“المملكة المتحدة أصبحت ملاذاً للديكتاتوريين”… هكذا وصف المعارضون البحرينيون في المنفى زيارة للملك حمد بن عيسى آل خليفة للمملكة المتحدة على خلفية تلقيه دعوة شخصية من الملكة لحضور عرض الخيول الملكي وندسور الذي عُقد يوم الجمعة.

الدعوة أثارت غضب الحقوقيين والنشطاء الذين لا يجدون أي مبرر لدعوة الحاكم الذي يحظر المعارضة السياسية الداخلية في البلاد وينتقم من المعارضين والنقاد بأساليب قمعية مختلفة، مؤكدين أن مثل هذه الخطوة هي مساعدة واضحة من المملكة المتحدة للنظام البحريني لتلميع صورتها عبر ما يُعرف بـ “الغسيل الرياضي”.

دعوة الملك حمد بن عيسى آل خليفة كضيف شخصي للملكة، تدل على دفء العلاقات الرسمية بين البلدين بالرغم من كافة الانتقادات الموجهة للدولة شرق الأوسطية بسبب انتهاكات حقوق الإنسان المتزايدة واعتقال وتعذيب المعارضين.

الجدير بالذكر أنه قبل أكبر عرض للخيول في المملكة المتحدة، قدم الملك حمد التهاني لفلاديمير بوتين في يوم النصر الروسي، الذي أقيم الأسبوع الماضي.

من ناحية أخرى، نظمت الحملة الدولية ضد تجارة الأسلحة، وقفة احتجاجية تهدف إلى تسليط الضوء على الحدث “الغسيل الرياضي لانتهاكات حقوق الإنسان في البحرين”.

سيحضر الوقفة الاحتجاجية الناشط البحريني المنفي سيد أحمد الوداعي، الذي سُحبت منه الجنسية البحرينية بعد أن احتج سابقاً على ملك البحرين في معرض وندسور للخيول والذي أصبح في الواقع عديم الجنسية نتيجة لذلك.

قال الوداعي، مدير معهد البحرين للحقوق والديمقراطية: “بينما تستمر معاناة الشعب البحريني من القمع الوحشي لدكتاتورية نظام آل خليفة الذي تمتلئ سجونه بالمعارضين السلميين، مرة أخرى يتم تجهيز السجادة الحمراء من أجل الملك حمد في المملكة المتحدة… إن دعوته إلى معرض رويال ويندسور للخيول غير أخلاقية بالمرة، وترسل إشارة واضحة إلى أن المملكة المتحدة هي ملاذ آمن للديكتاتوريين ومنتهكي حقوق الإنسان “.

من جانبهم، أرسل خمسة نواب بريطانيين، من بينهم زعيم حزب العمال السابق جيريمي كوربين واثنين من زملائه، رسالة مفتوحة إلى الملكة يوم الجمعة، حذروا فيها من أن الترحيب بالملك كان “خطأ فادحا في الحكم ويرسل رسالة مدمرة لضحايا هذا الحكم الوحشي”.

تم إرسال رسالة منفصلة، موقعة من قبل مجموعات حقوقية دولية، إلى رعاة عرض الخيل، بما في ذلك Land Rover و Rolex ، تشير أن استقبال الملك حمد في هذا الحدث هو”مثال كتابي عن الغسيل الرياضي”.

وقال جيد بسيوني، رئيس فريق ريبريف الشرق الأوسط: “المملكة المتحدة بالملك حمد، وتتجاهل ذكر الأشخاص الذين تعرضوا للتعذيب من أجل انتزاع اعترافات كاذبة من قبل أجهزته الأمنية”.

وأضافت “في كل عام، يعود حكام البحرين إلى ديارهم وهم يشعرون بالارتياح بأنه بغض النظر عن مقدار الألم الذي يلحقونه بشعبهم، فسيظلون موضع تكريم في إنجلترا.”

حضر الملك حمد مع نجه الأمير ناصر – قائد الحرس الملكي البحريني مستشار الأمن الوطني ورئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة-.

الجدير بالذكر أنه في عام 2014، قضت المحكمة العليا في لندن بأن الأمير ناصر ليس بمنأى عن الملاحقة القضائية بشأن مزاعم التعذيب، وهي مزاعم نفتها الحكومة البحرينية بشكل قاطع.

منذ انتفاضة 2011، انخرطت البحرين في قمع المعارضين الذين يؤكدون أن النظام يستخدم المحاكمات الجماعية بتهم الإرهاب وسحب الجنسية لقمع النشطاء السلميين.

جاء في أحدث تقييم لمنظمة العفو الدولية للبحرين أن حكومتها واصلت ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، “بما في ذلك التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة، فضلاً عن قمع حرية التعبير والتجمع… وأسفرت التحقيقات الرسمية في شكاوى المعتقلين وعائلاتهم عن إفلات الجناة من العقاب “.

 

للاطلاع عن النص الأصلي من المصدر اضغط هنا