قال الأمير “هشام بن محمد العلوي”، ابن عم العاهل المغربي “محمد السادس”، إن الثورة المضادة في العالم العربي انبثقت من نخب النظام القديم وغيرها من بقايا النظام الاستبدادي بقيادة الرياض وأبوظبي لمناهضة الربيع العربي والانتقال نحو الديمقراطية.
وأضاف “العلوي”: “الثورة المضادة خلقت قوى سياسية عمدت إلى تعطيل الانتفاضات الراغبة في الحرية والديمقراطية”.
ومنعت السلطات التونسية الأمير “هشام العلوي” من دخول البلاد للمشاركة في ندوة من تنظيم “لوموند دبلوماتيك” حول “المغرب العربي في زمن الشعوبية”.
وأوضح أن تونس ظلت لفترة “الاستثناء العربي الوحيد فيما يتعلق بمواجهة الثورة المضادة، لكنها شهدت مؤخرا ظهورا لافتا للثورة المضادة في صيغة شعبوية أدت إلى تراجع الديمقراطية”
وتابع: “هذا يمثل تحديا خطيرا، سواء من حيث نوعية التهديد الشعبوي أو صحة ومسار الديمقراطية التونسية”
وقال إن تونس كانت هي البلد الوحيد في العالم العربي الذي شهد انفراجا ديمقراطيا خلال الربيع العربي.
وفي إشارة إلى الرئيس “قيس سعيد”، قال الأمير إن خطر الشعبوية التي تواجه تونس والدول الأخرى اليوم مختلف، موضحا أن الشعبوية هي أيديولوجية تمجد نوعا معينا من السلطة.
وأضاف إنها عمودية البناء متجسدة في شخصية معينة، فهي تتمحور حول القادة الكاريزماتيين الذين يدعون أنهم يجسدون إرادة الجماهير. شعبوية تركز على النخبة وتغازل المجتمع بوعود استعادة أمجاد الماضي”.
وأكد الأمير أن العالم يشهد معركة ضد الشعبوية التي تستفيد من المؤسسات للوصول الى السلطة ثم لا تحترم هذه المؤسسات اعتقادا منها أن الحق بجانبها.
ورأى أن العالم يناضل من أجل الديمقراطية في وجه موجة الشعبوية، مشيرا إلى “هناك عاملاً آخر أكثر أهمية يحدد مستقبل الديمقراطية العربية. هذا العامل هو تونس وتطورها السياسي المستمر”
وتابع “في السابق، لم تكن تونس تعتبر دولة قوية من شأنها أن تؤثر على التوازن بين معظم الدول العربية الأخرى، لكن تونس الآن هي في طليعة العالم العربي ويمكنها أن تجعل الكفة تميل إلى الديمقراطية على وجه التحديد لأنها في قلب المعركة ضد ما هو استبدادي”.
اضف تعليقا