للوهلة الأولى ينبهر قسم كبير من الشباب بشخصية رجل الأعمال الكندي “إيلون ماسك” وحديثه عن المغامرات التجارية التي خاضها وقصة صعوده من الفشل إلى النجاح في عالم التجارة والاقتصاد.

لكن اللافت للنظر في شخصية ماسك هو إثارته للفوضى في كل مرة يغرد فيها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر والتي تحدث حالة من الجدل سواء كان حديثه عن مواقف سياسية أو تجارية.

وبذكر موقع تويتر فقد أثار حالة كبيرة من الجدل حول إتمام شراءه لهذه المنصة والتي أنهاها قبل سويعات من تعرضه للمحاكمة بسبب تراجعه عن الشراء ولكنه أتم الصفقة بمبلغ 44 مليار دولار.

إيلون ماسك.. الذي يصف نفسه بـ “مناصر الحرية” اتخذ أول قرار له بعد استحواذه على تويتر بإقالة أربعة مديرين بالمنصة هم من كبار الموظفين من بينهم فيجايا جادي والتي قامت بحظر حساب دونالد ترامب بعد أعمال الشغب بمبنى الكابيتول.. فكيف تتنامى المخاوف من استخدام تويتر لصالح الأنظمة الاستبدادية.. وكيف تعمد ماسك إثارة الفوضى أكثر من مرة من خلال نفس المنصة؟!.

ماسك والسياسة

رغم نشاط إيلون ماسك الواسع في عالم إدارة الأعمال والاقتصاد إلا أنه قد أقحم نفسه في ميدان السياسة أكثر من مرة ما يدل على أن رجل الأعمال الشهير يخفي طموحاً سياسية قد نراها مستقبلاً مثلما حدث مع ترامب من قبل.

لكن العقبة التي تقف في وجه ماسك هو أن المادة الثانية من الفصل الأول من الدستور الأمريكي تنص على أن الشخص الذي يكون مؤهلاً لرئاسة البلاد يجب أن يكون مواطناً بالولادة وغير مكتسباً كما هو الحال في وضع ماسك الذي ولد في جنوب إفريقيا وحصل على الجنسية الكندية ثم الأمريكية.

ولا يمكن لتلك الحالة أن تتغير إلا بتعديل دستوري من الرئيس أو مجلس الشيوخ لكن يبقى لماسك أن يكون حاكماً لإحدى الولايات “إن كان ذلك يرضي طموحه”.

أما عن ميوله السياسية فهو كان حريص أن يجعلها ضبابية وغير واضحة، حيث وصف نفسه بـ “الإشتراكي” لكنه عاد وقال أنها مزحة، ثم وصف نفسه في عام 2014 بنصف جمهوري ونصف ديمقراطي، ثم فضل الإنسحاب لفترة قائلة “لا مزيد من التعليقات السياسية بالنسبة لي الآن، لأني أطلقت النار على كلتا قدمي”.

كما عاد وأعلن ترشيحه لهيلاري كلينتون على حساب ترامب وبعد فوزه كان من أوائل الزوار للبيت الأبيض لملاقاته في اجتماع كبار الصناعيين ثم عاد وزاره مرة أخرى بعدها بأيام قليلة.

دعم الاستبداديين وساحة الكراهية

في أوائل العام الماضي 2021 اقتحم عدد من أنصار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مسلحين مبنى الكابيتول، اتهم ترامب على إثرها بإثارة الفوضى في الولايات المتحدة الأمريكية وذلك من خلال تغريده المستمر على موقع تويتر والدعوة للعنف.

اتخذت حينئذ إحدى مديرات الأقسام والتي تدعى فيجايا جادي قراراً بحظر حساب دونالد ترامب بسبب دعوته للعنف والفوضى، لكن إيلون ماسك انتقد قرار إدارة تويتر.

والآن وبعد استحواذه على شركة تويتر قام بإقالة تلك المديرة مع ثلاثة آخرين وكأنه قرار انتقامي لحظر ترامب وهو ما يدل على دعم ماسك للأنظمة الاستبدادية، كما أن ذلك القرار أثار التخوفات من تحول تويتر في عهد ماسك إلى ساحة لنشر الفوضى والكراهية بين المستخدمين بسبب آرائهم في تغيير خاصية حظر المستخدمين المنتهكين للسياسات.

الخلاصة أن استحواذ إيلون ماسك على منصة تويتر بات يثير التخوفات من استخدام تلك المنصة لصالح الأنظمة الاستبدادية وأن تكون ساحة لنشر العنف والكراهية كما حدث في أحداث الكابيتول.

اقرأ أيضاً : بكل ما أوتيت من قوة.. الإمارات تسعى لإلغاء كأس العالم في قطر 2022