تعمل الإمارات حاليًا على تعزيز علاقتها مع إيران وسط تقلبات سياسية كبيرة في المنطقة، حسب ما أشار إلى خبراء إيرانيون مع تحسن ملموس في العلاقة بين طهران وأبوظبي، وذلك في ظل خلافات إيران مع السعودية وهروبا من سياسات ولي عهدها “محمد بن سلمان”، وبالتوازي مع تقاربها مع إسرائيل.

يأتي ذلك مع إرسال أبوظبي مساعدات طبية إلى طهران على متن 4 طائرات، وإجراء وزير خارجيتها اتصالا هاتفيا مع نظيره الإيراني منتصف مارس/آذار الماضي، وهو ما يعتبره الخبراء تدليلاً على مساعي الإمارات لتحسين علاقاتها مع إيران.

وفي السياق ذاته، ولأول مرة منذ 6 أعوام قامت طهران باستضافة الاجتماع المشترك لخفر السواحل الإيراني والإمارتي، في يوليو/تموز 2019.

وحول ذلك أفاد رئيس مكتب الرئاسة الإيرانية “محمود واعظي”، مؤخرا، بأن الموقف الإماراتي في اليمن بدأ يتغيّر.

وأشار الخبير الإيراني في شؤون الشرق الأوسط “حسن هاني زاده” إلى إن الحصار المفروض على قطر منذ 4 سنوات، والسياسات التي تتبعها الإمارات في ليبيا وسوريا والعراق ولبنان، تسببت في فرض عزلة على أبوظبي.

وأضاف أن السياسات الخارجية للإمارات مرتبطة بالسعودية، وأن الخلافات التي ظهرت حول اليمن بين الرياض وأبوظبي، دفعت الأخيرة إلى نهج طريق مختلف عن الأولى؛ وذلك لأول مرة منذ سنوات.

وأكد الخبير الإيراني إلى وجود خلافات خلال الأشهر الأخيرة، بين ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” وولي عهد أبوظبي “محمد بن زايد”، مستشهدا على ذلك بالأوضاع في اليمن.

وأوضح أن توتر العلاقات بين السعودية والإمارات يمنح الأخيرة فرصة لتحسين علاقاتها مع إيران.

ومضي قائلا: “اتباع سياسات بن سلمان لن ينتج عنه سوى العزلة والأضرار السياسية والاقتصادية (للإمارات). كما ينبغي الإشارة إلى أن أبوظبي لديها سياسة معروفة، وهي أنها تخطو خطوة نحو إيران، وأخرى نحو إسرائيل”.

وشدد “زاده” على ضرورة اتّباع أبوظبي سياسات مستقلة، وتعزيز علاقاتها مع البلدان الإسلامية، لافتا إلى أن زيارة المسؤولين الإماراتيين (إسرائيل) تتناقض مع أهداف وغايات المسلمين.

من جهته، أشار السفير الإيراني السابق لدى بيروت والخبير في شؤون المنطقة “أحمد دستمالجيان” إلى رغبة الإمارات في تحسين علاقاتها مع طهران، مستدلا على ذلك بالمساعدات الطبية المرسلة من أبوظبي إلى بلاده، وزيارة الوفود الإماراتية لطهران.

وشدد على أن الخلافات القائمة بين السعودية والإمارات حول اليمن تتيح الفرصة أمام تطورات جديدة.

وأضاف “دستمالجيان” أن “الإمارات تنتهج سياسة جديدة ويبدو أنها تتبنى مقاربة مختلفة؛ حيث ترغب في إصلاح علاقاتها مع إيران، إلا أن خطواتها في هذا السياق لا تزال بعيدة عن إقناع طهران”.

وتابع: “على أبوظبي تعديل سياساتها في العديد من القضايا، لتحقيق تعاون أقوى مع طهران”.