أكدت شبكة “إيه بي سي” نيوز الأمريكية، أن التطورات التي قد تحدث في مايو المقبل يمكن أن تحدد مستقبل منطقة الشرق الأوسط.

ومضت تقول في تحليل أعده مات ماكجاري: “حول طاولات العشاء والمقاهي في بيروت هذه الأيام، تتحول المناقشات بشكل متزايد نحو موضوع واحد: احتمال حرب أخرى مع إسرائيل”.

وأضاف “ماكجاري”: “لقد كان هذا النقاش مستمرًّا منذ عدة سنوات، مكتسبًا قوة متجددة في كل مرة يتوعد فيها قادة إسرائيل وحزب الله بإلحاق الضرر ببعضهم البعض أكثر من ذي قبل إذا ذهبوا للحرب”.

وتابع: “مع ذلك، فالوجود العسكري الصارخ والمتزايد لإيران قرب إسرائيل، وعلاقها المتدهورة بسرعة مع الولايات المتحدة، يزيد من احتمال نشوب الصراع”.

وأردف: “عقب اجتماعه في 5 مارس في البيت الأبيض، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي لمجلس وزرائه إنه يعتقد أن الرئيس “ترامب” سوف ينسحب من الاتفاق النووي الإيراني قبل الموعد النهائي للتخلي عن العقوبات في 12 مايو”.

وأضاف: “على الرغم من أن الرئيس “ترامب” لم يعط إشارة علنية لما سوف يقرر، إلا أن تهديداته المتكررة وتغريداته واستيائه الشديد من إيران، وتحديدا من الاتفاق النووي الإيراني، تشعل من جديد المخاوف من أن واشنطن تمهد الطريق لصراع جديد في الشرق الأوسط”.

ومضى يقول: “إلى جانب إسرائيل، يُعتبر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أيضا معارضا قويًّا جدًّا للقوة الإيرانية المتنامية ونفوذها في المنطقة، وفي هذا الأسبوع، يجري استقباله بأذرع مفتوحة ومحبة بالغة في البيت الأبيض، وسؤال: ما الذي يجب فعله مع إيران؟ هو أحد النقاط المطروحة للمناقشة دون شك”.

وتابع: “أحد الشائعات التي تدور في العالم العربي، تتكهن باحتمال حدوث ضربة جوية استباقية من قبل الولايات المتحدة أو إسرائيل، أو استعراض مشترك للقوة ضد القوات الإيرانية والميليشيات المتراكمة داخل سوريا”.

وتابع: “بالإضافة إلى تكهناته حول نوايا “ترامب” إزاء الاتفاق النووي الإيراني، عاد نتنياهو من واشنطن معلنا أنه حصل على مساهمات تاريخية نحو أمن إسرائيل القومي. التخمين المدروس، أنه تلقى وعدا من “ترامب” ليس فقط بالانسحاب من الاتفاق، ولكن ربما حتى موافقة ضمنية حتى على عمل عسكري”.

ومضى يقول: “حتى الآن تهديد ترسانة الصواريخ التي يملكها حزب الله، الحليف القوي لإيران في المنطقة، والرد الانتقامي الشامل الذي تعد به إسرائيل، كان بمثابة رادع حقيقي للنزاع في لبنان، لكن إلى متى يمكن أن يستمر ذلك؟”.

وتابع: “مع الأخذ في الاعتبار العلاقة الوثيقة بين إيران وحزب الله، فإن أي هجوم على أهداف إيرانية داخل سوريا، أو أي هجوم على أهداف لحزب الله داخل لبنان، من المحتمل أن يتصاعد، وبسرعة كبيرة، إلى حرب أوسع على مستوى المنطقة، تشمل العديد من الدول الأخرى”.

وأضاف: “لدى كل من روسيا والولايات المتحدة أعداد كبيرة من القوات في المنطقة، بفضل المساعدة التكتيكية والإستراتيجية الروسية، تمكن الرئيس السوري بشار الأسد من إلحاق الهزيمة بالعديد من خصومه المناهضين للنظام، ويرجع بقاؤه المستمر إلى الشراكات مع روسيا وإيران – وهما دولتان تستفيدان من الحفاظ على وجود عسكري طويل الأمد داخل بلاده”.

ومضى يقول: “وسط الاندفاع إلى دحر التهديد المتصاعد لـ”داعش”، ضخت واشنطن عددًا كبيرًا من القوات الأمريكية إلى سوريا للعمل إلى جانب مقاتلي الميليشيات الشريكة في الأجزاء الشمالية والشرقية من البلاد، اعتبارا من ديسمبر، أقرت وزارة الدفاع الأمريكية رسميًّا بوجود حوالي 2000 جندي أمريكي في سوريا”.

وتابع: “مع ذلك، ورغم تعرض تنظيم “داعش” للهزيمة إلى حد كبير، إلا أن قوات هذا التنظيم لا تزال قائمة، ويفترض أنها تعطل المزيد من المكاسب الإيرانية، وتمنع الطريق السريع للإمداد -من دون انقطاع- والممتد من طهران حتى البحر الأبيض المتوسط”.
وأضاف: “كما يبني الحرس الثوري الإيراني قواعد عسكرية في جميع أنحاء سوريا، وقد قام القادة العسكريون بأدوار قيادية في المعارك ضد أعداء هذا البلد، بالإضافة إلى علاقتها بحزب الله، تواصل إيران دعم الميليشيات القوية داخل سوريا، والآن، تطير الطائرات بدون طيار الإيرانية بشكل منتظم فوق الحدود الإسرائيلية السورية للتجسس، وربما حتى لشن هجمات جوية”.

ومضى يقول: “هناك شيء واحد يحتمل أن يكبح نتنياهو، وهو التحقيقات الجنائية التي من المحتمل أن تنهي مهمته في السلطة قبل أن يتمكن من القفز إلى الحرب، في كلتا الحالتين، فإن نتنياهو يدرك أن عهده يقترب من نهايته، والسؤال هو: هل يختار إنهاء مسيرته بهدوء، أم وسط غضب عارم من الحرب؟”.

وتابع الكاتب: “ما يحدث في شهر مايو قد يوقد النيران؛ تخطط الولايات المتحدة لنقل سفارتها رسميًّا في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، في وقت ما في منتصف الشهر، ومن المقرر إجراء الانتخابات في 12 مايو في العراق، حيث من المتوقع أن تحقق الأحزاب المؤيدة لإيران المزيد من المكاسب، ومن المقرر أيضا إجراء انتخابات في 6 مايو في لبنان، حيث تظهر محاولات محمد بن سلمان الثقيلة في تغيير الحكومة مدى حساسيته إزاء حصول حزب الله على المزيد من السلطة”.