يعلم القاصي والداني، أن دولة الإمارات تدعم المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن وأنها من تقف خلفه وتموله وتحركه، ولعل هذا كان سبب الخلاف الرئيسي بين الإمارات والمملكة العربية السعودية التي تقود التحالف باليمن، بعد أن أحست الرياض بطعنة أبو ظبي في ظهرها من ناحية الجنوب اليمني.

غير أن الإمارات تبذل جهدها لنفي دعمها للانتقالي الجنوبي، وخاصة بعد وجود أي حركة تمرد أو انفصال في الجنوب، ولعل آخر هذه التحركات ما نفذه “الانتقالي” ليل السبت/الأحد تحت زعم ” الإدارة الذاتية” لمحافظات الجنوب، وهو ما رفضه 6 محافظات من أصل 8 موجودة في جنوب اليمن.

وفي هذا الإطار، زعم وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي “أنور قرقاش” رفض بلاده قرار المجلس الانتقالي الجنوبي باليمن إعلان الإدارة الذاتية بالمناطق الخاضعة لسيطرته.

قائلا: إن الإمارات تؤيد بيان التحالف العربي الذي تقوده السعودية بشأن الخطوة.

وكانت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، قد أعلنت مساء السبت من العاصمة الإماراتية أبوظبي، حكما ذاتيا للمحافظات الجنوبية، وذلك بدعم إماراتي، غير أن التحالف العربي شدد في بيان الإثنين، على رفضه لخطوة الانتقالي، ودعا إلى تنفيذ اتفاق الرياض الموقع أواخر العام الماضي.

وفي تغريدات على حسابه بـ”تويتر”، قال “قراقاش” إن “بيان تحالف دعم الشرعية يأتي من حرص واضح على اليمن وعلى اتفاق الرياض والذي يمثل تطبيقه كاملا أساسا للعمل السياسي في المرحلة القادمة، الإحباط من التأخر في تطبيق الإتفاق لا يجب أن يكون سببا لتغيير الأوضاع من طرف واحد وثقتنا في حرص السعودية الشقيقة على تطبيق اتفاق الرياض مطلقة.

واتفاق الرياض رعته السعودية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ووقّعته الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، السلطة السياسية الأقوى في جنوب اليمن، ونصّ على تولي المجلس الانتقالي عددا من الوزارات في الحكومة اليمنية.

وتدعم الإمارات المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي، كما أنها عضو رئيسي في التحالف بقيادة السعودية الذي يقاتل جماعة الحوثي باليمن ويدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.

وأضاف “قرقاش” أن “تطبيق نص إتفاق الرياض والإلتزام بروحه عنوان المرحلة وحجر أساس في الرؤية الاقليمية و الدولية للحل السياسي في اليمن، وبيان التحالف يؤكد على ضرورة إلتزام كافة الأطراف بتنفيذ الإتفاق حرصا على تماسك الموقف السياسي و العسكري وتمهيدا لاستحقاقات المرحلة التالية”.

وتابع: “لن نجد أحرص من المملكة العربية السعودية الشقيقة علي اليمن ومن خلال قيادتها للتحالف سياسيا وعسكريا ندرك روح المسؤولية التي تضطلع بها في هذا الشأن، ولن تجد الإمارات شقيقا وجارا وحليفا بأصالة ومصداقية وحمية الرياض، علاقتنا راسخة ورؤيتنا لأمن واستقرار المنطقة واحدة”.

 

اقرأ أيضًا: لوفيجارو الفرنسية: انقلاب الجنوب اليمني .. حرب داخل حرب!