تعد المملكة العربية السعودية من أكثر الدول التي تمثل كابوساً للعاملين المهاجرين فيها خاصة من الدول الآسيوية والأفريقية الفقيرة والذين يهربون من المجاعات والحالات الاقتصادية الصعبة أملاً في كسب لقمة العيش.
المعاناة تبدأ فور وصولهم إلى المملكة حيث يصطدمون بواقع أليم يتمثل في نظام الكفالة الذي يجعل من صاحب العمل متسلطاً على العامل المهاجر حيث يجبره على العمل لمدة ساعات طويلة.
علاوة عن العمل في درجة حرارة تصل إلى 40 درجة مئوية وبعد ذلك كله يتم تأخير الرواتب عنهم ولا يملكون أي مقاومات للدفاع عن أنفسهم ونيل حقوقهم في المملكة الغنية بالنفط.
مؤخراً نفذت السلطات الأمنية في المملكة حملة اعتقالات واسعة مست العمال الأجانب وعلى الأخص الأفارقة منهم.. فكيف تقوم باستهدافهم ولماذا تنكل بهؤلاء المساكين؟.
استهداف العمال
أدت الحملة التي شنتها القوات الأمنية إلى اعتقال 19,662 شخصًا في غضون بضعة أيام فقط؛ من بينهم 15,200 أجنبي، من 24 أبريل إلى 1 مايو، كان هناك 12,436 حالة اعتقال بسبب الإقامة، و4,464 بسبب خروقات أمن الحدود، و2,762 بسبب انتهاكات قانون العمل، بحسب منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان.
كما استهدفت تلك الحملة بشكل خاص المواطنين الإثيوبيين، مما أدى إلى احتجاز وترحيل عشرات الآلاف من المهاجرين في ظروف قاسية، وقد أفاد المحتجزون عن حجزهم في أماكن شديدة الاكتظاظ، مع نقص الرعاية الطبية، ونقص الغذاء والماء في مراكز الاحتجاز.
من جهة أخرى كشفت منظمات حقوقية أن تلك الظروف أدت إلى العديد من الانتهاكات لحقوق الإنسان، بما في ذلك حالات التعذيب والوفيات داخل هذه المراكز، وسط تكتيم إعلامي سعودي.
انتهاكات بالجملة
تطرقت منظمات حقوقية إلى الصراع المستمر وعدم الاستقرار في دولة إثيوبيا، خاصة في مناطق مثل تيغراي، وهو ما دفع الكثيرين إلى اللجوء إلى السعودية رغم المخاطر.
لكن المهاجرين يواجه الاستغلال والانتهاكات خلال رحلتهم عبر اليمن، وغالبًا ما يقعون ضحايا للمهربين والمتاجرين بالبشر الذين يستغلون ظروفهم اليائسة، لكنه لن يكون أسوأ من الوقوع في يد حرس الحدود السعودي.
كشفت منظمة هيومن رايتس ووتش أنه في يونيو 2022 قامت القوات السعودية على الحدود بقتل طالبي اللجوء الإثيوبيين على الحدود السعودية اليمنية وأطلقوا النار عليهم رجالا ونساءا بشكل جماعي.
الخلاصة أن ما تفعله السعودية في حق العمال يرتقي إلى مرتبة جرائم ضد الإنسانية ويجب محاسبة السعودية ومسؤوليها وعلى رأسهم ولي العهد محمد بن سلمان.
اقرأ أيضًا : لا عفو ولا تسامح.. كيف تسعى السعودية لتنفيذ أكبر قدر من أحكام الإعدام؟
اضف تعليقا