يتم التصويت على ثلاث قراءات حتى يصبح القرار نافذاً.
للوهلة الأولى يظن البعض أن الفشل الاقتصادي، كان من أهم أسباب تخلي أعضاء الكنيست عن الحكومة، ولكن يكمن وراء الكواليس صراع داخلي بين زعيم حزب الليكود “بنيامين نتنياهو”، وبين رئيس الحكومة الحالية “نفتالي بينيت”، منذ سقوط الأول في الانتخابات الماضية.
وفي حال أجريت تلك الانتخابات في شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، ستصبح هي الخامسة في غضون أقل من أربع سنوات، ما يدل على حالة التزعزع والتخبط السياسي لدى حكومة الاحتلال.. فإلى أين يمكن أن ينتهي صراع نتنياهو-بينيت؟! وما مدى انعكاسات هذا التنافس على المقاومة الفلسطينية؟!.
الأفشل في التاريخ
صرح رئيس وزراء الاحتلال السابق “بنيامين نتنياهو” أن حكومة الاحتلال الحالية بقيادة بينيت هي “الأفشل في تاريخ إسرائيل”، حيث يرى أنها عاجزة عن توفير حلول اقتصادية داخلية بجانب فشله في إدارة الملفات الخارجية.
وبالرجوع لتصريحات نتنياهو السابقة فهي لم تبدأ بعد تلك الأزمات، بل بدأت مع خسارته الحكم، حيث وصفته بعض الصحف العبرية أنه يكاد لا يصدق خسارته لصالح بينيت.
تلك الحرب الناشبة لم تكن وليدة لحظة خسارة الحكم، بل بدأت حين كان نفتالي بينيت وزير دفاع في حكومة نتنياهو، حيث كان طموح الأول إزاحة الثاني وكلاهما يمين متطرف وهذا ما أجج الصراع وشتت توجه المجتمع اليهودي.
انعكس ذلك على الكنيست فالبرغم من فوز بينيت في الانتخابات الماضية وحزبه “أزرق أبيض” بـ 7 مقاعد فقط إلا أنه استطاع أن يكون ائتلاف من 60 مقعداً، بعد اتفاقه مع الأحزاب العربية في الكنيست، واتفق مع “يائير لابيد” الذي يحمل عداوة لنتنياهو وأصبح ائتلاف بينيت 60 صوتاً وائتلاف نتنياهو 59 صوتاً وقد امتنع صوت عربي عن التصويت، ما أدى لخسارة نتنياهو.
عداوة العرب وحرب تصريحات
انتقد نتنياهو اتفاق بينيت مع الأحزاب العربية على أساس أنها خيانة للمجتمع اليهودي فاليمين المتطرف لا يحبون العرب ويرفضون وجودهم في الكنيست.
ومنذ تلك الحادثة اندلعت حرب كلامية بين الطرفين كان أولها عن حرب غزة مع المقاومة حيث اتهم كل منهم الأخر بالفشل في ردع حركة المقاومة الإسلامية حماس.
امتد الأمر إلى تسليط نتنياهو بعض الصحفيين للنشر عن عمل زوجة بينيت التي كانت تعمل بمطعم لا يذبح على الشريعة اليهودية رغم أنه يميني وهو ما صرح به بينيت قائلاً “سيد نتنياهو إنه عمل دنيء لا تعتذر لي ولكن أعتذر لزوجتي”.
لم يقف الأمر عند ذلك الحد بل تم تهديد بينيت بالقتل عن طريق وصول مظروف به رصاصة إلى بيته إضافة لذلك فقد تم القبض على شخص منذ أكثر من عام اتصل بالشرطة قائلاً أنه ينوي اغتيال رئيس الوزراء.
كل هذا يوضح مدى وصول الصراع “اليميني-اليميني”، داخل أوصال الحكومة الإسرائيلية، وينذر بأربعة شهور قادمة طاحنة حتى إجراء الانتخابات المزمع عقدها في أكتوبر /تشرين المقبل.
فرصة فلسطينية
منذ أسابيع قليلة أصر رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينيت على مسيرة الأعلام اليهودية على الرغم من أنها تستفز الجانب الفلسطيني وتنذر بنشوب صراع جديد، لكنه أتمها دون أن ينظر للعواقب، والحقيقة أن مسيرة الأعلام ليست هي المقصودة في ذاتها بل حاول بينيت من خلالها إظهار أن الحكومة قوية وقادرة على مواجهة المقاومة الفلسطينية.
لكن في واقع الأمر لم يكن ليتحمل بينيت تكاليف حرب مع حماس، في ظل تداخل الملفات وتشابكها من تزعزع الأوضاع الإقتصادية بتبعات حرب روسيا على الأراضي الأوكرانية، أو ملفات خارجية حساسة كالملف الإيراني، أو حتى مواجهته مع المعارضة بقيادة نتنياهو.
أما على الجانب الآخر فتراقب المقاومة الفلسطينية الأوضاع جيداً وتتابع بعناية التخبطات في دولة الاحتلال، وقد يكون ذلك الصراع الدائر فرصة سانحة لتقوية عتادها، والاستعداد بشكل أقوى لمواجهة مستقبلية مع الاحتلال المنهك بالصراعات الداخلية والخارجية.
الخلاصة الصراع “الإسرائيلي-الإسرائيلي” بين نتنياهو وبينيت ومستمر، وينذر بصدام وحشي بين الطرفين، ولا يوجد ما يدل على أن انتهاء هذا الصراع، قد يكون قريباً، فحل الكنيست لنفسه ليس نهاية لذلك التنازع الدائر بل بداية له.
اقرأ أيضا : تخدم إسرائيل.. ما دلالات جولة محمد بن سلمان في المنطقة؟!
اضف تعليقا