جلال إدريس
من جديد أشعل المصريون موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” بهاشتاج يهاجم عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري في مصر، حيث احتل هاشتاج (#ارحل_مش_ عايزينك) قائمة الأعلى تداولًا في تغريدات المصريين صباح اليوم على “تويتر”.
وشارك آلاف المصريين في الهاشتاج خلال الساعات الأولى من إطلاقه، ليكون بذلك هو الهاشتاج الثاني، الذي يطالب برحيل السيسي خلال أقل من 10 أيام.
وكان هاشتاج “ارحل_يا_سيسي” قد تصدر مواقع التواصل الاجتماعي على مدار الأيام الأخيرة، كجزء من ردّة فعل تلقائية على الأحوال الاقتصادية والاجتماعية والحقوقية في مصر، التي بدأت تتدهور بشدّة منذ استلام العسكري، عبدالفتاح السيسي منصب الرئيس، بعد عزل الرئيس محمد مرسي، في الانقلاب العسكري في الثالث من يوليو 2013.
ورغم انتشار حملة مضادة حكومية أو مقربة من الحكومة وإعلامها، تحت وسوم مختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنها لم تصل إلى حد تأثير الوسم المطالب برحيل السيسي، خصوصًا بعد الوعود التي قدمها، بترك منصبه في عدّة مناسبات، في حال لم يتحسن وضع البلاد.
ارحل مش عايزينك
وتنوعت مشاركات المصريين في هاشتاج #ارحل_مش_عايزينك، بين من ينتقد الأوضاع الاقتصادية في البلاد، وبين من ينتقدون الأوضاع الأمنية، وبين من يرى أن البلاد في عهد السيسي تخلفت في كافة القطاعات.
ولم تقتصر مشاركات المغردين في هاشتاج (ارحل مش عاوزينك) على فئة عمرية بعينها، ولا طيف سياسي واحد، لكن الهاشتاج ضم آلاف التغريدات من مختلف الشرائح والتوجهات.
الإعلامي والحقوقي هيثم غنيم، كان أحد المشاركين في الهاشتاج قائلًا: (يتحدى مولد المونديال، ويحلق في المركز الثاني على مستوى مصر.. ولكن لا تنس الهشتاج الأصلي الذي يكون أساسيًّا معك في أية تويتة، وهو هشتاج #ارحل_يا_سيسي، حيث في هذا الهشتاج الأجواء نظيفة، ولا يوجد بها ذباب إلكتروني، أو خونة مفرطون في تيران وصنافير أو مطبعون أو مغيبون!).
أما المغردة “زينب صلاح”، فقد شاركت في الهاشتاج بتغريدة أثارت الجدل؛ حيث قالت فيها: (جوزي مالوش في الفيس وتويتر، جالي يسألني هو فيه هاشتاج #ارحل_يا_سيسي، وبيقولوا ترند وكدة؟ قولتله: آه فيه، وسألته عرفت منين؟ قالي كان عندي قيادة أمنية، وحكى له الموضوع، وقاله إن الشرطة في حالة استنفار تام، بسبب الهاش ده، ماتستهونوش بنفسكوا، كفايه اننا قلقينهم #ارحل_مش_عايزينك).
أما الناشطة lobna radwan المزيد
أما الناشطة “لبنى رضوان”، فقد شاركت في الهاشتاج قائلة: (أستغرب من شعب يطالب بمحاسبة مدرب كرة أفسد مزاجه، ولا يطالب بمحاسبة من أفسد له حياته، أستغرب! #ارحل_مش_عايزينك).
وجاءت مشاركة المغرد محمد رمضان كالآتي: (#ارحل_مش_عايزينك، أيام الثورة 25 يناير، كانت الناس بتهتف وتقول:
يالي ساكت ساكت ليه؟! كيلو الرز بـ3 جنيه، كل مفتكر الأيام دي بفضل أضحك).
الإعلامي أسامة جاويش، شارك أيضًا في الهاشتاج قائلًا: (أبارك لمصر السيسي تولي اللواء #عباس_كامل، أكثر من سربت له تسريبات صوتية في تاريخ مصر القديم والحديث بشكل رسمي، منصب مدير جهاز المخابرات العامة، #ارحل_مش_عايزينك).
ماذا يعني انتشار الهاشتاج؟
وفقًا لمراقبين، فإن انتشار الهاشتاج المطالب برحيل السيسي، بهذا الشكل الكبير في مصر، رغم كل الإجراءات القمعية التي تمارسها سلطة السيسي، فإن ذلك يعني أن قطاعًا واسعًا من المصريين ضاق ذرعًا بممارسات السلطة، ولم يعد يخاف من أن ينكل به أو أن يقمع، خصوصًا وأن التردي الاقتصادي بلغ حدًّا غير مسبوق في مصر.
وبحسب المراقبين، فإنه وبرغم اختلاف الحكومات التي عيّنها السيسي على مدار حكمه لمصر، إلّا أنها تمثلت في إجراءاتها التعسفية، وزيادة الأسعار بشكل كبير جدًّا، وإزالة الدعم عن عدد كبير من الاحتياجات الأساسية، بالإضافة إلى القمع الذي يتعرض له المعارضون السلميون من قبل الأجهزة الأمنية.
ويتزامن اشتعال مواقع التواصل الاجتماعي بهاشتاجي (“ارحل يا سيسي”، و”ارحل مش عاوزينك”)، مع حلول الذكرى الخامسة لمظاهرات 30 يونيو، التي اتخذها الجيش ذريعة للانقلاب على الر ئيس محمد مرسي، أول رئيس منتخب في مصر.
ويعتقد البعض أن تلك الهاشتاجات والشعارات تحتاج إلى حراك شعبي في الداخل حتى تكون مؤثرة، وتستطيع أن تقلق منام نظام السيسي، وربما تكون مقدمة حقيقة للعصف به من سدة الحكم، فيما يرى آخرون أن الحراك على مواقع التواصل الاجتماعي قد يكون الشرارة التي تندلع في ربوع مصر لمواجهة قمع السيسي وإسقاط حكمه.
لماذا لا يرحل السيسي؟
بالرغم من أن السيسي أكد أكثر من مرة أنه سيرحل في هدوء إذا طلب منه الشعب ذلك دون أن يخرج مواطن واحد ليثور عليه، إلا أن الواقع يقول عكس ذلك تمامًا.
فالاحتجاجات منذ وصول السيسي لسدة الحكم المطالبة برحيله لم تتوقف، كما أن الحراك الشعبي على مواقع التواصل الاجتماعي المطالب برحيله ومحاكمته لم يتوقف أيضًا، ومع ذلك لم يرحل ولن يرحل السيسي عن الحكم، ليبقى السؤال قائمًا، لماذا لا يرحل السيسي؟.
وفي هذا الإطار يؤكد مراقبون أن السيسي أصيب بجنون العظمة؛ إذ إنه بات يرى نفسه أكبر من أن يطالبه أحد بالرحيل، وأن بقاء مصر مرتبط ببقائه في السلطة، وأن رحيله عن السلطة يعني تفكك الدولة التي أحكم قبضته عليها أمنيًّا وعسكريًّا.
ولتمكين نفسه وبقائه في السلطة، عمل السيسي على عزل كل القيادات العسكرية التي شاركته انقلاب يوليو، كما أنه يعمد إلى تعيين أقربائه والتابعين له في السلطة، ويقدمهم في المناصب الحساسة، وكان آخرهم تعيين صديقه الصدوق “عباس كامل” رئيسًا لجهاز المخابرات العامة.
اضف تعليقا