منذ ما يقرب من 8 سنوات قررت المملكة العربية السعودية بقيادة وزير الدفاع آنذاك وولي العهد الحالي محمد بن سلمان اجتياح الأراضي اليمنية بحجة القضاء على الإرهاب بمساعدة دولة الإمارات.
ظن محور الشر “السعودية والإمارات” أنهم قادرون على اجتثاث جماعة أنصار الحوثي في أيام كما صرح ولي العهد السعودي لكن ذلك استمر لسنوات طويلة ذاقت فيها المملكة مرارة الهزيمة.
لم تنل القوات السعودية والإمارات إلا من المدنيين حيث قامت بحصارهم وقصفهم فخلفت ورائها صرعى ومصابين بعيداً عن من مات جوعاً بسبب ظروف الحرب والحصار وتشريد الملايين.
وبعد تلك الفترة الطويلة تسعى المملكة العربية السعودية للخروج من هذا المأزق عبر التوصل لاتفاق مع إيران الدولة الداعمة لميليشيا أنصار الحوثي بالتزامن مع تصاعد الخلاف مع دولة الإمارات.
بن سلمان بين نارين
تكبدت السعودية خسائر بالمليارات في حربها على اليمن التي بدأت بالهجوم الضاري وانتهت بالدفاع بل بطلب الهدنة وهو اعتراف ضمني بالخسارة من قبل سلطات بن سلمان.
لذلك سعى ولي العهد لإعادة العلاقات مع العدو اللدود الذي يدعم جماعة أنصار الله الحوثي “دولة إيران” وهو ما وضع ابن الملك المدلل في ورطة خاصة أن الولايات المتحدة الأمريكية ترفض فكرة التقارب الإيراني السعودي.
يخشى ولي العهد أن يمضي قدماً في اتفاقه مع دولة إيران ويغضب الولايات المتحدة الأمريكية التي توفر له الحماية وكذلك يخشى أن يتراجع عن ذلك ويستمر قصف الحوثيين الذي يهدد المملكة.
تخريب الإمارات
يسعى محمد بن سلمان لإبرام ذلك الاتفاق في الوقت الذي يتصاعد فيه الخلاف مع حليف الأمس محمد بن زايد الرئيس الإماراتي بسبب النفوذ الاقتصادي والزعامة الإقليمية التي يسعى إليها كل منهما.
لكن الملف اليمني كان هو السبب الأبرز في ذلك الخلاف حيث يسعى بن سلمان لإنهاء الحرب لكن محمد بن زايد يقوم بتخريب ذلك عبر المرتزقة ودعم المجلس الانتقالي الجنوبي والذي يدعو للانفصال.
الأمر الذي طفى على السطح في الآونة الأخيرة وباتت الإمارات تضع السعودية في حرج دائم كلما طال زمن الحرب وتأجل الاتفاق السعودي الإيراني وبذلك تستغل الإمارات الفرصة وتتوغل أكثر وتسيطر على الأراضي اليمنية.
الخلاصة أن السعودية تسعى للخروج من أزمة الحرب اليمنية التي بدأتها منذ 8 سنوات لكنها في حيرة لأن ذلك سيغضب الولايات المتحدة الأمريكية في الوقت الذي تخرب فيه الإمارات ذلك الاتفاق وتسيطر على الأراضي اليمنية وتمد في أمد الحرب.
اضف تعليقا