تعمدت الجماعات الاستيطانية اليهودية المتطرفة رفع وتيرة اقتحامات المسجد الأقصى في البلدة القديمة من القدس المحتلة، تزامنًا مع عيد العرش اليهودي وإغلاق المدينة بالكامل لمدة 11 يومًا، وفرض طوق أمني على الضفة الغربية وقطاع غزة، وهو ما رفع حدة التوتر والأجواء المشحونة خاصة في المدينة المقدسة ومحيط المسجد الأقصى.
ونفذ المستوطنون اليهود اقتحاماتهم للمسجد وهم يرتدون الزي اليهودي التلمودي تحت حماية شرطة الاحتلال وقواتها الخاصة وفرقة التدخل السريع. وحاولوا بين الفينة والأخرى تأدية صلواتهم داخل المسجد وسط شرح من قبل دليل سياحي يهودي يتحدث لهم عن «الهيكل» المزعوم أسفل المسجد الأقصى حسب الرواية اليهودية المزعومة.
وخلال الاقتحامات تولى المصلون وحراس المسجد مراقبة المستوطنين ومتابعة تحركاتهم، رغم الإجراءات الإسرائيلية على البوابات الخارجية للمسجد من تفتيش واحتجاز بطاقات هوية، في محاولة لمنع الدخول إلى المسجد وتقييد تحركات المصلين لتوفير الحماية للمستوطنين.
وكثفت منظمات الهيكل اليهودية المتطرفة دعوة أنصارها بشكل خاص وكافة المستوطنين عامة إلى المشاركة الواسعة في اقتحامات الأقصى تزامنا مع بدء عيد المظلة أو «العُرش» اليهودي الذي يستمر لعشرة أيام، وزعمت وجود تفاهمات مع شرطة الاحتلال التي تعهدت بتسهيل اقتحامات المسجد وتفريغه من المصلين المسلمين.
من جهتها ناشدت الهيئات الإسلامية في القدس كافة الفلسطينيين الذين يستطيعون الوصول إلى المدينة شد الرحال إلى الأقصى والوجود المكثف خلال الأيام المقبلة للتصدي لمخططات المستوطنين باستباحة المسجد.
ونظم المستوطنون مسيرتهم التقليدية في الأعياد اليهودية داخل أسوار البلدة القديمة مخترقين أسواق المدينة. وأجبرت سلطات الاحتلال العديد من أصحاب المحال التجارية على إغلاق أبوابها بحجة الحد من الاحتكاك مع المتطرفين اليهود. ورغم هذه الذرائع فإن المتطرفين اليهود يتعمدون تخريب ممتلكات الفلسطينيين أينما ساروا خلال المسيرة وممارسة العربدة في شوارع البلدة القديمة، تحت مسمع ومرأى شرطة الاحتلال التي لا يحرك أفرادها ساكنًا.
وعززت قوات الاحتلال وجودها في القدس وعلى الحواجز العسكرية المنتشرة على مداخلها، ونشرت المزيد من أفراد الشرطة وحرس الحدود التابع لها في كافة أرجاء المدينة وأزقة البلدة القديمة لتوفير الحماية للمستوطنين، وتحسبًا لعمليات فدائية خلال الأعياد اليهودية.
اضف تعليقا