إبراهيم سمعان

رغم اتفاقهم على إدانة مقتل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول وفي ظل الشكوك التي تحيط بولي العهد، فإن الدول الغربية تتعامل بطرق مختلفة تجاه الرياض خاصة فيما يخص بيع السلاح.

 

ويقول موقع ” إنتلجنس أون لاين ” في نسخته الفرنسية: رغم طلب مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي منذ الأربعاء الماضي وقف الصراع باليمن، حصلت السعودية على طائرتين من الولايات المتحدة للمراقبة والاستطلاع (ISR) وقادرة على التحليق وإعادة إرسال البيانات.

هذه الطائرات من طراز بيتش كرافت، تم تصنيعها عن طريق شركة سييرا نيفادا (SNC)، مجهزة بكاميرات بصرية MX-15، من انتاج  L-3 Technologies وهي شركة أمريكية متخصصة في مجال الدفاع والتسليح ، ومن المتوقع أن تدعم هذه الطائرات العمليات السعودية في اليمن، فهذه الصفقة دليل على أن التعاون في مجال أجهزة المخابرات لا يضعف بين واشنطن والرياض.

وأكد الموقع أنه بالنسبة لموقف ألمانيا، بعد اغتيال جمال خاشقجي في اسطنبول أوائل أكتوبر، كان لقرار أنجيلا ميركل بوقف مبيعات الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية تأثير سريع جدا.

فوفقا لصحيفة “لا تريبين ” الفرنسية، أوقفت الرياض صفقة بيع فرقاطات ألمانية  من طراز Meko A200 TKMS لمصر، لأنه وفقا للعقد كان من المقرر أن تمول المملكة السعودية جزءًا كبيرًا من هذا العقد.

 

وبعد تصريحات المستشارة الألمانية، قرر فريق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تجميد هذه الصفقة التي جاءت في الوقت الذي كان فيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في طريقه إلى برلين.

 

ويبين ” إنتلجنس أون لاين ” إذا كان الاهتمام السياسي – الإعلامي يركز على وقف مبيعات الأسلحة للجزيرة العربية ، فإن المملكة، بالإضافة إلى حليفها الإماراتي، تمول برامج الأسلحة للعديد من دول المنطقة: منها مصر والأردن وباكستان، إضافة إلى معدات دول التحالف العسكري في منطقة الساحل بقيادة باريس .

 

ولهذا تخشى هذه الدول من أن مقاطعة الجزيرة العربية أو حرمانها من الأسلحة سترتد في نهاية المطاف أثارها إليها، من هنا أصر السيسي على الدفاع بقوة عن محمد بن سلمان في واشنطن.

 

أما بالنسبة لفرنسا فإن رد فعل الرئيس إيمانويل ماكرون على موقف أنجيلا ميركل – الذي وصفه بـ “ديماجوجي” – كان موضع تقدير في الرياض، وفقا لمصادر الموقع ، قررت القوات البحرية الملكية السعودية (RSNF) نهاية أكتوبر ، التفاوض مع MBDA، على فرقاطاته التي تجوب سواحل اليمن، ونظام الصواريخ قصيرة المدى من سيمباد ، الذي أنتج على نطاق واسع في فرنسا.

 

كما كشفت أن مجموعة تاليس، الأور,بية، ستعمل على تجهيز هذه الفرقاطات بصواريخ Crotale Shahine ، حيث تسعى منذ أكثر من سنة للفوز بهذا العقد .

ويقول الموقع الاستخباراتي إن آفاق شركات الأسلحة الفرنسية لا تنتهي، فالحرس الوطني السعودي يدرس امتلاك شاحنات مجهزة بنظام المدفعية من نوع Nexter خصوصا أن مجموعة  سيزر أو “القيصر” تابعة لجورج فرانسولي، والقريب من الحرس الوطني السعودي.

وأكد أنه على الرغم من تضرر سيزر بعد انقلاب ولي العهد على الأمير متعب بن عبد الله وصهره صلاح فستق وتجريدهم من عقود الحرس العام الماضي، إلا أن سيزر جاهزة للعمل وطمأنة محمد بن سلمان، فمنذ عدة أشهر سافرت أعضاء من لجنة “مكافحة الفساد” التابعة لولي العهد إلى فرنسا للتدقيق في العقود الموقعة مع المجموعة، لكنهم لم يعثروا على شيء ولم يشرعوا في اتخاذ أي إجراءات ضدها وهذا أمر طبيعي.