نشرت جريدة صباح التركية اعترافات جديدة منسوبة لفريق الاغتيال الذي قام بقتل الصحفي السعودية جمال خاشقجي في 2 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، داخل القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركي
وبحسب الجريدة التركية فقد جاءت الاعترافات خلال جلسة محاكمة المتهمين بالقضية في العاصمة السعودية الرياض بداية يناير الماضي.
وجاءت اعترافات المتهم “محمد المدني”، والذي انتحل شخصية “خاشقجي”، حيث قال: “ارتديت ملابسه ونظارته لإظهار أن جمال خرج من القنصلية، وتوجهت إلى ميدان السلطان أحمد، وهناك قمت بتغير ملابسي في أحد المراحيض، ورميت ملابس جمال ونظارته”.
بينما العقيد في الاستخبارات السعودية “ماهر المطرب – 47 عامًا”، والذي كانت مهمته تقضي بالتحقيق مع خاشقجي، قال :قررت قتل خاشقجي إذا لم يقتنع بالمغادرة معي للسعودية، أردت في البداية دفن جثة خاشقجي في حديقة القنصلية إلا أنني قرر تقطيعها لكي لا يتم كشفها.”
وأوضح قائلاً: “أجريت جولة في محيط مبنى القنصلية قبل قتل خاشقجي، و توصلت لنتيجة بأنه لا يمكن إخراجه من مبنى القنصلية بسهولة، لذلك قررت قتله”.
وأضاف “المطرب”: جلسنا مع خاشقجي، وحاولنا إقناعه بالعودة معنا إلى الرياض، والتحدث مع ابنه صلاح بأنه سيعود إلى السعودية، ولكنه رفض.. فقمت بقتله بمادة مخدرة، متابعًا: “وضعت على الطاولة أمام خاشقجي منشفة وإبرة والمادة المخدرة، وسألني خاشقجي ماذا ستفعل؟ قلت له سأتخلص منك وأعاقبك”.
غير أن خاشقجي قال له: “إن خطيبته تنتظر بالخارج، وإذا بقي في المبنى لفترة طويلة فسيكون إحراجًا للسعودية، ثم حاول الهرب، إلا أن تركي المشرف الشهري، ووليد عبد الله الشهري، وفهد شبيب البلاوي، أمسكوه من ذراعه ووضعوه على الكرسي”.
من جهته قال “منصور عثمان أبو حسين” المسؤول الأول عن الفريق، في إفادته إنه جرت اتصالات بينه وبين أحمد عسيري -النائب السابق لرئيس الاستخبارات العامة السعودية، والمتهم الرئيسي في اغتيال خاشقجي-، و”سعود القحطاني” المستشار الإعلامي السابق بالديوان الملكي، وطلبا منه إحضار خاشقجي إلى السعودية.
وأضاف: “تواصل معي عسيري، وأمرني بإحضار خاشقجي بالقوة إلى السعودية، وقمت بإعداد ثلاث مجموعات منفصلة؛ الاستخبارات – التفاوض – اللوجستي؛ وبعد ذلك اتصلت بالقنصل العام في اسطنبول “محمد العتيبي”، وقلت له إنني سوف آتي إلى إسطنبول مع 15 شخصًا، دون إعطائه أي معلومات مفصلة”.
بينما نفى نائب الاستخبارات السابق أحمد عسيري، التهمة عنه قائلاً: “لم أعط أمرا بقتل خاشقجي أو إحضاره إلى السعودية بالقوة، بل طلبت من منصور أبو حسين إقناعه للمغادرة معهم”،
وعقب أبو حسين، على قوله: “كان المخطط هو توفير مكان آمن لاختطاف جمال، إذا رفض المغادرة معنا إلى الرياض، لذلك جئت إلى إسطنبول في الأول من أكتوبر لمقابلة المتعاون المحلي، وقد قام عسيري بناء على طلبي بتقديمي إلى القحطاني”.
ومستكملاً اعترافه قال أبو حسين: “أبلغني سعود القحطاني بأن السعودية أصبحت ساحة متاحة لعدد من المنظمات والدول المعادية، وإن تمكنت من إحضار خاشجقي إلى الرياض فستحقق نجاحًا كبيرًا”، وأضاف أنه بعد ذلك أجرى تواصلا مع صلاح الطبيقي -مدير الطب الشرعي بالأمن العام السعودي، الذي قام بنشر وتقطيع جثة خاشقجي-، وأبلغه بوجود مهمة يجب إنجازها.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد قتل “خاشجقي” تم وضع جثته المقطعة في أكياس سوداء، وأوضح القتلة أنهم تفاوضوا مع “متعاون محلي” للتخلص من تلك الأكياس دون معرفة ما فيها، لافتة إلى أن “المتعاون المحلي قد يكون سوريا، وخطط الفريق معه في كيفية إخراج الأكياس من إسطنبول”.
وذكرت أن النائب العام السعودي، طالب بعقوبة الإعدام لكل من: “تركي مشرف الشهري، ووليد عبد الله الشهري، وفهد شبيب البلوي، وماهر المطرب، وصلاح محمد الطبيقي، فيما طالب بالسجن المؤبد للآخرين”.
يذكر أن أخر تقرير صادر عن الأمم المتحدة، في يونيو الماضي والمرتبط بحالات الإعدام خارج نطاق القانون، ذكر أن “مقتل خاشقجي هو إعدام خارج نطاق القانون، تتحمل مسؤوليته السعودية”.
كما أكد وجود أدلة موثوقة تستوجب التحقيق مع مسؤولين كبار بينهم ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان.
وأوضح أن العقوبات المتعلقة بمقتل خاشقجي يجب أن تشمل “بن سلمان” وممتلكاته الشخصية في الخارج، داعياً الرياض إلى الاعتذار من أسرة خاشقجي أمام الرأي العام، ودفع تعويضات للعائلة.
اضف تعليقا