في خطوة مثيرة للجدل، كشفت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، عبر صور أقمار صناعية حديثة، عن إنشاء مهبط طائرات جديد في جزيرة عبد الكوري النائية باليمن.
هذا المشروع، الذي تشير الدلائل إلى أن الإمارات تقف خلفه، يثير تساؤلات حول النوايا الحقيقية لوجودها في اليمن، فمنذ بداية الحرب، طالما بررت الإمارات تدخلها بذرائع إنسانية ودعم الحكومة الشرعية، لكن الممارسات على الأرض تكشف عن أهداف عسكرية وجيوسياسية تسعى من خلالها لترسيخ نفوذها الإقليمي، مستغلة الأوضاع الهشة التي تعيشها اليمن
الصور الملتقطة من قبل شركة “بلانيت لابز” تظهر مهبطًا بطول 2.4 كيلومتر وعرض 45 مترًا، على وشك الاكتمال، هذا المهبط، الذي يُعتقد أنه سيُستخدم لعمليات عسكرية ورصد الممرات البحرية الحيوية، يعكس رغبة الإمارات في فرض سيطرتها على الطرق الاستراتيجية، لا سيما مع تصاعد الهجمات الحوثية وازدياد عمليات تهريب الأسلحة في المنطقة.
الجزيرة، التي تعد جزءًا من أرخبيل سقطرى، تتميز بموقع استراتيجي يتيح مراقبة خليج عدن والمحيط الهندي، ما يجعلها نقطة محورية في أي صراع إقليمي مستقبلي.
استغلال السيادة اليمنية
رغم أن الإمارات تبرر وجودها في اليمن بأنها تسعى إلى “تعزيز الأمن والاستقرار”، فإنها تواجه اتهامات متكررة من الحوثيين وجماعات يمنية أخرى بمحاولة استعمار الأراضي اليمنية.
بيان رسمي إماراتي أكد دعمها للمساعي الدولية لتحقيق السلام، لكن التحركات العسكرية على الأرض تناقض تلك التصريحات، ما يثير شكوكا حول أجندتها الحقيقية.
التواجد الإماراتي في جزيرة عبد الكوري يُعتبر انتهاكًا للسيادة اليمنية، ويعكس طموحًا إماراتيًا لتوسيع نفوذها العسكري على حساب استقرار اليمن، المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيًا، يسيطر على الأرخبيل ويدفع باتجاه تقسيم اليمن، ما يعمّق الأزمة السياسية ويزيد من تعقيد الحلول السلمية.
خطة بن زايد الخبيثة
التحليلات تشير إلى أن المهبط قد يُستخدم كنقطة انطلاق لعمليات عسكرية ومراقبة تهريب الأسلحة عبر البحر، ما يُنذر بتصعيد التوترات الإقليمية، في ظل هذا السياق، تبدو الإمارات وكأنها تدفع باتجاه عودة الحرب إلى الواجهة، خاصة مع استمرار الدعم الإيراني للحوثيين واعتراض شحنات أسلحة كانت موجهة لهم.
الباحث وولف كريستيان بايس يرى أن هذه التحركات قد تؤدي إلى تصعيد جديد، حيث تعتمد الأطراف المتصارعة على الحرب لتحقيق مكاسبها جزيرة عبد الكوري، التي لعبت دورًا استراتيجيًا خلال الحرب الباردة، تعود مجددًا إلى دائرة الصراع
ولكن هذه المرة بأدوات وفاعلين مختلفين، الإمارات، التي تطمح للهيمنة على الممرات البحرية، تواجه تحديات كبيرة بسبب المعارضة المحلية والإقليمية.
الخلاصة أن الوضع الحالي يشير إلى أن التوترات في اليمن لن تهدأ قريبًا، خاصة مع استمرار الأطراف الخارجية في التدخل لتحقيق مصالحها الخاصة، وعلى رأسها دولة الإمارات التي تطمح للسيطرة على البحر الأحمر على حساب الجزر اليمنية.
اضف تعليقا