سعت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى تخريب الدول المجاورة في المنطقة العربية والشرق الأوسط، واستخدمت في ذلك كل الطرق الملتوية ودعمت الفصائل المتمردة بالمال والعتاد والسلاح والجنود.

وقد يصعب على دولة صغيرة بحجم الإمارات أن تكون مصدر لكل هذا الكم من الصراعات بالنسبة للقوة البشرية، لكنها امتلك المال التي استطاعت أن تستجلب به عدداً كبيراً من المرتزقة من مختلف دول العالم، وعلى رأسها اليمن والسودان وباكستان.

ثم زجت بهم من أجل زعزعة استقرار بعض الدول العربية كاليمن وليبيا التي دعمت فيها الإنشقاقي خليفة حفتر الذي ارتكب جرائم حرب بحق الشعب الليبي، لكن الإمارات مع قدرتها المالية على استجلاب المرتزقة من دول مختلفة إلا أنها فشلت حتى في إداراتهم و تدريبهم وتوزيعهم بالشكل المطلوب.

ولذلك سعت الإدارة الإماراتية إلى الإستعانة في تدريب المرتزقة بعسكريين ذوي خبرة كبيرة في المجال الأمني والإستراتيجي، ما دفعها إلى بناء جيش من المرتزقة الأمريكيين تحت مسمى “خبير استراتيجي” وهو ما كشفت عنه صحف عالمية مؤخراً.. فكيف بنت الإمارات هذا الجيش من المرتزقة؟ وما هو دوره؟!.

مرتزقة أم خبير استراتيجي؟! 

تحدثت صحيفة “واشنطن بوست” عن ماهية عمل الجنود الأمريكان المتقاعدين بالإمارات، فقد كشفت أنهم يعملون في مراتب عالية داخل الجيش الإماراتي نفسه والذي يعد نسبة الأجانب فيه ما يقرب من 40% من إجمالي القوات.

كما كشفت الصحيفة من خلال وثائق سرية أن الإمارات وظفت أمريكيين في كل إدارة من إداراتها العسكرية كمستشاريين وطيارين مدربين ومشغلي طائرات بدون طيار وخبراء دفاع صاروخي، علاوة عن سلاح المدفعية والتخصص في الرادارات ومستشارين للأمن السيبراني.

ولفتت “واشنطن بوست” أن إجمالي من عمل في تلك الإدارات العسكرية حصل على رواتب كبيرة ومعظمهم من قدامى المحاربين في الجيش الأمريكي، ويتم استجلابهم بعد إغرائهم بالمال عن طريق شركات في الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية.

ولعل أكثر الشخصيات التي تسببت في تسليط الضوء على دور الضباط الأمريكان داخل الجيش الإماراتي هو مقدم متقاعد يدعى ستيفن توماجان ويعمل قائد وحدة طيران العمليات الخاصة الإماراتية “المجموعة 18” ويطلق عليه الإماراتيين لقب سعادة اللواء الركن وظهر أكثر من مرة وهو يرتدي الزي العسكري الإماراتي، فهل يعد توماجان في هذه الحالة خبير استراتيجي أم مرتزق؟!.

إسبرطة الصغيرة

أثار ظهور “توماجان” بالبدلة العسكرية الإماراتية لغط كبيراً حتى تحدثت عنه الناطقة باسم الجيش الأمريكي “سينثيا سميث” متهمة إياه بانتهاك القانون الأمريكي ولقبوه لقباً أجنبياً وارتداء رتبة عسكرية بالجيش الإماراتي، لكن الأخير أعلن أنه لم يحلف القسم للدولة الخليجية.

توماجان ليس وحده الذي فعل ذلك، بل فعلها وزير الدفاع السابق جيم ماتيس الذي أطلق على الإمارات اسم إسبرطة الصغيرة فقد قام بالتقدم بطلب للحصول على تفويض فيدرالي عام 2015 للعمل كخبير استراتيجي.

وبالرغم من أنه لم يعمل مع حكومة الإمارات وعاد للعمل كوزير دفاع بإدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلا أن بعد الوثائق المسربة أكدت أنه أعطى نصائح للحكومة الإماراتية في الجوانب التشغيلية والتكتيكية والإعلامية بالعمليات العسكرية.

الخلاصة أن الإمارات بنت جيشاً من المرتزقة الأمريكيين من أجل تشغيل آلياتها العسكرية التي تستخدمها في زعزعة الأنظمة المجاورة وفي تخريب المنطقة .

اقرأ أيضاً : دبي .. منتجعات بُنيت بأموال مشبوهة وضمت أخطر العصابات