جاء عيد الفطر لهذا العام مخيباً لآمال الأميرة بسمة بنت سعود، فالأميرة كانت تطمح في أن يُطلق سراحها بعفو ملكي من عمها الملك سلمان بن عبد العزيز، ملك المملكة العربية السعودية، حيث يُصدر الملك كل عام عفواً عن مئات السجناء كبادرة حسن نية خلال شهر رمضان المبارك الذي استمر هذا العام من 24 أبريل/نيسان إلى 23 مايو/أيار.

في 16 أبريل/نيسان الماضي، كسرت الأميرة صمتها الذي استمر نحو 13 شهراً، وكشفت عبر تغريدة على حسابها الرسمي على “تويتر” أنها رهن الاعتقال، ونشرت التماساً توسلت خلاله عمها الملك سلمان وابن عمها ولي العهد بالعفو عنها والنظر في أمرها وإطلاق سراحها.

وقالت في سلسلة من التغريدات: “اناشدك عمّي الملك المفدى سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولد عمي، أنا موجودة حاليا بسجن الحاير وحالتي الصحية متدهورة جدا وحرجة قد تؤدي إلى وفاتي، ولم احصل على أي عناية طبية أو اي استجابة لأي طلب”.

تم حذف تلك التغريدات بعد ذلك بوقت قصير، كما تم قطع جميع اتصالاتها من السجن، إلا أن مكتبها أعاد نشر التغريدات في 27 أبريل/نيسان.

احتجاز دون تهم أو تحقيقات

قبل 14 شهراً من الآن، وتحديداً في 01 مارس/آذار 2019 تم اختطاف بسمة وابنتها البالغة من العمر 28 عامًا، سهود الشريف، من داخل شقتهما بجدة، واقتيدا إلى مكان مجهول ومن ثم إلى سجن الحائر شديد الحراسة، ليقبعا بداخله حتى الآن.

اُتهمت الأميرة بسمة في البداية باستخدام جواز سفر مزور في محاولتها الفرار من البلاد، إلا أنه في مايو/أيار 2019 تم إسقاط هذه التهمة، ومع ذلك لا زالت قيد الاحتجاز هي وابنتها.

غردت الأميرة بسمة بنفسها يوم 27 أبريل/نيسان قائلة “أخبرنا سجن الحائر مراراً أنه لا توجد تهم أو تحقيقات جارية، ولكننا ما زلنا في السجن”، حيث أن الأميرة محتجزة مع ابنتها سهود، لتعلق آمالها الآن على فريق الأمم المتحدة العامل المعني بمسألة الاحتجاز التعسفي ليتدخل ويضغط على السلطات لإفراج سراحها.

في حوارها مع “إنسايدر”، كشفت إحدى صديقات الأميرة -طلبت عدم الإفصاح عن هويتها أن المجموعة ]الأمم المتحدة[ أرسلت بالفعل إلى وزير الخارجية السعودي في منتصف أبريل/نيسان “طلباً عاجلاً” للإفراج عن الأميرة بسمة.

وبدورهم قام العاملون في “إنسايدر” بالتواصل مع فريق الأمم المتحدة العامل المعني بمسألة الاحتجاز التعسفي، وكان ردهم “نظرًا لسرية الإجراءات ، لسنا في وضع يسمح لنا بالتعليق”.

“لا نتوقع حدوث ذلك”

“لا نتوقع حدوث ذلك”.. هكذا علقت أسرة الأميرة بسمة بعد تلقيهم معلومات بالإفراج عنها الأسبوع الماضي، حيث قالت الأسرة إنهم تلقوا ذات المعلومات رمضان من العام الماضي، ومع ذلك لا زالت رهن الاحتجاز.

إحدى أفراد العائلة قالت لـ “إنسايدر” الشهر الماضي إنهم كانوا أكثر “إلحاحاً” هذا العام في دعواتهم وطلباتهم لإطلاق سراح الأميرة، وذلك بسبب تدهور حالتها الصحية وانتشار أنباء حول وجود حالات مصابة بفيروس كورونا داخل مقر احتجازها في سحن الحائر.

وتعاني الأميرة بسمة من أوضاع صحية متدهورة، خاصة منذ 2018، حيث أصيبت بأمراض في القولون مع اضطراب في عمل عضلة القلب بالإضافة إلى هشاشة العظام.

لا زال هناك أمل

الدكتورة “إريكا بينيت”، صديقة شخصية للأميرة ومساعدة لها، قالت في حوارها لـ “إنسايدر” إن الأمل لا يزال موجوداً وربما تتغير الأمور كلها في اللحظة الأخيرة.

وقالت بينيت، التي عملت مع الأميرة بسمة في إفريقيا لمدة عشر سنوات “أصلي لكي تلين قلوبهم… هذا وقت التأمل والاستماع لله”.

انتشرت في الآونة الأخيرة أخباراً كثيرة عن صدور عفو الملكي وحكومي عن السجناء في عدد من محافظات المملكة، والبالغ عددها 13 محافظة، حيث نشرت محافظة القصيم في 12 مايو / أيار إنها ستعفو عن 130 جنائي، بينما قالت محافظة الباحة في 30 أبريل/نيسان إنها ستعفو عن 96 شخصًا.

الأميرة أرسلت رسالة إلى الملك سلمان في مارس/آذار 2020، ولم تتلق رداً عليها، ولا يعلم أحد إذا تم تسليم الرسالة للملك أم لا، خاصة وأنه من غير المعروف ما إذا كان ولي العهد أو والده الملك سلمان على دراية باعتقال الأميرة بسمة.

من ناحيتها، رفضت المديرية العامة للسجون في المملكة العربية السعودية وسفارة المملكة العربية السعودية في واشنطن الرد على استفسارات “إنسايدر” حول وضع الأميرة بسمة.

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا

شاهد أيضاً: الأميرة “بسمة بنت سعود” تستغيث للإفراج عنها وعن ابنتها وإنقاذ صحتها المتدهورة!