العدسة – معتز أشرف:
اتفق العرب أخيرًا، ولكن على الخسارة؛ فقد شهدت المباراة الأولى لكل الفرق العربية في مونديال الدب الروسي خسائر مفاجئة وقاتلة، عدا الهزيمة الساحقة للمنتخب السعودي من صاحب الأرض بخماسية نظيفة، وهو ما اعتبره محللون رياضيون مستحقًا.
هزيمة ثقيلة!
المنتخب السعودي كان صاحب السبق في الخسائر كحال ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، كما قال معارضون له، حيث تلقى خسارة ثقيلة 5-صفر في افتتاح كأس العالم لكرة القدم أمام روسيا صاحبة الأرض والضيافة، ضمن المجموعة الأولى على ملعب لوجنيكي في موسكو.
وبعد غياب 12 عامًا باتت عودة السعودية إلى كأس العالم لأول مرة مخيبة لآمال الجماهير؛ حيث مُنيت شباك الحارس عبد الله المعيوف بهدف مبكر بعد 12 دقيقة بضربة رأس من يوري جازينسكي، بعد تمريرة متقنة من ألكسندر جولوفين، وقبل نهاية الشوط الأول بدقيقتين أظهر البديل دينيس تشيرشيف مهارة فائقة عندما راوغ اثنان من مدافعي السعودية وسدّد بقوة من مدى قريب في مرمى المعيوف، وأضاف أصحاب الأرض الهدف الثالث بضربة رأس من البديل الثاني أرتيم جيوبا في الدقيقة 71، وارتقى جيوبا أعلى من أسامة هوساوي قائد السعودي وحول تمريرة جولوفين في شباك المعيوف.
وفي الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدل الضائع أضاف تشيرشيف هدفه الشخصي الثاني والرابع لفريقه بتسديدة رائعة من مدى بعيد سكنت شباك المعيوف، وكلل جولوفين مجهوده طوال المباراة عندما أضاف الهدف الخامس بتسديدة رائعة من ركلة حرة.
خسارة خاطفة!
وتعرض المنتخبان المصري والتونسي إلى خسارتين قاتلتين بعد أداء رجولي ومتقدم؛ حيث حقق منتخب أوروجواي فوزًا غاليًا على المنتخب المصري بهدف دون مقابل في المباراة الأولى للمنتخبين بمونديال روسيا 2018، وأحرز خوسي ماريا خيمينيز هدف أوروجواي الوحيد في الدقيقة قبل الأخيرة من نهاية المباراة ليهدي منتخب بلاده أغلى ثلاث نقاط.
أما المنتخب التونسي، فقد سقط بهدف إنجليزي قاتل، وفشل في الصمود أمام نظيره الإنجليزي، وخسر 1-2 بهدف قاتل في الوقت بدل الضائع، الاثنين، في ثاني لقاءات المجموعة السابعة من المونديال.
وقدم منتخب تونس أداءً بطوليًا طوال 90 دقيقة، لكنه سقط في النهاية بخطأ ساذج استغله هاري كين مهاجم إنجلترا ليسجل الهدف الثاني من ضربة رأس.
وتقدمت إنجلترا مبكرًا عن طريق كين، الذي استغلّ كرة ارتدت من يد معز حسن حارس تونس في الدقيقة 12، لكن منتخب “نسور قرطاج” تعادل في الدقيقة 35 عبر ركلة جزاء سجّلها فرجاني ساسي، لكن سجلت تونس أول هدف عربي في النسخة الحالية من المونديال.
نيران صديقة
أما المغرب وهو الفريق العربي الرابع، فقد أحزر لاعبوه هدف الفوز للمنتخب الإيراني بطريقة النيران الصديقة، وسجل هدف فوز المنتخب الإيراني عزيز بهدوز، لاعب المنتخب المغربي بالخطأ في مرماه في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل من الضائع.
وشهدت المباراة عنفًا في الأداء وهو ما أدّى لإجراء المغرب وإيران أكثر من تبديل اضطراري، نظرًا لإصابة لاعبين فيها، بسبب التدخلات العنيفة على الكرات من جانب الفريقين.
الفوز السهل لإيران، دفع وليد الطبطبائي، النائب بالبرلمان الكويتي، للتعليق السياسي على الحدث الرياضي؛ حيث قال: إن المباراة التي جرت بين المنتخب المغربي ونظيره الإيراني ضمن بطولة كأس العالم 2018، الجمعة، تعكس سياسات طهران التي “غالبًا ما تستغل أبناء الوطن،” على حد تعبيره.
جاء ذلك في تغريدة للطبطبائي على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، تويتر، حيث قال: فوز إيران على المغرب أمس يشابه سياسة إيران في المنطقة فهي تعتمد على الصبر والنفس الطويل وتستغل غفلتنا عنها وتفاجأنا بتحركها في النهاية، وغالبًا ما تستغل أبناء الوطن لتنفيذ أجندتها، وهذا ما حصل في المباراة حيث جاء الهدف بالدقيقة 94 برأس اللاعب المغربي وليس بمهارة اللاعبين الإيرانيين!”.
نتائج مستحقة!!
وبحسب محللين رياضيين، فإنّ النتائج مستحقة رغم الجدال الذي دار بين جموع جماهير العرب المشاركة في كأس العالم حول عدم أحقية منتخباتنا في تلقى الهزيمة.
وقال الناقد الرياضي أحمد عسل : “باستثناء المنتخب المغربي فإنّ المنتخبات العربية جميعًا استحقت الهزيمة، وفاز الطرف الأفضل في المباراة قياسًا بما قدّمه كل فريق، لكن يبقى الشاهد بين مصر والمغرب وتونس هو تلقي الهدف في آخر لحظات المباراة، وبنفس الكيفية، كرة ثابتة، ضربة رأسية، غفلة من المدافعين، حتى المنتخب السعودي الذي خسر بخماسية نظيفة تلقى هدفين بعد الدقيقة 90، ومنطقيًا فإنّ هذا ليس سوء حظ ولا محض صدفة، لكن يبدو أن اللاعب العربي لا يبالي بما بعد الدقيقة الـ90!”.
وأضاف أن الهزيمة جاءت كالصاعقة على الجماهير المصرية خاصة وأنها في الوقت القاتل من المباراة من ضربة ثابتة، كالعادة، وهي النقطة التي فشل هيكتور كوبر في إصلاحها على الرغم من أنها المشكلة الأبرز في الدفاع المصري، كما ظهر الفريق شبه عاجزًا في الحالة الهجومية، وبدا لاعبو الفراعنة في حالة ارتباك حال امتلاك الكرة في منتصف ملعب الخصم- وهو الأمر الذي لم يتكرر كثيرًا- لكنه لم يكن جديدًا أو مفاجئًا، خاصة وأن أغلب المحاولات الهجومية للفراعنة في المباريات السابقة تعتمد على اجتهادات فردية”.
وأضاف أن سيناريو أسود الأطلس كان مغايرًا للمنتخب المصري تمامًا، سيطرة كاملة على أحداث المباراة أمام إيران، محاولات منذ الدقيقة الأولى، سوء حظ وتسرع وقفا عائقًا أمام تحقيق الفوز الأول، يأتي خلفهما قرارات المدرب هيرفي رونار الذي يتحمل جزءًا من الهزيمة غير المستحقة، لكن لم يكن ليذكره أحد، أما مباراة تونس فهي كسابقها من مباريات العرب، يضغط الطرف الآخر لإدراك هدف الفوز، ويغفل مدافعو تونس عن رقابة مهاجم الخصم، فما بالك أن يكون مهاجم الخصم هو هاري كين! والسيناريو معروف لدى الجميع بالتأكيد، فاز الأسود الثلاثة بالنقاط كاملة في النهاية!
اضف تعليقا