وقعت الإمارات اتفاقاً مع سلطات طالبان في أفغانستان لتقديم خدمات المساعدة الأرضية في 3 مطارات أفغانية هما كابل وقندهار وهرات وهو ما احتفت به الإمارات وإعلامها وحتى مسئوليها كوزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش الذي قال عنه ” فوز مستحق” خاصة أن الإمارات حظيت بالاتفاق التي حاولت تبرهم كل من قطر وتركيا، كما نسب الوزير إبرام الاتفاق إلى قدرات وكفاءة متقدمة في مجال تنظيم وسلامة الطيران المدني.

 

وفي ذات السياق وبصيغة المكايدة احتفي الإماراتي عبد الخالق عبد الله بالاتفاق مضيفا أنه جرى بعد “فشل مفاوضات مع إئتلاف شركات تركية وقطرية” مرجعا إتمام الاتفاق إلى ما وصفه بأن “مصداقية الامارات والثقة في مهنية شركاتها العابرة للقارات وتجاوز الاعتبارات السياسية” هي سبب نجاحها.  

 

للوهلة الأولى ومن خلال تلك التصريحات التي أبدت احتفاءا مبالغا فيه بالاتفاق نعتقد أن إدارة المطارات قد سلمت بشكل كامل للإمارات، لكن هذا ما نفته الأوساط الإعلامية لحركة طالبان التي أكدت أن العقد يقتصر فقط على المناولة والخدمات الأرضية أو بمعنى آخر “العتالة” بالمطارات على عكس ما يروج له الإعلام الإماراتي والأبواق الإماراتية فلماذا تقبل الإمارات بمثل هذا العقد؟ ولأي سبب تم الاحتفاء المبالغ فيه بالفوز بالاتفاق؟!

 

أعمال العتالة 

في الوقت التي احتفت فيه الهيئة العامة للطيران المدني بتوقيع الاتفاق مع حركة طالبان من أجل تشغيل المطارات الأفغانية الثلاثة قال مسئول إماراتي من الهيئة أن بلاده سوف تلعب دوراً رئيساً في إعادة تأهيل المطارات الأفغانية ولا سيما التي تتدهور منها بسبب هروب تابعي الحكومة الأفغانية السابقة مع سيطرة الحركة على كامل الأراضي الأفغانية في العام الماضي.

 لكن “حميد الله أخوندزاده” وزير النقل والطيران المدني بحكومة طالبان أكد على أن العقد الحالي مخصص فقط لتقديم خدمات المناولة الأرضية أو بمعنى آخر “أعمال العتالة” وليس للطيران المدني الإماراتي أي دخل بإدارة المطارات أو بتأمين المطارات وهي النقطة التي تسببت بوصول المفاوضات بين طالبان من جهة وتركيا وقطر كل منهم من جهة أخرى إلى طريق مسدود حيث تريد تركيا وقطر تولي الأمن في المطارات أو على الأقل يكون لها رأي في ذلك.. وبالتالي فإن الإمارات اختارت أن تضع قدم في أفغانستان وفق شروط رفضها الجانبين التركي والقطري. 

 

قدماً للتجسس 

كان قبول الإمارات لهذا الدور السطحي والتضخيم الإعلامي للاتفاق وإظهاره تلفيقا بأنه إدارة كاملة للمطارات مثار تساؤلات، لكن وبحسب السوابق الإماراتية المماثلة فلم يكن الأمر إلا أن الإمارات تعمل على وضع قدم للتجسس على حركة طالبان من خلال العمل في المطارات ولو حتى عن طريق عقد للمناولة.

صحيفة فيزا التي مقرها كابول نشرت تقريراً ذكر أن 90 جندياً إسرائيلياً قد دخلوا كابول عام 2020، تحت حماية القوات الأفغانية وبمساعدة إماراتية، لذلك فقد ظهر جلياً أن أنشطة أبو ظبي في أفغانستان غرضها التجسس ولصالح دولة الاحتلال الإسرائيلي التي تخشى من عدو جديد ظهر على الساحة يبغضها، ولديه رفض وجودي لها. 

 إضافة لذلك فإن الإمارات راهنت في الفترة الأخيرة على نجاح الحكومة الأفغانية في السيطرة على الأوضاع ووجدت نفسها خاسرة بقدر خسارة الحكومة نفسها، لذا فهي تحاول التقرب من طالبان التي تربطهم علاقة متذبذبة معقدة منذ عام 1996 حين اعترفت بها الإمارات ثم تخلت عنها في أحداث 2001 ثم شاركت في الحرب عليها مع القوى العالمية والآن تحاول التقرب من جديد من خلال مساعدات وقروض مستغلة انهيار الاقتصاد الأفغاني لمحاولة سد الفراغ الاقتصادي والسياسي في أفغانستان.

 

اقرأ أيضاً : الإمارات توقع اتفاقاً مع طالبان بشأن تشغيل 5 مطارات.. ماذا تريد الإمارات من أفغانستان؟!