ربما تشعر بالصدمة مع بداية قراءة هذا التقرير، خاصة عندما تكتشف أن ثمة آخرين يقومون باستخدام هاتفك المحمول وحاسبك الآلي للتجسس عليك وتسجيل كل ما يدور حولك بالصوت والصورة من خلال كاميرا الحاسوب أو الهاتف.

ولا يقتصر الأمر فقط على القراصنة فشركات التطبيقات الشهيرة أيضا يقومون بالتجسس لأغراض مختلفة بالإضافة إلى قيام بعض الحكومات والأنظمة بالتجسس على بعضها.

أحدث هذه الاكتشافات كانت من خلال أحد المستخدمين للمساعد الصوتي المنزلي “هوم ميني” الذي أطلقته جوجل لمنافسة أجهزة أمازون المنزلية حيث اكتشف أنه يقوم بتسجيل الأحاديث خفية دون علم أحد.

هذا الجهاز من المفترض أنه يستجيب لكل الأوامر الصوتية، إذ يمكنه عرض حالة الطقس والاتصال بأصدقائك، وقراءة الأخبار، وتشغيل التليفزيون أو ماكينة إعداد القهوة، بالإضافة إلى إضاءة وإغلاق الأضواء.

كما يمكنه التمييز بين أصوات كل أفراد الأسرة حتى يتمكن من تلبية طلبات كل شخص، ومع ذلك، عُثر على نسخة من “هوم ميني” تقوم بتسجيل حديث المستخدمين، دون علمهم.

 

وبحسب صحيفة الإندبندت البريطانية فقد أبلغ المستخدم “أرتيوم روساكوفسكي” من خلال Android Police شركة جوجل عن هذه المشكلة بالغة الخطورة الأسبوع الماضي بعد أن تلقى جهاز “هوم ميني” حيث وضعه في الحمام، مشيرا إلى أن الجهاز “يقوم بالتسجيل وإرسال التسجيلات إلى جوجل وكان يحدث الأمر بكل هدوء”.

بدورها ردت جوجل على الشكوى وأرسلت مهندسا لفحص الجهاز واعترفت بوجود مشكلة كبيرة كما كشفت الشركة أن هذه ليست الحالة الوحيدة من نوعها.

وعللت الشركة في بيان لها أن اللوحة التي تعمل باللمس، تسجل اللمسات “الوهمية”، ما يتسبب في الحفاظ على تفعيل وتسجيل كل ما يجري حول الجهاز.

 

 

جوجل يتجسس عليك

تحدثت تقارير كثيرة عن قيام شركة جوجل بالتنصت والتجسس على كافة مستخدمي متصفحها الشهير “جوجل كروم” عبر الاستماع لكل ما يقولونه بواسطة الميكروفون المدمج في الكمبيوتر”.

ويعزز صحة هذه التقارير ما قاله عشرات المستخدمين من اكتشافهم وجود إعلانات على موقع جوجل عند فتحه تتوافق مع أحاديثهم الجانبية مع أصدقائهم.

يقول أحد المستخدمين بأنه كان يتحدث مع صديقه عن جودة “ماركة” معينة وبعد انتهائه من الحديث فتح المتصفح الخاص به فوجد إعلانات عن هذه الماركة.

وقال مستخدم آخر إنه في أثناء تجوله في أحد المولات وجد أن الإعلانات على هاتفه تحولت لتصبح أغلبها للترويج عن محلات في هذا المول، وأشار إلى أنه كان يتحدث مع صديق له في أحد الموضوعات فوجد إعلانات جوجل على المتصفح تتوافق مع ما تم الحديث عنه.

 

مؤسس حزب القراصنة السويدي “ريك فلكفينكا”

 

قال مؤسس حزب القراصنة السويدي “ريك فلكفينكا” إن عملاقة البحث “جوجل” تتجسس على كافة مستخدمي متصفحها الشهير “جوجل كروم” عبر الاستماع لكل ما يقولونه بواسطة الميكروفون المدمج في الكمبيوتر.

وقال “فلكفينكا” الذي ينادي بتعزيز حق الفرد في الخصوصية على الإنترنت، إن مستخدم “جوجل كروم” يكون عرضة لتنصت الشركة عليه، زاعما أن الشركة عدلت عنصرا جديدا يسمح لها بالاستماع لمستخدمي المتصفح خلال دخولهم على الإنترنت، عبر الميكروفون المدمج في الحاسوب.

تقوم هذه النظرية على تقارير تتحدث عن “باج” أو رسالة تظهر بمجرد تحميل متصفح البحث وتطلب من المستخدم تحميل برنامج آخر يسمح بالوصول للميكروفون والتسجيل الصوتي.

