يشن الاحتلال الإسرائيلي عدوناً غاشماً على أهالي قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي وهو ما خلف أكثر من 26 ألف شهيداً علاوة عن أكثر من 60 ألف جريح بخلاف التدمير التام لمنشآت القطاع.
ومع امتداد العدوان لفترة زمنية طويلة وقد دخل يومه الرابع عشر بعد المائة انتهى الغذاء والدواء في غزة وأصبح أهالي القطاع يواجهون بجانب القصف والرصاص المجاعة وشح الموارد الغذائية والطبية.
حاول بعض من أهالي القطاع الصامدين الخروج من غزة بعدما استنزفوا كل وسائل المقاومة في الداخل لأنهم تفاجئوا بحرب من نوع أخر تشن من المنتفعين ليبتزوا عبر طريق النجاة الوحيد ألا وهو معبر رفح الذي يقع تحت السلطات المصرية.
تحدثت صحف غربية عن ابتزاز الفلسطينيين الهاربين من الجحيم في غزة وذلك على الحدود المصرية وهم يواجهون مأساة حقيقية من قبل بلد عربي مشترك معهم في اللغة والدين وحتى العادات.. فكيف يكون ذلك؟.
المتاجرة بحياة الفلسطينيين
لم تبدأ المتاجرة بحياة الفلسطينيين من قبل المسؤولين المصريين منذ يوم السابع من أكتوبر بل بدأت منذ فرض الحصار على قطاع غزة عام 2007، حيث سيطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي على جميع المعابر الستة والتي تعتبر المنافذ الرئيسية لقطاع غزة.
4 منافذ تؤدي إلى الضفة الغربية وقد أغلقتها قوات الاحتلال وفرضت حصار على أهالي القطاع وتبقى منفذين ألا وهما معبر كرم أبو سالم وهو خاص بالبضائع ومعبر رفح الحدودي مع مصر.
يخوض الفلسطينيين تجربة مريرة عند الخروج من معبر رفح حيث أنهم ينتظرون موافقة الجانب الإسرائيلي والجانب المصري وهذا يجعلهم يظلون بالعراء لمدة لا تقل عن ثلاثة أيام علاوة عن سوء المعاملة من الجانب المصري الذي ينقلهم بحافلات خاصة إلى مطار القاهرة.
هتدفع يعني هتدفع
هناك طرق أخرى اتخذها الفلسطينيين للنجاة من جحيم الجيش المصري على الحدود ألا وهو التنسيق مع شركات رحلات تتواصل مع أجهزة سيادية في مصر وهي تقوم بابتزازهم وأحياناً النصب عليهم.
تطالبهم تلك الشركات أو الوسطاء بدفع 500 دولار قبل الحرب وأحياناً 700 دولار على الفرد الواحد للعبور إلى الجانب المصري أو السفر عن طريق مصر لكن بعد الحرب اختلف الوضع بالكلية.
يطالب الوسطاء الآن الفلسطينين بدفع ما يقرب من 10000 دولار للفرد الواحد من أجل تنسيق الخروج من جحيم قطاع غزة في الوقت الحالي وتشير كل التقارير إلى أن عمليات الوساطة التي تتم في المعبر يقف وراءها إبراهيم العرجاني رجل السيسى الأول فى سيناء وهو ما يدل على أن تلك الأموال ينال منها السيسي ورجاله النصيب الأكبر.
الخلاصة أن السيسي وحاشيته يتاجرون بدماء أهل غزة ويستغلون معاناتهم كرجال المافيا الذين يصطادون في الماء العكر فهو لا يكتفي بخذلانهم وخيانتهم والتضييق عليهم بل يتاجر أيضًا في معاناتهم.
اقرأ أيضًا : 13 عاماً على ثورة 25 يناير.. كيف كانت الدولة؟ وكيف أصبحت؟
اضف تعليقا