العدسة – وكالات :

” تحرش واعتداء جنسي”.. تهمة طالت أبرز مسئولين في الكرة الأفغانية على خلفية التحقيقات في اتهامات باستغلال لاعبات في المنتخب الوطني النسائي جنسيا، أدت إلى قرار من مكتب المدعي العام الأفغاني اليوم بإيقاف خمسة مسؤولين في كرة القدم المحلية عن مزاولة مهامهم.
القرار جاء بعد طلب الرئيس الأفغاني أشرف غني من المدعي العام في البلاد إجراء تحقيق شامل في هذا الاعتداء، وشمل كل من رئيس اتحاد كرة القدم كرم الدين كريم ونائبه والأمين العام والمسؤول عن حراس المرمى ومسؤول منسقي الولايات.
وكانت صحيفة الجارديان البريطانية قد كشفت في تقرير في وقت سابق نقلا عن مصادر بارزة مرتبطة بالمنتخب الوطني النسائي، عن حصول استغلال للاعبات في أفغانستان، وأحيانا في مقر الاتحاد، وأيضا خلال معسكر تدريب أقامه المنتخب في الأردن في فبراير الماضي.
ونقل التقرير عن القائدة السابقة للمنتخب خالدة بوبال التي فرت من البلاد بعد تلقيها تهديدات بالقتل عن تفاصيل القضية، حيث قالت : “أقمنا معسكرا تدريبيا للاعبات منتخب أفغانستان، في فبراير الماضي بالأردن.. تواجد مع اللاعبات رجلان من الاتحاد الأفغاني، وتحرشا بهن”.
وأضافت: “يتحكم موظفو قسم الشؤون المالية بمصير اللاعبات، حيث يجبروهن على قول كلمة (نعم) لأي شيء يطلبونه، لكي يحصلن على مستحقاتهن المالية، وعندما علمت بتلك الممارسات اتصلت برئيس الاتحاد الأفغاني، الذي اكتفى بالقول إنه “سيعاقب المتورطين”، طالبا من “اللاعبات التزام الصمت وعدم التصريح بأي شيء، مع الاستمرار في اللعب”.
وتابعت بوبال: “بعد نهاية معسكر الأردن، قام الاتحاد بطرد 9 لاعبات من المنتخب، بهدف إسكاتهن، بعد أن قررن التحدث للإعلام المحلي عن تعرضهن للتحرش.. فبعد الطرد لن يستمع لهن أحد، لأن الجميع سيعتقد أن الشكاوى جاءت بسبب الاستبعاد”.
وأردفت بوبال: “عندها قررت التواصل مع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، إلا أن الأخير رفض التحدث معي، لأنني لست عضواً بالاتحاد الأفغاني، اكتفوا بالقول إنهم يريدون التواصل مع رئيس الاتحاد أو نائبه”.
من جانبه أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في أعقاب تقرير الصحيفة البريطانية، أنه ينظر في الاتهامات رافضا أي تسامح مع انتهاكات من هذا النوع لكن الأمين العام للاتحاد الأفغاني سيد علي رضا أغازادة نفى الاتهامات.
ونقلت صحيفة الجارديان البريطانية عن مصدر في (الفيفا) قوله: “لقد كان الفيفا على علم تام بالوضع في أفغانستان، وعمل بجد لضمان سلامة اللاعبات، لقد عملنا بسرية تامة مع الضحايا، بالنظر إلى الطبيعة الحساسة للاتهامات، والمخاطر التي تهدد الحياة.. منذ مارس الماضي بدأنا بجمع الأدلة، لإجراء تحقيق رسمي”.
ودعا رئيس اتحاد غرب آسيا والاتحاد الأردني لكرة القدم، الأمير علي بن الحسين، إلى فتح تحقيق فوري بمزاعم تعرض سيدات منتخب أفغانستان ، للاعتداء الجنسي في معسكر أقيم بالأردن ، قائلا في “تغريدات” على موقع “تويتر”: “إذا كانت تلك الادعاءات صحيحة، فإنها تستحق ردا قويا من أجل المحافظة على سلامة ومكانة كرة القدم النسائية، والتي احتاجت للكثير من السنوات للنهوض، يجب إجراء تحقيق من قِبل الفيفا والاتحاد الآسيوي، وإظهار الحقائق دون تأخير”.
ودفعت هذه الاتهامات الراعي الرئيسي للفريق، شركة “هاميل” للملابس الرياضية الدنماركية، إلى قطع العلاقات مع الاتحاد الأفغاني، والدعوة إلى قيادة جديدة.