في وقت سابق من هذا الأسبوع زار السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام المملكة العربية السعودية لمقابلة ولي العهد والحاكم الفعلي للبلاد الأمير محمد بن سلمان في تغير واضح في موقفه من الأمير السعودي الذي سبق ووصفه بـ “القاتل المختل” متوعدًا السعودية بتسونامي من الحزبين إذا ثبت تورط النظام في مقتل خاشقجي، ورغم التأكد من ذلك، تراجع غراهام عن موقفه وسافر للقاء محمد بن سلمان شخصيًا.

 وفي تغريدة على حسابه الرسمي على تويتر الثلاثاء الماضي بعد الاجتماع مباشرة، كتب غراهام أنه “أجرى اجتماعا مثمرا للغاية” مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وفريقه”، مضيفًا أن اللقاء يُعد ” فرصة لتعزيز العلاقات الأمريكية السعودية حقيقية والإصلاحات الجارية في السعودية حقيقية بنفس القدر.”

نشرت وكالة الأنباء السعودية (واس) التابعة للدولة نشرت صورا للاجتماع، حيث التقطت صور السناتور الجمهوري عن ولاية كارولينا الجنوبية وولي العهد الأمير محمد بن سلمان يضحكان، إلى جانب كبار المسؤولين الأمريكيين والسعوديين.

وقال غراهام في تغريداته إنه شكر ولي العهد على صفقة سعودية أخيرة بمليارات الدولارات لشراء طائرات بوينج من إنتاج ساوث كارولينا.

وفي تغريداته عن الاجتماع، لم يُشر غراهام إلى قضية مقتل خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول عام 2018، كما لم يذكر أن هذه القضية التي كانت سببًا في خلافه مع النظام السعودي من قبل قد فُتحت خلال هذا اللقاء الغريب.

مقتل الكاتب الصحفي والمعارض السعودي البارز جمال خاشقجي بطريقة وحشية على يد عملاء للسعودية في إسطنبول أثار موجة غضب دولية، وكان غراهام من بين أبرز الشخصيات في الولايات المتحدة التي دعت إلى معاقبة ولي العهد على جريمة القتل، التي تعتقد وكالة المخابرات المركزية أنه أمر بها شخصيًا.

في مقابلة سابقة مع قناة فوكس نيوز عام 2018، قال غراهام: “هذا الرجل يجب أن يرحل”، مشيرًا أن ولي العهد “قتل خاشقجي!”.

وأضاف غراهام آنذاك “على المملكة العربية السعودية اختيار شخص آخر لقيادتها… يوجد الكثير من الصالحين، لكن محمد بن سلمان لوث سمعة البلد وشوهها”.

وقال غراهام، الذي كان قد أيد سابقًا توثيق العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية، في المقابلة نفسها إنه لن “يعود إلى المملكة العربية السعودية طالما أن محمد بن سلمان في السلطة”.

وصرح غراهام لشبكة NBC في مقابلة منفصلة في ذلك الوقت: “إذا كان سيصبح وجه المملكة العربية السعودية في المستقبل، أعتقد أن المملكة ستواجه صعوبة في المسرح العالمي… السعودية تعتبر حليف مهم، ولكن عندما يتعلق الأمر بولي العهد فإن الأمر يختلف، إنه شخص متهور… أعتقد أنه تسبب في الكثير من الضرر للعلاقة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وليس لدي أي نية أن أعمل معه مرة أخرى “.

اللافت للنظر أن غراهام ليس أول سياسي أمريكي يقوم بتغيير جذري في موقفه تجاه الزعيم السعودي، الرئيس الأمريكي جو بايدن نفسه فعل ذلك، فبعد أن تعهد بجعل ولي العهد “منبوذاً” خلال الحملة الانتخابية عام 2020، تغير الوضع حين أصبح رئيسًا، وسافر إليه واحتفى به متجاهلًا كافة وعوده بجعل حقوق الإنسان أولوية في السياسة الخارجية الأمريكية.

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا