قتل أربعة مدنيين وأصيب خمسة جراء القصف الجوي الروسي على ريف إدلب، أمس الإثنين، وفيما وثّق الدفاع المدني السوري مقتل 84 مدنياً وجرح 173 جراء استهداف قرى وبلدات ريف إدلب من قبل قوات النظام وروسيا خلال الفترة الممتدة من 15 وحتى 22 ديسمبر/كانون الأول الجاري، طالب الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس، بوقف فوري للتصعيد العسكري شمال غربي سورية.
وقال مصدر من الدفاع المدني السوري إن الطيران الحربي الروسي قصف بلدة معصران في ريف إدلب الجنوبي، أمس الإثنين، ما أسفر عن مقتل أربعة مدنيين، فيما أصيب خمسة آخرون بقصف مماثل طاول الأحياء السكنية في مدينة معرة النعمان.
وأوضح الدفاع المدني، في بيان، أنّ فرق الدفاع العاملة في الشمال السوري أعلنت استنفاراً كاملاً بآلياتها وطواقمها، بالإضافة إلى مئات المتطوعين من الدفاع بجميع مناطق ريف إدلب، حيث ستستمر حالة الاستنفار حتى الانتهاء من عمليات البحث والإنقاذ والإسعاف وإجلاء النازحين.
وقال المكتب الإعلامي للدفاع المدني في إدلب إن 84 مدنياً قضوا فيما أصيب 173 جراء القصف الروسي والقصف من قوات النظام على ريف إدلب وذلك منذ 15 وحتى 22 من الشهر الجاري.
وأضاف، في بيان، أن الطيران الحربي الروسي شن في تلك الفترة 147 غارة في حين شن طيران النظام 232 غارة ألقي خلالها 190 برميلا متفجراً على مختلف المناطق، كما وثق الدفاع المدني أيضا 468 حالة قصف براجمات الصواريخ، و1108 حالات قصف مدفعي.
وبيّن الدفاع المدني “الخوذ البيضاء” أن من بين الضحايا القتلى 17 امرأة و21 طفلاً، كما أن من بين الجرحى 23 امرأة و26 طفلاً.
وكان “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة” السورية قد أكد، أمس الإثنين، في مؤتمر صحافي أن “الهجوم على إدلب وريفها مستمر ومتصاعد، الاحتلال الروسي وقوات النظام والمليشيات الإيرانية ترتكب المجازر والجرائم بشكل مباشر ومفضوح، القتل والإجرام والقصف والتدمير والتهجير كل ذلك جار الآن ومستمر فيما نحن نتكلم. وأعداد الشهداء والجرحى والنازحين في تصاعد مستمر. فرق الدفاع المدني والخوذ البيضاء تعمل في ظل أوضاع ومخاطر لا سابق لها”.
وأوضح أن “ثلاثة ملايين مدني في إدلب يدفعون ثمن هجمات لا تعرف النهاية. يشكل النساء نسبة 25 في المائة والأطفال 51 بالمائة منهم، حيث تتحمل النساء العبء الأكبر من الهموم والآلام”.
وحذّر من أن “استمرار فشل مجلس الأمن في إنقاذ الشعب السوري من أكبر كارثة إنسانية يتعرض لها العالم بعد الحرب العالمية الثانية، سيؤدي إلى انهيار تام لمصداقية المؤسسات الدولية في نظر الشعوب والحكومات، وستكون له انعكاساته الكبيرة في مختلف المجالات”.
وقف فوري للتصعيد
بدوره، طالب الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس، بوقف فوري للتصعيد العسكري شمال غربي سورية، مشيراً أن العمليات الأخيرة أدّت إلى مقتل عشرات المدنيين وتشريد نحو 80 ألف شخص.
جاء ذلك في بيان أصدره المتحدث الرسمي باسم الأمين العام استيفان دوغريك، فجر الثلاثاء، قال فيه إن “التصعيد العسكري الأخير أسفر عن سقوط عشرات الضحايا المدنيين، وتشريد ما لا يقل عن 80 ألفا من المدنيين، بينهم 30 ألفا في الأسبوع الماضي وحده”.
وأعرب الأمين العام عن “القلق إزاء المدى الذي ذهبت إليه العملية العسكرية، وإزاء ما يرد من تقارير بشأن الهجمات على طرق الإجلاء بينما يحاول المدنيون الفرار شمالًاً إلى بر الأمان”.
وذكّر غوتيريس في بيانه “جميع الأطراف، بالتزاماتها بحماية المدنيين وضمان حرية التنقل”.
وقال: “يجب ضمان وصول إنساني مستدام ودون عوائق وآمن إلى المدنيين، بما في ذلك من خلال الطريقة العابرة للحدود، والسماح للأمم المتحدة وشركائها في المجال الإنساني بمواصلة القيام بعملهم الحاسم في شمال سورية”.
وشدد على أنه “لا يوجد حل عسكري للصراع السوري، وأن الحل الوحيد الموثوق به هو العملية السياسية التي تيسرها الأمم المتحدة عملا بقرار مجلس الأمن 2254 (لعام 2015)”.
ويشار إلى أن النظام السوري يشن حملة عسكرية عنيفة ضد ريف إدلب أدت إلى تهجير مئات الآلاف من السكان ومقتل وجرح المئات، وسيطرة النظام على عشرات القرى والبلدات بعد تدميرها.
اضف تعليقا