العدسة – ربى الطاهر

ظهرت أول علامة تجارية لمشروب الطاقة عام 1977، في الولايات المتحدة الأمريكية، وسوق له على أنه يعمل على رفع مستويات النشاط الذهني والجسدي وازدهرت صناعته حتى وصل إلى أكثر من 500 علامة تجارية مختلفة في عام 2006، ولكن في عام 2007 حذرت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية في تقرير لها  من أن بعض الشركات المنتجة له تروج للمنتج على أنه بديل قانوني للمخدرات!

وهذا المشروب يزود الجسم بجرعة عالية نسبيا من العناصر الغذائية من المركب الأكثر فعالية هو الكافيين، وهو من أكثر المواد المنبهة للجهاز العصبي انتشارا في غذاء الإنسان، ويصل الكافيين بعد 12-30 دقيقة من تناوله، وبعدها يؤدي إلى رفع ضغط الدم، وزيادة إدرار البول، ورفع مستوى الأيض، ويزيد حرق الدهون، وتحفيز الجهاز العصبي، وزيادة حركة الأمعاء الدودية، مما يؤدي إلى تنشيط الذاكرة، وتحسين المزاج، وزيادة مستوى الأداء الإدراكي والأداء الجسدي.

إلا أن بعض الدراسات أشارت إلى أن للكافيين تأثيرًا سلبيًّا على وظائف الجهاز العصبي والجهاز الدوري والهضمي والكلى، لذلك وضعت بعض الدول الصناعية تشريعات تلزم المنتجين بوضع تحذير على غلاف العبوة بخصوص الآثار السلبية على الصحة العامة للجسم.

وفي عام 2008 نشرت دراسة تؤكد وجود ارتباط وثيق بين استهلاك مشروب الطاقة وظهور مشاكل سلوكية عند الطلاب الجامعيين، فقد اتضح أن زيادة الاستهلاك ترافقت مع زيادة تعاطي المواد المخدرة والتدخين وشرب الكحول وزيادة اللجوء للعنف الجسدي.

هذا وقد سجلت العديد من حالات الوفاة المرتبطة بتناول مشروبات الطاقة عبر العالم،ولا توجد معطيات علمية كافية لدعم تحسينها للأداء الرياضي، أو الجسمي أو العقلي.

 

ورغم توالي التحذيرات من مخاطر هذه المشروبات فإن الإقبال عليها ظل في تزايد، ويفسر البعض ذلك بقيام الشركات المنتجة بتسويق هذه المشروبات في حملات دعائية تدمجها مع رياضات مثل التسلق وسباق الدراجات، مما يجعلها ترتبط في أذهان المشاهدين بالسرعة والقوة.

كما أن اختيار مصطلح “مشروب الطاقة” ليس علميا أو طبيا، بل هو مصطلح تجاري تسويقي.

ومن جهتها أكدت إدارة الغذاء والدواء الأميركية أن الكافيين وإن كان قد يجعل الشخص يقظا، إلا أن قدراته على العمل والحكم على الأشياء قد تبقى غير كافية نتيجة التعب.

وهذا يعني أن كونك مستيقظا نتيجة شربك لمشروب الطاقة لا يعني أنك لست بحاجة للراحة، وتشدد إدارة الغذاء والدواء الأميركية على ضرورة استشارة الطبيب  قبل تناول مشروبات الطاقة، إذ قد يكون الشخص مصاباً بظرف أو مرض يؤدي مشروب الطاقة إلى تفاقمه، أو إلى حدوث مضاعفات خطيرة.

كما حذر المعهد الاتحادي لتقييم المخاطر في برلين من أن الإفراط في تناول مشروبات الطاقة قد يترتب عليه اضطرابات نظام القلب والتشنجات العضلية والفشل الكلوي.

وأكد أن هذه المخاطر تحدق بمن يتناول أكثر من نصف لتر من مشروبات الطاقة في غضون 24 ساعة، ولا سيما إذا تم تناولها أثناء ممارسة الرياضة بشكل مكثف.

وأشار إلى أن خطورة مشروبات الطاقة ترجع إلى المواد المنشطة التي تحتوي عليها، مثل الكافيين والتاورين والإينوسيتول والجلوكورونولاكتون، مؤكدا أن مادة الكافيين بصفة خاصة لها تأثير سلبي في النظام القلبي الوعائي.

