قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إنها اطلعت على تقرير مروع كشف واقع مرير ومأساوي للعمال المهاجرين المشاركين في بناء مشروع نيوم حيث ينتشر الضرب والتعذيب والقتل والاغتصاب الجماعي والانتحار.
المشروع الذي تبلغ تكلفته أكثر من تريليون دولار، يضم أكثر من 100 ألف عامل، معظمهم من دول مثل باكستان وبنغلاديش، يعيشون في معسكرات “كابوسية” ينتشر فيها الجريمة وتعاطي المخدرات، حيث كشف التقرير المروع أن الموظفين قاموا بتهريب الخمور إلى المخيم، وتتم باستمرار مشاجرات جماعية مع حراس الأمن تنتهي معظم الأوقات بكارثة.
في إحدى الحالات المروعة، ذكر التقرير أن أحد العمال قطع شرايين معصمه بعد أن اشتكى من عدم حصوله على أجره، كما وقعت وفيات متعددة في موقع المشروع، أكده تقرير لإحدى الشركات البريطانية التي قالت إنها لم تجد “دليلاً” على أي إجراءات سلامة في المشروع الذي تبلغ تكلفته عدة مليارات من الدولارات.
يُعد مشروع نيوم المشروع المفضل لولي العهد الأمير محمد بن سلمان منذ إطلاقه عام 2017، ويشكل جزءًا من مشروع السعودية 2030 – خطة الدولة البترولية لتنويع اقتصادها والابتعاد عن الاعتماد على الوقود الأحفوري.
وبالرغم من وجود استنتاجات ذات قيمة حول الفوائد التي سيدرها هذا المشروع على البلاد فور اكتماله، إلا أن عملية اكتماله في حد ذاتها مشكوك فيها، إذ تعاني الخطة “الطموحة” من الفشل التنظيمي والأهداف غير القابلة للتحقيق حيث اعترفت الشركة مؤخرًا بأن مشروع “ذا لاين” -وهو مشروع داخلي في نيوم الأم- لن يكتمل قبل 50 عامًا.
يُذكر أنهفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تم فصل الرئيس التنفيذي لشركة نيوم، نظمي النصر، بعد أن هدد بدفن عامل في الصحراء.
إضافة إلى ذلك، توفي نحو 21 ألف عامل في السنوات الثماني الماضية، والآن كشفت السجلات التي سجلتها العيادة الطبية في الموقع عن قصص مروعة من داخل معسكرات المهاجرين، على سبيل المثال، في عام 2023، اندلعت انتفاضة عنيفة احتجاجًا على جودة الطعام الذي يتم تقديمه، حيث قام العمال بإلقاء الأواني وصواني التقديم على الطهاة، وفي نفس العام، عولج عامل من جرعة زائدة من المخدرات واكتشف الموظفون أن تاجرًا يبيع الميثامفيتامين في المخيم.
في أسوأ حوادث السجلات، كانت هناك حالات اغتصاب جماعي وانتحار وحتى قتل بين العمال، لكن تم حجب التفاصيل عن النشر حتى الآن لظروف تتعلق بسلامة أصحاب الشهادات.
في الوقت نفسه، ذكرت صحيفة ذا صن أن شركة سيركو البريطانية التي تقدم خدمات للحكومة قدمت تقييمًا مدمرًا لمعايير السلامة في عام 2022 حيث ادعت أنه “لا يوجد دليل على وجود خطة طوارئ استراتيجية متماسكة واحدة تغطي نيوم بالكامل”.
في عام 2023، توفي عمال في مجموعة متنوعة من الحوادث المميتة، بما في ذلك رجل قُتل أثناء التعامل مع المتفجرات وآخر سُحق عندما اصطدمت به ناقلة نفط.
وبحسب ما ورد عملت نيوم على تحسين معايير السلامة، لكن أحد الموظفين وصف مكان العمل بأنه “الغرب المتوحش”، في إشارة إلى أن وحشية الظروف التي يتميز بها المشروع الذي يقع غرب المملكة.
للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا
اضف تعليقا