في جريمة جديدة في حق الإنسانية، كشفت منظمة حقوقية عن دور منظمة الهلال الأحمر الإماراتي بالتواطؤ مع ميليشيا “قسد” في اختفاء 36 طفلاً سورياً من مخيمات تديرها الإدارة الذاتية.
وكانت رئيسة منظمة “أوركيد” في سوريا ديلان كامل، قد أشارت إلى معلومات خطيرة عن مدى تورط ميليشيا “قسد” مع منظمة الهلال الأحمر الإماراتي في عملية اختفاء الأطفال السوريين من مخيمات تديرها الإدارة الذاتية، مرجحة تعرّضهم لعمليات تجارة أعضاء بشرية أو استغلالهم في قضايا أخرى.
وذلك وفق تغريدة نشرتها “ديلان كامل” عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، في 20 حزيران/ يوينو الجاري.
وأكدت “كامل”، في تغريدتها نشرتها على “تويتر”، أن الهلال الأحمر الإماراتي أقدم “في العام الفائت على نقل 36 طفلاً من المخيمات السورية إلى الإمارات ضمن برنامج كفالة اليتيم بعد أن تم إخضاعهم لفحوصات طبية شاملة بما فيها زمرة الدم والأنسجة”.
حيث قالت: “العام الماضي نقل الهلال الأحمر الإماراتي 36 طفل من المخيمات السورية إلى الإمارات ببرنامج كفالة اليتيم بعد أن تم إخضاعهم لفحوصات طبية شاملة بما فيها زمرة الدم والأنسجة نتواصل مع جهات إعلامية وحقوقية ودولية لمعرفة مصير الأطفال وأنا لا أستبعد أن يكونوا ضحية #تجارة_أعضاء_بشرية”.
وأضافت بأن المنظمة تتواصل مع جهات إعلامية وحقوقية ودولية لمعرفة مصير الأطفال، ولا تستبعد أن يكونوا “ضحية تجارة أعضاء بشرية” بحسب ما جاء في التغريدة.
وأوضحت “كامل”: إنها “ستفضح كل شيء وستنشر وثائق تثبت تورط الإدارة الذاتية وتواطؤها بعمليات سرقة الأطفال من المخيمات وبيعهم إلى منظمة الهلال الأحمر الإماراتي خلف ستار برنامج كفالة اليتيم وادعائهم أن هؤلاء الأطفال يعيشون حياة مرفهة في بيوت إماراتيين”.
وأردفت: “من يوم أمس بدأت تصلنا التهديدات عبر “الواتس آب” والإيميل والتويتر من شبيحة ومرتزقة شاهين جيلو وإلهام أحمد”.
وأفادت إن “بحوزتنا وثائق تدين الإدارة في عمليات بيع أطفال المخيمات لمنظمة الهلال الأحمر الإماراتي وبدأنا نتواصل رسمياً باسم منظمتنا مع هيئات دولية لمتابعة هذا الملف”.
ولفتت “كامل” إلى أن “أوركيد” تواصلت مع المدعوة “بخيتة فارس” المسؤولة عن المتطوعين الإماراتيين الموفدين إلى سوريا وشرحت له ممارسات مندوبهم، مشيرة إلى أن المسؤولة أبلغتهم “بأن لا علاقة لها بالتصرفات الفردية التي يقوم بها موظفو ومندوبو الهلال الأحمر الإماراتي في سوريا ثم قامت بحظر تلقي رسائلنا”.
وعن القضية المتعلقة بالأطفال، استكملت كامل قولها: “منذ حوالي شهرين بدأت تتكشف حقائق عملية بيع الأطفال وإخراجهم من المخيمات بطريقة مشبوهة، إثر فضيحة داخل مؤسسات الإدارة الذاتية والمسؤولين عن المخيمات، وتحديداً بعد التحقيق مع عدد من عناصر ypg الذين تورطوا بتهريب مقاتلين سعوديين وإماراتيين من سجن الحسكة”.
وأردفت “تسربت أخبار عن تورّط هؤلاء العناصر ببيع الأطفال للمدعو خالد خميس، الضابط الإماراتي المقرب من الإدارة الذاتية الكردية، والذي يقيم في القامشلي بصفة منسق الهلال الأحمر الإماراتي”.
وأشارت رئيسة أوركيد بأن المنظمة “حاولت الوصول إلى معلومات عن الأطفال الذين تم إخراجهم، وكان قسم من هؤلاء الأطفال (وعددهم 16) مدرجين على لوائح منظمتنا في مخيم الهول”.
وتابعت “أبلغتنا الإدارة الذاتية بشكل رسمي أنهم غادروا المخيم باتجاه الإمارات ضمن برنامج كفالة الأيتام، و قيل لنا إن هؤلاء الأطفال وصلوا إلى الإمارات ويعيشون حياة مرفهة في بيوت شيوخ وعائلات ميسورة (بوضعية التبني) وإن دولة الإمارات تكفلت برعايتهم وتعليمهم حتى سن 18 عاماً”.
واستكملت “تبين لنا وجود تضارب بالتصريحات والأقوال وغموض في ملف الأطفال، وتمكنا لاحقاً من الحصول على معلومات من قبل زملاء متعاونين معنا من داخل الإدارة الذاتية، حيث أبلغونا بأن الأطفال جرى بيعهم وليس إخراجهم كما قيل لنا ضمن برنامج كفالة اليتيم”.
وبعد العودة والتدقيق ومن ثم التواصل مع الهلال الأحمر الإماراتي، تقول كامل بأن الأخير “أنكر قصة برنامج كفالة اليتيم، أما الإدارة الذاتية فقد أرسلت إلينا كتاباً رسمياً يؤكد أن الأطفال غادروا الأراضي السورية بشكل رسمي عبر معبر سيمالكا الحدودي على دفعتين في برنامج إماراتي مخصص لكفالة الأيتام” .
وعبرت ديلان كامل عن مدى حجم المسؤولية وإصرار منظمتها على كشف مصير الأطفال بالرغم من كل التهديدات التي يتعرّضون له.
وقالت “لم نكن نعلم أن التقصي والبحث عن الحقيقة ومعرفة مصير الأطفال سيشكّلون مواجهة وتحدياً مع الإدارة الذاتية، لكننا أصرينا على طلبنا بمعرفة مصير هؤلاء الأطفال بعد انتشار الأخبار عن عمليات تبرع بالأعضاء البشرية مقابل مبالغ مالية يتقاضاها المتبرع من خالد خميس”.
وأضافت “الذي أخرج الأطفال من المخيمات وأرسلهم إلى الإمارات. تزامن ذلك مع فضيحة إخضاع الأطفال لفحوصات طبية للدم و الأنسجة في مخابر مجهزة في مدينة القامشلي ويعمل فيها متطوعون من الهلال الأحمر الإماراتي، وعلمنا بأن أحدهم ويدعى محمد رضا، أجنبي الجنسية وتبين لنا لاحقاً بأنه طبيب إيراني”.
اقرأ أيضاً: بعد إقرار “قانون قيصر” على النظام السوري .. توقعات بقطع ذراع الإمارات في سوريا
اضف تعليقا