وقد أجرى مجموعة من الباحثين بجامعة “بون” في ألمانيا فحوصات لـ17 شخصا بعد ساعة من تناولهم لأحد مشروبات الطاقة، وأظهرت الدراسة أن مشروبات الطاقة المليئة بمادة الكافيين يمكن أن تغير من طريقة نبضات القلب فقد ظهر لدى هؤلاء الأشخاص أن تقلصات القلب كانت أكثر نشاطا بعد تناول ذلك المشروب.

من كل ذلك نرى أنها مادة مضرة ولا فائدة منها إلا فائدة شكلية ومنفعة لحظية، كالفائدة والمنفعة من حبوب المخدرات، فإن متعاطيها يشعر بفائدة ويعتقد بوجود متعة ونشاط وفرحة منها، ولكنها مادة تدميرية تدمر خلاياه.

ولكن إذا أردت  حقا أن تزيد من طاقتك بشكل طبيعي فعليك باتباع بعض العادات اليومية التى تغنيك عن تناول مشروبات الطاقة غير الصحية، وهي:

1- شرب الماء

فالماء يحافظ على نشاطك البدني، ويساعد على تجديد الخلايا، وحصول المخ على الأكسجين، وينصح بشرب لترين من الماء يوميا.

2- الراحة

أخذ قسط من الراحة بين الحين والآخر، أو عندما تشعر بالتعب أمر هام للغاية، وتجدد النشاط، وتحفز البدن، فاستمرارك في العمل دون راحة سيقلل من مستويات الطاقة لديك.

3- التمرينات الرياضية

ممارسة الرياضة يوميا يساعد على إنتاج هرمون الإندروفين في المخ، الذي يحفز إنتاج الطاقة.

 

4- الحمية المتوازنة

يساعد نوع الأطعمة التي تتناولها على لعب دور هام في تحسين طاقتك إذا كنت تحرص على الأطعمة الصحية الغنية بجميع العناصر الغذائية الأساسية كالفيتامينات والبروتين والمعادن.

5- تجنب الجلوس الطويل

من المهم جدا الانتباه إلى عدم الجلوس لفترة طويلة خاصة إذا كنت تعمل في وظيفة مكتبية، فعليك القيام والتجول في المكان بين الحين والآخر، فذلك يساعد على تحسين تدفق الأكسجين إلى المخ والإبقاء على الحيوية.

6- الإيجابية

من المعروف أن الحالة النفسية للإنسان تؤثر على كل جوانب حياته، وأكدت الدراسات أنه حتى النظرة للحياة لها نفس التأثير فإذا كنت متشائمًا فذلك سيستنزف من طاقتك دون أي سبب، أما إذا كانت نظرتك إيجابية للأمور فذلك سيحسن من طاقتك وايضا دون سبب.

7- الخروج للطبيعة

ولعل قيامك برحلة تستمتع فيها بروعة الأماكن الطبيعية من حين لآخر يكون له أثر إيجابي على تجديد نشاطك وحيويتك.

 

8- السيطرة على الكافيين

اعتاد الكثيرون على تناول القهوة بكثرة، اعتقادا منهم بأنها تساعد على تجديد الطاقة وتحافظ على حيوية الجسم، إلا أن الدراسات أظهرت خلاف ذلك مؤكدة أن الكثير من الكافيين يؤدي إلى تدهور خلايا المخ وخفض الطاقة.

ولهذا فعليك الاعتدال في تناولك لمشروب القهوة حيث سيساعدك ذلك تحسين مستويات الطاقة لديك.

9- التدخين والكحول

أوردت الدراسات العديد من أضرار التدخين، والتي تزيد كلما زادت الأبحاث، وفيما يخص طاقتك فإن التدخين يقلل من كمية الدم المحمل بالأوكسجين المتدفق إلى المخ، وبالتأكيد هو ما يؤثر سلبا على طاقتك.

10- الخضراوات والفواكه

ويمكن أن تجدد طاقتك أيضا بشكل طبيعي من خلال تناولك للفاكهة والخضروات الطازجه التى تمد الجسم بالمواد المضادة للأكسدة.