لم يكن محمد بن زايد يشعر بخطورة دعاة الديمقراطية والحرية حتى اندلعت ثورات الربيع العربي وقد أحس عندئذ أنها تهدد عرشه الاستبدادي و دولة اللاقانون التي فرضها على الشعب الإماراتي.
هنا بدأ يحارب الشعوب ويسعى لسلب حريتها وقام بدعم الانقلابيين في البلاد العربية مثل مصر وليبيا ودعم المرتزقة مثل السودان واختص بالحرب الإعلامية والتشويه جماعة الإخوان المسلمين التي كانت جزءاً من هذه الأحداث التي طالبت بالديمقراطية للشعوب.
حاول محمد بن زايد مطاردة “الإسلام السياسي” وقام بالتحريض عليه وضخ الأموال لجماعات الضغط والأحزاب المتطرفة في كل مكان ولا سيما أوروبا التي يظهر فيها بعض الشخصيات العداء للمهاجرين وخاصة المسلمين منهم.
كما كشفت تقارير أن محمد بن زايد استخدمت شركة استخباراتية تدعى ألب سيرفس للتحريض على 1000 شخصية في أوروبا بداعي أنهم من الإخوان المسلمين كما أنها استغلت ذلك للتحريض على دولة قطر.
نجوم السماء
كشفت وثائق سرية عن استهداف الإمارات لعدد من الأشخاص والمؤسسات الإعلامية في أوروبا بداعي أن هؤلاء الأشخاص ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين فقامت بتشويه صورتهم وتعطيل حساباتهم والضغط على بعضهم للانسحاب من ميدان عمله كما حدث مع المغنية الشهيرة منال ابتسام.
لكن الجزء الثاني من تلك الوثائق كشف عن عملية تدعى نجوم السماء وهي ترمز إلى نجوم عمل الاتحاد الأوروبي وهي عملية تمت في بروكسل للضغط من أجل تعطيل أنشطة دولة قطر ومهاجمتها في أوروبا.
في 17 أكتوبر عام 2018 اجتمع ماريو بريرو رئيس شركة ألب سيرفيس السويسرية مع الضابط الإماراتي صاحب الاسم المستعار “مطر” واتفقا على قيادة حرب إعلامية على دولة قطر في أوروبا بداعي أنها تمويل جماعة الإخوان المسلمين.
رصد العميلان 450 ألف يورو كميزانية شهرية للقيام بهذا العمل وقام بريرو بإعداد قائمة لجماعات الضغط التي ادعى أنها تعمل لصالح قطر في الاتحاد الأوروبي وتم تسليمها لمخابرات دولة استبدادية واستغل في ذلك تحريض بعض الجماعات والشخصيات المتطرفة في أوروبا.
لماذا قطر؟
بريرو رئيس الشركة السويسرية اتضح أنه كان يخدع الإمارات حيث أعد قائمة غير موثوقة ولا يمت أغلبها لدولة قطر أو حتى جماعة الإخوان بصلة سوى أنه قام بحيازة أموال طائلة من وراء تلك العملية ولكن يبقى السؤال لماذا تهاجم الإمارات قطر بكل ضراوة؟!.
الإجابة تكمن في اتجاه وطبيعة الدولتين فالإمارات قامت بإعلان الحرب على ثورات الربيع العربي منذ اللحظة الأولى استغل الأحداث وقامت بتأجيج صراعات وأعلنت الحرب على دولة عربية وهي اليمن كما حاضرت قطر نفسها بالتعاون مع عدد من الدول العربية.
أما قطر فقامت بالتضامن مع حق الشعوب في نيل حريتها وسعت إلى التهدئة في المنطقة العربية والشرق الأوسط ككل، قطر حققت نجاحات لم تقبلها الإمارات التي ترى في نفسها رائدة في المنطقة لكن الريادة لا تأتي عبر المؤامرات والمكائد وجماعات الضغط وتأجيج الصراعات وإشعال الأزمات.. الريادة تأتي عبر تحقيق انجازات حقيقية اقتصادية ودبلوماسية وتلك لا تشترى بالمال.
اقرأ أيضًا : انتعاش الطلب على العقارات الفاخرة في دبي.. إنجاز حكومي أم غسيل أموال؟
اضف تعليقا