وبينما يعتقد المتصفحون أن هذه التنزيلات ضرورية لإجراء محادثات مع معارفهم على الشبكة العنكبوتية، يتضح أن “جوجل” تستخدمها للتنصت عليهم.

وبحسب “فلكفينكا” فإن جوجل تسمح لنفسها بالاستماع لأي حديث داخل أي غرفة يتم تصفح الإنترنت فيها عبر متصفح كروم دون أن يدري أحد شيئا عن ذلك.

أما المفاجأة فهي أن شركة “جوجل” لم تنكر هذه النظرية، حيث ردت بأنها قادرة على القيام بذلك والتنصت على المتصفحين، لكنها لا تفعل ذلك حفاظا على الخصوصية.

وأضافت الشركة أن خيار تسجيل الصوت يأتي فقط بهدف الاستعانة بخدمة البحث الصوتي التي يمنحها محرك البحث.

فيس بوك وواتس آب

وبينما يستخدم الأفراد تطبيقي “واتس آب” و”فيسبوك” بكل أريحية على هواتفهم الذكية كانت عملية الوصول إلى كل بياناتهم تتم دون إذنهم، وهو ما جعل خبراء الإنترنت يحذرون من هجمات على الهواتف الذكية تستغل تلك التطبيقات.

 

 

 

 

 

 

وكشفت صحيفة “إندبندنت” البريطانية في يوليو 2017 الماضي أن موقع فيس بوك يعرف ما يفعله الملايين من الناس على هواتفهم، حتى لو لم يستخدموا مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يستخدم البيانات التى تم جمعها من شركة أخرى للحصول على رؤى تفصيلية حول عادات استخدام التطبيقات والمواقع.

وقالت الصحيفة بأن هذه المعلومات يتم استخدامها أيضا لتشكيل خارطة طريق منتجات فيس بوك، كما ساهمت  فى مساعدة الموقع على اتخاذ قرار شراء تطبيق واتس آب والاستمرار فى تقليد سناب شات والاستحواذ على ميزة القصص وطرحها بتطبيق انستجرام للصور.

وساعدت هذه المعلومات موقع فيس بوك على معرفة عمل التطبيقات والمواقع التى تتنافس معه، مما يجعل من الأسهل بكثير عليه استهدافهم والقضاء عليهم.

ومن هذا المنطلق حذر خبراء في حماية البيانات مؤخرا من اسستخدام تطبيقات مثل واتس آب وفيس بوك نظرا لما تحمله من مخاطر.

ووفق تقرير لموقع الجزيرة نت نشرته في فبراير 2014 فإن تطبيق “واتس آب” يقوم بتحميل أرقام هواتف وبيانات المستخدم على مزود خدمة خاص بالشركة المشغلة للتطبيق، التي تقوم بالتصرف بطريقة أو بأخرى في تلك البيانات أو حتى بيعها، على اعتبار أن البيانات في الوقت الحاضر أصبحت أهم من المال.

وبحسب التقرير فإن استهتار الكثيرين من أصحاب الهواتف الذكية بالمعلومات الخاصة المخزنة فيها سبب آخر في انعدام الأمان الإلكتروني كما يقول الخبراء، لا سيما في ظل ارتفاع نسبة هجمات قراصنة الإنترنت على أجهزة الحاسوب الشخصية والهواتف الذكية من خلال استغلال بعض التطبيقات وسرقة بيانات المستخدمين لبيعها.

 

 

ويحذر خبير الإنترنت الألماني روبين كومبل من عدم توافر أي طريقة لحماية المستخدم بشكل كامل من سرقة بياناته، لكنه عاد لينصح المستخدمين بالابتعاد عن التطبيقات المجانية والمشبوهة أو التعامل بحذر مع تلك التطبيقات.

الأجهزة الأمنية والاستخباراتية ماذا تفعل بنا؟

هناك طريقان للأجهزة الأمنية والاستخباراتية للتجسس على المستخدمين أهمها استهداف شخص بعينه وتتبع تحركاته ومكالماته بل وأسراره وأنشطته.

وبحسب خبراء في أمن المعلومات فإن هذه الطريقة مبنية على تحديد أرقام هواتف الشخص والهواتف التي يستخدمها ومن ثم يتم تتبعه واستهدافه.

الطريقة الأخرى والأوسع انتشارا على مستوى العالم لسهولتها تقوم على تحديد “كلمات مفتاحية” والبحث بها من حين لآخر ثم تقوم باستعراض قوائم المكالمات الهاتفية والرسائل النصية التي وردت فيها هذه الكلمات ويتم الاستماع للمكالمات موضع الشك أو مطالعة الرسائل النصية المشكوك في أنها تحتوي على معلومات هامة للأمن والأجهزة الاستخباراتية.