ملايين الميمات والتغريدات الساخرة على وسم “WWIII” بعد الضربة الأمريكية للقائد الإيراني

استيقظ ملايين الأشخاص في العالم صباح الجمعة على مفاجئة لم تكن في الحسبان ولم يكن مخطط أن يعايشوها وهم يستقبلون العام الجديد، حيث انتشرت في وسائل الإعلام أنباء حول الضربة الجوية الأمريكية التي أسفرت عن مقتل الجنرال الإيراني “قاسم سليماني”.
بعد دقائق معدودة من الخبر، انقلب موقع “تويتر” رأساً على عقب متناولاً الحدث، الذي واجه هجوماً عنيفاً في البداية من قبل المستخدمين وكبار المسؤولين كالسناتور إليزابيث وارين وجوليان كاسترو، اللذين قاموا بإدانة ترامب، خاصة وأن الحديث عن احتمالية حدوث حرب عالمية ثالثة أصبح أكثر واقعية.

انتشرت وسوم ترمز للحرب العالمية الثالثة كوسوم “WWIII” و “WorldWarThree” و “IranWar” على مواقع التواصل الاجتماعي بصورة سريعة، حيث تم التغريد باستخدامها من قبل ملايين المستخدمين، الذين تفاعلوا مع الحدث بصورة مختلفة، طغى عليها روح الفكاهة والسخرية من الواقع، حيث تم التغريد باستخدام رسومات ساخرة ومقاطع مصورة مع اقتباسات مختصرة فكاهية، بالإضافة إلى ملايين “الميمات” التي تخيلت العالم في حال قامت الحرب العالمية الثالثة، حيث رجح البعض أن يقيموا صداقات مع الجبهات المعادية، فيما سخر آخرون من تخيل “أحبائهم” وأصدقائهم في الخطوط الأمامية للحرب.

اختيار “الميمات” للتفاعل مع الحدث ربما يكون مقنعاً للبعض خاصة وأن الحديث عن حرب عالمية ثالثة مجرد أفكار وتوقعات غير مؤكدة، ومع ذلك فإن الأمور في تعقيد مستمر، فلماذا اختار مستخدمو الانترنت وخاصة فئة الشباب، التعامل مع الفوضى الدائرة حولهم والأوضاع السياسية غير المستقرة بصورة فكاهية ساخرة؟

أجرى “انسايدر” حوارات مع بعض مستخدمي الانترنت، كما قام بتحليل تغريدات لآخرين، جميعها أجمعت أن التعامل مع الأحداث بصورة فكاهية من شأنه أن يهدأ من الأجواء المشتعلة، بالإضافة إلى أنها وسيلة جيدة للحد من التوتر الذي يصيب المرء في ظروف مشابهة.

دينا ألين -البالغة من العمر 16 عاماً- كانت أحد المستخدمين الذين تم إجراء الحوار معهم، قالت إنها سمعت بالخبر صدفة حينما كان والدها يتابع شبكة CNN في الغرفة المجاورة، وأضافت معلقة عن الضربة الجوية الأمريكية “توقعنا أنها ستحدث يوماً ما، صلينا كثيراً كي لا تحدث… لكنها حدثت في النهاية”، وتابعت “ردود الفعل الساخرة هي أول ما ألجأ إليه عند سماع أخبار سيئة”.

مارشال كلارك- أحد سكان أريزونا والبالغ من العمر 24 عامًا- قال إن التغريد على “تويتر” مكان رائع لقيام المرء بالتعبير عن مشاعره عند مواجهة مشكلة خطيرة.
وأضاف كلارك “لا يوجد شيء يمكنني القيام به حيال الأحداث الدائرة، وكذلك غالبية مستخدمي تويتر، بخلاف الجلوس ومتابعة ما يحدث؛ لذا فإن الفكاهة والسخرية وسيلة جيدة للتعامل مع التوتر والحد منه”.

أحد أبرز “الميمات” المنتشرة حول الأحداث تتعلق باحتمالية اختيار الشباب للتجنيد والمشاركة في الحرب “المحتملة”، وهو أمر يرفضه معظمهم، ولكنهم عبروا عنه بسخرية تامة في حالة اختيارهم، وبعضهم شارك بتغريدات ساخرة عن كيفية تجنب المشاركة في تلك الحرب “كجنود”.

أحد المستخدمين من الولايات المتحدة قام بنشر صورة لشخصية كرتونية وهي تضحك معلقاً “هذا أنا في حال لم يتم تجنيدي في الحرب”، ونشر صورة لذات الشخصية ولكن بوجه عابس مع التعليق “وهذا أنا في حال تم اختياري للتجنيد”.
مستخدم آخر من المملكة المتحدة، عبر عن رفضه التجنيد والمشاركة في الحرب بصورة ساخرة بقيامه بحث المستخدمين بتعاطي المخدرات بكميات غير قانونية كي لا يتم اختيارهم للحرب، كما قام بالتعليق بصورة جادة معبراً عن قلقه على العالم بسبب توتر العلاقات الأمريكية الإيرانية.

يُذكر أن “الميمات” الساخرة لم يقتصر استخدامها على الشعوب العادية للتعبير عن الواقع المؤلم وغير المستقر، ولكن يتم استخدامها من قبل كبار المسؤولين أيضاً، بل وإن ترامب وقاسم سليماني نفسه قد استخدموها في إيصال رسائل غير مباشرة لبعضهم البعض في الأوقات التي سبقت الضربة الجوية الأخيرة.
للاطلاع على الأصلي من المصدر اضغط هنا