قالت مصادر سورية إن شخصيات محلية تابعة لإيران تقوم بتجهيز مبنى يقع في وسط مدينة السفيرة في الريف الشرقي لمحافظة حلب (شمال)؛ لجعله مركزا لتعليم اللغة الفارسية، وتحديدا للأطفال.
وأرجعت تلك المصادر النشاط الإيراني لافتتاح مراكز لتعليم اللغة الفارسية إلى أنه يأتي استكمالا لمخطط نشر التشيّع في المناطق السنّية في سوريا، الهادف إلى تثبيت مواطئ قدم لها على المدى البعيد.
وأشارت تلك المصادر إلى أن الحديث عن نشر إيران للتشيع في حلب ليس بالأمر الجديد، لكن الجديد هنا هو التركيز على شرائح الأطفال، وهو الأمر الذي عزته مصادر إلى ما يمكن اعتباره فشلا لمشاريع نشر المذهب الشيعي بين الفئات العمرية المتقدمة.
من جانبه، قال الناشط الإعلامي السوري “أبو يزن الجبريني” إن افتتاح مراكز تعليم اللغة الفارسية يأتي بعيد افتتاح أكثر من حوزة دينية في منطقة السفيرة وريفها، التي يسيطر عليها “لواء الباقر” المدعوم من الحرس الثوري الإيراني، حسب صحيفة “القدس العربي” اللندنية.
ويعد “لواء الباقر” من أبرز المليشيات المدعومة من إيران، وينشط في أحياء حلب الشرقية، وأريافها الجنوبية والشرقية، وفي محافظة دير الزور (شرق)، ويبلغ قوامه قرابة 2000 مقاتل، بعضهم من لبنان والعراق، لكن غالبيتهم من المتشيعين السوريين من أبناء قبيلة البكارة، بقيادة الشيخ “نواف البشير”، الذي عاد من صفوف المعارضة لحضن النظام.
وحسب “الجبريني”، فإن إيران تستغل كذلك حالة العوز الاقتصادي لدى الأهالي، باستمالتهم إلى جانبها، عبر توزيع مبالغ مالية شهرية تبلغ حوالي 75 ألف ليرة سورية (150 دولارا) على المتعاونين معها، وكذلك من خلال السلال الإغاثية.
وقال إن إيران تقوم بتنظيم زيارات بشكل أسبوعي للمتشيعين من أبناء السفيرة إلى مدينة حلب؛ حيث يلتقي فيها هؤلاء بدعاة وأئمة التشيّع في حلب، ويتلقون دروسا دينية في المذهب الشيعي بتنسيق ومتابعة من القنصلية الإيرانية في حلب.
وقدر “الجبريني” أعداد العائلات المتشيّعة في مدينة السفيرة بنحو 250 عائلة، مبيناً أن “غالبيتهم من العائلات التي تطوع فرد منها أو أكثر في مليشيا لواء الباقر”.
كما تتمتع تلك العائلات بالسطوة؛ حيث إن “أهالي المدينة يخشون إثارة أي مشكلة معهم، لما لذلك من تبعات عليهم”.
ويؤكد “الجبريني” أن الخيار لم يقع من قبل إيران على مدينة السفيرة مصادفة؛ حيث عرفت المنطقة التشيع منذ العام 2007، قبل اندلاع الثورة السورية بنصف عقد من الزمن.
ويضيف، أن إيران تغلغلت منذ ذلك الحين في المدينة، وتحديدا في أريافها الفقيرة، لتأسيس قاعدة شعبية لها، مستغلة الفقر والأمية المنتشرة بين أبناء تلك المناطق.
ورداً على سؤال حول أسباب تركيز إيران على السفيرة، قال “الجبريني” إن “السفيرة الواقعة إلى الجنوب والشرق من حلب، والممتدة على مساحات جغرافية كبيرة، تعتبر النقطة الأكبر لتمركز القوات الإيرانية في حلب وريفها”.
وأشار إلى أن “السيطرة على السفيرة تعني التحكم بكامل محافظة حلب؛ حيث تخطط إيران لجعل المدينة وريفها مركزا لعمق امتدادها في الشمال السوري، في حين تضمن كذلك التحكم بمطار حلب الدولي النيرب العسكري القريب من المنطقة”.
وإلى جانب وقوعها بالقرب من مركز تصنيع الأسلحة “معامل الدفاع”، تضمن السيطرة على السفيرة الإحكام على طريق “خناصر- حلب”؛ الشريان الهام البديل الذي يربط حلب بمحافظة حماة.
ومن هنا، قال “الجبريني” إن إيران تدرك أهمية هذه المنطقة جيدا، وخصوصا لجهة السيطرة والتحكم بحلب، ولذلك بدأت بتوسيع قاعدتها الشعبية فيها، لتضمن السيطرة طويلة الأمد على حلب التي تأتي أهميتها بعد دمشق مباشرة.
اضف تعليقا