كشف استطلاع حديث للرأي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحزبه الليكود يشهدان استعادة ملحوظة لشعبيتهما في الساحة السياسية، رغم التحديات التي يواجهها الائتلاف الحاكم. الاستطلاع الذي أجرته صحيفة “معاريف” اليسارية، يظهر أن نتنياهو يظل الشخصية السياسية الأكثر قبولًا لدى نسبة كبيرة من الإسرائيليين، فيما يشير إلى تراجع شعبية بعض حلفائه في الائتلاف اليميني.

وفقًا للاستطلاع، إذا أجريت الانتخابات الآن، فإن حزب الليكود سيحصل على 24 مقعدًا في الكنيست، وهو ما يمثل تراجعًا مقارنة بوضعه الحالي الذي يضم 32 مقعدًا، لكنه يظل القوة السياسية الأكبر في البرلمان. يضع هذا الأداء نتنياهو في موقع تنافسي أمام أحزاب المعارضة، خصوصًا حزب الوحدة الوطنية بقيادة بيني غانتس، الذي جاء في المركز الثاني بحصوله على 21 مقعدًا.

من الجدير بالذكر أن الاستطلاع أظهر تقدم نتنياهو بفارق ضئيل عن غانتس فيما يتعلق بمن يرونه الأنسب لرئاسة الحكومة؛ إذ اعتبر 41% من المشاركين أن نتنياهو هو الخيار الأفضل، مقابل 40% لصالح غانتس.

الفارق يصبح أكثر وضوحًا إذا كان التنافس بين نتنياهو وزعيم المعارضة يائير لابيد، حيث يرى 47% من الإسرائيليين أن نتنياهو الأنسب، مقابل 34% للابيد.

رغم تعافي شعبية نتنياهو، فإن الاستطلاع يشير إلى أن الائتلاف اليميني الذي يقوده سيواجه تحديات كبيرة في حال عقدت انتخابات في الوقت الحالي. يشير الاستطلاع إلى أن هذا الائتلاف سيحصل على 53 مقعدًا فقط في الكنيست، ما يعني أنه لن يتمكن من الحصول على الأغلبية المطلوبة (61 مقعدًا) لتشكيل الحكومة. في المقابل، يمكن لكتلة المعارضة الرئيسية أن تحصد 58 مقعدًا.

التوترات داخل الائتلاف الحاكم، خاصة بين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت، إضافة إلى الوزراء المتطرفين مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، تساهم في زعزعة استقراره. كما أن احتجاجات الإسرائيليين المتكررة، خاصة بشأن صفقة إعادة الرهائن المحتجزين في غزة، تشكل ضغوطًا إضافية على حكومة نتنياهو التي صمدت لمدة عامين تقريبًا رغم هذه التحديات.

الاستطلاع يعكس صورة معقدة للمشهد السياسي الإسرائيلي. فمن ناحية، يظهر أن نتنياهو لا يزال يحتفظ بشعبية كبيرة، ولكن من ناحية أخرى، تزداد التحديات التي تواجهه سواء داخل ائتلافه أو من قبل المعارضة. ومع توقع استمرار الخلافات بين الوزراء اليمينيين، مثل بن غفير وسموتريتش، قد يصبح من الصعب على الحكومة المحافظة على استقرارها في ظل هذه الظروف.

في الوقت الذي يدعم فيه 56% من الإسرائيليين تشكيل حكومة وحدة وطنية كحل للخلافات السياسية وضمان استعادة الأسرى، تبدو الفرصة سانحة أمام المعارضة لتعزيز موقفها، بينما يحاول نتنياهو التعامل مع ضغوط داخلية وخارجية قد تحدد مستقبله السياسي في الانتخابات المقبلة المقررة عام 2026.

اقرأ أيًضا : جماعة إسرائيلية متطرفة تهدد بحرق المسجد الأقصى