تواصل التحذيرات الإيرانية والأميركية المتبادلة، في أعقاب ارتفاع التوتر بين البلدين، بعد إسقاط الحرس الثوري الإيراني طائرة أميركية مسيرة، وكشف وسائل الإعلام الأميركية عن خطة أميركية لضرب أهداف إيرانية، ألغاها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في اللحظات الأخيرة.

وأعلنت إيران، اليوم الأحد، أنها تخوض “مواجهة استراتيجية” للحفاظ على كيانها و”قوتها الإقليمية” في مواجهة “تحالف أميركا والكيان الصهيوني والسعودية”، مؤكدة في الوقت ذاته، أنها ترفض التفاوض مع الإدارة الأميركية “لأنها تريد إذلالنا من خلال ذلك”.

وفي السياق، أكد القيادي البارز في “الحرس الثوري الإيراني”، قائد مقر “خاتم الأنبياء” المركزي، اللواء غلام علي رشيد، اليوم، أن بلاده “تخوض مواجهة استراتيجية للحفاظ على أمنها ووجودها وموقعها كقوة إقليمية في مواجهة تحالف أميركا والكيان الصهيوني والسعودية”.

ودعا المسؤول العسكري الإيراني، خلال تفقده مركز قيادة الرادارات والمنظومات الصاروخية للقوة الجوفضائية للحرس، الإدارة الأميركية إلى “تجنب أي سلوك خاطئ في المنطقة، وأن تتصرف بمسؤولية تجاه أرواح القوات الأميركية في المنطقة وعدم تعريض حياتهم للخطر”.

وأكد رشيد أنه “في حال وقوع أي حرب في المنطقة، لا يمكن لأي دولة السيطرة على نطاقها وفترتها الزمنية”، قائلاً إن إيران “لم ولن تسعى إلى حرب، لكنها ستدافع عن مصالحها بكل قوة أمام أي تهديد واعتداء”.

وأشار إلى أنه “لا يمكن منع وقوع الحرب من خلال الكلام”، مؤكدا أن “الإرادة والسلوك المناسب” هما اللذان يمنعان ذلك.

“التفاوض لإذلالنا”

بدوره، أكد النائب الأول لرئيس البرلمان الإيراني، مسعود بزشكيان، خلال جلسة اليوم الأحد للبرلمان، أن واشنطن “تريد إذلالنا من خلال التفاوض، لكنها تحلم بذلك”، مشيراً إلى أن “من يريد التفاوض، لا يفرض العقوبات”.

وأضاف بزشكيان، وفقا لما أوردته وكالة “فارس” الإيرانية للأنباء، أن “الإدارة الأميركية تزعم أنها تريد التفاوض، لكنها تمزق نتائج المفاوضات السابقة”، موضحاً أنه “لا يمكن الوثوق بهؤلاء الأشخاص والجلوس معهم مجدداً على طاولة التفاوض”.

وكان المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية أبو الفضل شكارجي، قد علّق أمس السبت، على الدعوات الأميركية للتفاوض بالقول إنها “مخادعة لا تنسجم مع الحقائق الميدانية”، معتبراً أن “التفاوض تهديد حقيقي يهدف إلى إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية بأقل الخسائر”.

كما أكد أن واشنطن تريد من خلال التفاوض “نزع قدرات إيران الدفاعية ثم مهاجمتها”، مشيراً إلى أنها “اتبعت نفس السياسة مع النظام العراقي السابق”.

وأضاف أن الدعوة إلى التفاوض “تأتي بعد أن عجزت أميركا وحلفاؤها عن شن حرب”، مؤكداً أن “أميركا ضعيفة وغير قادرة على إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.

كما أكد النائب الإيراني مسعود بزشكيان أن بلاده “لن تخضع أمام أميركا وستقاوم في وجهها”، معتبراً أن الولايات المتحدة “تمثل الإرهاب الحقيقي في العالم وتزعزع أمن الدول، وتقدم أكثر الأسلحة تقدما للمجموعات الإرهابية”.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة تهدد إيران و”تريد من خلال إرسال حاملات الطائرات وسفن حربية وقوات إضافية إخضاعنا”، مضيفاً أن “حرس الثورة بإسقاطه طائرة مسيرة أميركية فائقة التقدم، وجه لواشنطن ضربة موجعة، وأظهر أن إيران لن تستسلم أمام التخرصات الأميركية”.

وكان “الحرس الثوري” الإيراني أعلن، الخميس الماضي، أن قوات الجوفضائية التابعة له “أسقطت، فجر الخميس، طائرة مسيّرة أميركية، قال إنها اخترقت الأجواء الإيرانية، بالقرب من مضيق هرمز”. لكن الإدارة الأميركية أعلنت أن الطائرة لم تدخل الأجواء الإيرانية، وأنها كانت في أجواء دولية عندما أسقطها الدفاع الجوي الإيراني.

وهدّد قائد القوات الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني، أمير علي حاجي زادة، أمس السبت، بأن القوات المسلحة الإيرانية “ستكرر ردها في حال تكرر اختراق الحدود الإيرانية”.

زيارة بيرت

إلى ذلك، تستضيف طهران اليوم وزير ​الدولة​ لشؤون ​الشرق الأوسط​ ​اليستر بيرت​، بحسب ما ذكرت وزارة الخارجية البريطانية، مشيرة إلى أن “الزيارة تشكل فرصة لمزيد من التواصل مع الحكومة الإيرانية”.

وأوضحت الخارجية البريطانية، أن وزير الدولة سيعبر عن مخاوف بريطانيا والمخاوف الدولية إزاء سلوك إيران في المنطقة، وتهديدها بالكف عن الالتزام بالاتفاق النووي.