أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الولايات المتحدة ستبدأ في إسقاط المساعدات الإنسانية جوًا على غزة في الأيام القليلة المقبلة، في أعقاب تحذيرات الأمم المتحدة من تفاقم المجاعة في القطاع المحاصر، خاصة بعد أن فتحت القوات الإسرائيلية النار على آلاف المدنيين أثناء تجمعهم للحصول على مساعدات غذائية.

تصريح بايدن الجمعة الماضية يثبت أنه فشل في إقناع إسرائيل بتنسيق جهود وصول المساعدات الإنسانية والإغاثة عبر البر، تاركًا الأمر لعمليات الإنزال الجوي التي تعتبر طريقة عملية نوعًا ما، ولكنها غير فعالة لتوصيل المساعدات بسبب الاستهداف الإسرائيلي للمدنيين أثناء تواجدهم للحصول على تلك المساعدات، أو لغرق جزء كبير منها في البحار أثناء عملية الإنزال.

في هذا السياق، أكدت الجماعات الحقوقية أن قرار لا يمثل أكثر من مجرد لفتة إنسانية لكنها غير كافية، إذ أنها تؤكد أن بايدن وإدارته قرروا الإحجام عن استخدام النفوذ الأمريكي لإجبار إسرائيل على أن تكون أكثر تعاونا في تقديم المساعدات الإنسانية.

وقالت منظمة الإغاثة التابعة للجنة الإنقاذ الدولية: “إن الإنزال الجوي ليس الحل لوضع حد لهذه المعاناة الإنسانية، ويصرف الوقت والجهد عن الحلول المثبتة للمساعدة على نطاق واسع… يجب أن يكون التركيز الدبلوماسي كله على ضمان قيام إسرائيل برفع حصارها عن غزة”.

من جانبه، قال بايدن، أثناء إعلانه عن هذه العملية في البيت الأبيض خلال اجتماع مع رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني: “إن الخسائر في الأرواح أمر مفجع… الناس يائسون للغاية لدرجة أن الأبرياء وقعوا في حرب رهيبة غير قادرين على إطعام أسرهم، وقد رأيت رد الفعل عندما حاولوا الحصول على المساعدات”.

وأضاف بايدن: “نحن بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد والولايات المتحدة ستفعل المزيد… في الأيام المقبلة، سننضم إلى أصدقائنا في الأردن وغيرهم في تقديم عمليات إنزال جوي لأغذية وإمدادات إضافية إلى غزة”.

الجدير بالذكر أنه على مدار الأيام القليلة الماضية قامت القوات الجوية الأردنية والفرنسية بعمليات إنزال جوي للمساعدات في غزة، إنها طريقة مكلفة للغاية وغير خاضعة للرقابة لتوزيع المواد الغذائية في خضم الأزمة، ولكن وصول شاحنات الغذاء كان محدودًا وأقل بكثير من التوقعات والاحتياجات الأساسية، إذ لا تزال مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات عالقة على حدود غزة ممنوعة من الدخول بسبب التهديدات الإسرائيلية.

في سياق متصل، وردت أنباء عن مقتل 112 شخصا على الأقل يوم الخميس على مشارف مدينة غزة حيث تجمع حشد لاستقبال قافلة مساعدات، لكن القوات الإسرائيلية فتحت النار على الحشد واستهدفت المدنيين المتواجدين هناك.

في تبريرها لهذا الاستهداف، قالت القوات الإسرائيلية إنها أطلقت النار على “عدد صغير” من الفلسطينيين بعد قيامهم بتهديد الجنود خلال عملية التدافع.

يحاول بايدن وإدارته منذ أشهر دون جدوى إقناع بنيامين نتنياهو بالسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة، لكن الرئيس اختار حتى الآن عدم استخدام النفوذ القوي الذي تتمتع به الولايات المتحدة على إسرائيل، والضغط عليها دبلوماسيًا أو عبر ورقة الأسلحة المقدمة لها.

وقال بريان فينوكين، وهو وزير سابق في الولايات المتحدة: “إذا تجاهلت حكومة الولايات المتحدة استخدام أي نفوذ حقيقي لإنهاء الحرب في غزة، فلن تجد أمامها سوى حلول غير كافية مثل هذه لمحاولة معالجة الكارثة الإنسانية المتصاعدة في غزة”، فيما قال روبرت فورد، سفير الولايات المتحدة السابق في الجزائر وسوريا، إن “الإجبار على تنفيذ عمليات إنزال جوي على غزة كان أسوأ إذلال من جانب إسرائيل للولايات المتحدة الأمريكية رأيته على الإطلاق”.

 

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا