كشفت تقارير صحفية عالمية عن حالة من الرعب والارتباك تسيطر على قائد الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي، عقب سقوط نظام بشار الأسد البائد في سوريا ونجاح الثورة هناك.
هذه الأحداث وضعت النظام المصري في حالة ترقب حذر، خصوصًا مع وجود أوجه تشابه صارخة بين نظام السيسي ونظام الأسد من حيث القمع المتواصل، وتفاقم الأزمات الاقتصادية، وتكميم الأفواه.
فيما لفتت صحيفة واشنطن بوست إلى أن السيسي بات يدرك أن مصير الطغاة واحد مهما طال الزمن، وهو ما يفسر حالة الارتباك والتخبط التي يعيشها النظام في القاهرة.
السيسي ونظامه لم يعودوا قادرين على إخفاء توترهم من انتقال عدوى التغيير، خصوصًا أن مصر شهدت ثورة يناير المجيدة التي أطاحت بحكم مبارك، وتعيش على صفيح ساخن منذ أن استولى السيسي على السلطة بانقلاب دموي عام 2013.
تشابه الأنظمة القمعية
في تقريرها، وصفت الصحيفة الأمريكية المشهد بوضوح: السيسي وبشار الأسد وجهان لعملة واحدة في القمع والفشل. فالبلدان يعيشان أزمات اقتصادية خانقة بسبب سياسات الأنظمة القمعية وفسادها المستشري، إضافة إلى اعتمادها على القهر الأمني لإخماد أصوات المعارضة.
من جهة أخرى، أكدت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن السيسي لجأ مؤخرًا إلى تل أبيب طالبًا دعمًا عاجلًا خوفًا من امتداد انتصار الثورة السورية إلى مصر.
كما كشفت الصحيفة أن السيسي أرسل نداءً عاجلًا لحكومة الاحتلال الإسرائيلي لإيجاد أي حلول من شأنها أن تُبقي نظامه صامدًا في وجه التغيرات الإقليمية. هذا النداء يأتي ليؤكد مدى هشاشة النظام المصري الذي يعتمد بشكل متزايد على الدعم الخارجي لتثبيت أركانه.
ويعد السيسي من أبرز الحلفاء الإقليميين للاحتلال الإسرائيلي، إذ يستمد دعمه العسكري والسياسي من تل أبيب وواشنطن، لكن مخاوفه هذه المرة جعلته يكشف عن ضعفه بشكل غير مسبوق.
ارتباك داخلي وتطمينات زائفة
أمام هذه التطورات، عقد السيسي اجتماعًا طارئًا مع إعلامييه، في محاولة يائسة للسيطرة على المشهد وتوجيه الرأي العام. وخلال الاجتماع، ظهر السيسي مرتبكًا وقلقًا، محاولًا بث الطمأنينة بين أفراد نظامه عبر جملته الشهيرة: “متقلقوش”.
كما تداولت مصادر أن السيسي أخبر إعلامييه أنه تواصل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في محاولة لطمأنتهم بأن النظام يحظى بدعم دولي. إلا أن حالة الارتباك التي ظهرت عليه في الاجتماع أكدت عكس ذلك تمامًا، حيث بدا أن السيسي يفتقر إلى الحلول، ويلجأ فقط إلى خطاب التطمينات الزائفة التي لم تعد تُقنع حتى أنصاره.
السيسي على حافة الانهيار
الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها مصر تُفاقم من هشاشة النظام. ملايين المصريين يعانون تحت وطأة ارتفاع الأسعار والبطالة وتدهور الخدمات، في ظل سياسات اقتصادية فاشلة تعتمد على القروض الخارجية وبيع أصول الدولة.
هذا الفشل الاقتصادي جعل النظام يفقد جزءًا كبيرًا من شعبيته، وبات الشارع المصري على استعداد للانفجار في أي لحظة.
ويُضاف إلى ذلك تزايد الغضب الشعبي بسبب القمع الأمني والاعتقالات العشوائية التي طالت الآلاف من المعارضين والنشطاء، وهو ما يعكس حالة الذعر داخل النظام. التقارير الحقوقية الدولية تُظهر بوضوح أن مصر أصبحت واحدة من أسوأ الدول في ملف حقوق الإنسان، وهو أمر يزيد من عزلة النظام دوليًا.
ومع سقوط نظام الأسد، باتت الشعوب العربية ترى أن التغيير ممكن، وأن مصير الطغاة هو الزوال مهما طال بقاؤهم، هذا التحول التاريخي يُعزز الأمل لدى المصريين الذين عانوا من القهر والفقر والفساد تحت حكم السيسي.
النظام المصري، رغم اعتماده على القمع والدعم الخارجي، لن يستطيع الصمود طويلاً أمام غضب شعب يُطالب بالعدالة والحرية والكرامة. وربما تكون الثورة السورية بمثابة الشرارة التي تُحيي روح ثورة يناير من جديد، لتُسقط نظام السيسي كما سقط من قبله الطغاة.
الخلاصة أن الخوف والارتباك اللذين يسيطران على السيسي يعكسان إدراكه بأن حكمه لا يعتمد على رضا الشعب بل على القمع والفساد والدعم الخارجي. ومع سقوط الأنظمة القمعية واحدًا تلو الآخر، يبقى الأمل معقودًا على الشعب المصري ليُعيد كتابة التاريخ من جديد.
اقرأ أيضًا : أعطى تقييما سلبيا للعمل في دبي فاعتقاله نظام بن زايد.. ماذا تعرف عن الأيرلندي بالنتاين؟
اضف تعليقا