تحدثنا في الجزء الأول من هذه السلسلة عن تجنيد نظام أبو ظبي شركة Alp Services السويسرية لاستهداف خصومها السياسيين في أوروبا، والتي بدورها اتهمتهم بتمويل الإرهاب، وسعت لتشويه سمعتهم وإدراجهم على قائمة الأشخاص والكيانات ذات الصلات بالإخوان المسلمين وقطر التي تعتبرهم الإمارات أبرز خصومها في المنطقة.

فيما يلي نتحدث عن طريقة تنفيذ هذه العملية الخبيثة التي كشفتها وثائق مسربة من البريد الإليكتروني الخاص شركةAlp Services السويسرية:

 

الخطوة الأولى: المراقبة

بالإضافة إلى المجموعة الهائلة من البيانات، اقترحت شركة Alp Services  السويسرية على المخابرات الإماراتية استهداف ملفات تعريف معينة وإخضاعها لمزيد من الإجراءات التجسسية من أجل دعم حملات التشويه التي أشرفت عليها الشركة.

على سبيل المثال، استهدفت الشركة ناشطة حقوقية عُرفت بانتقادها الدائم للنظام الإماراتي، وشاركت في وقفات أمام الأمم المتحدة في جنيف للتنديد بالاعتداءات على الحريات والحقوق الأساسية في الإمارات العربية المتحدة بين عامي 2017 و2018.

الاستهداف كان يتم عبر مراقبة شاملة، وصلت حد تتبعها بشكل شخصي وتصويرها دون علمها ومراقبة منزها.

تعليقًا على ذلك، قالت عبر البريد الإلكتروني: “أنا لست متفاجئًة من تصرفات هذه الدولة المعروفة بقمعها للمدافعين عن حقوق الإنسان والتنكيل بهم”، “مخاوفي تتعلق بكون هذه التصرفات حدثت على أراضي دولة القانون مثل سويسرا مع التمتع بقدر عال من الإفلات من العقاب.”

الوثائق كشفت حالة محامٍ وصفته Alp Services  بأنه “المدافع عن الإخوان المسلمين في سويسرا”، تم تصوير مكان إقامته وتقسيم أنشطته النقابية والتجارية من قبل موظفي Alp Services ، وقد تم الحصول على تسجيلات لمكالماته الهاتفية والتي بطبيعة الحال أُرسلت إلى أبو ظبي.

الخطوة الثانية: حملات مضللة

شركة Alp Services  لم تتوقف عند هذا الحد، في العديد من البلدان الأوروبية، أطلقت حملات تضليل شاملة، اتبعت نفس طريقة التنفيذ التقليدية: نشر مقالات تمزج بين الحقيقة والخطأ، وإرسالها إلى صحفيين متحيزين، وتعديل صفحات Wikipedia  ، والتلاعب في نتائج البحث على محرك Google، إذ سعت لأن تحتوي النتائج على معلومات تقول بأن شخصًا معينًا أو منظمة إما قريبين من جماعة الإخوان المسلمين، أو مرتبطين بالإرهابيين، أو ممولين من قطر، أو كل ما سبق.

هذا ما حدث على سبيل المثال لرجل الأعمال حازم ندا، وقد ظهر هذا عبر تحقيق مطول من مجلة New Yorker الأمريكية. ألقت Alp Services بظلال من الشك على أهداف شركتها Lord Energy ، التي تأسست في لوغانو في كانتون تيتشينو، واتهمتها بتمويل الإرهاب والتستر على أنشطة جماعات إرهابية. وقد تسببت في إفلاسها.

في سويسرا أيضًا، استُهدف نيكولاس بلانشو، رئيس المجلس الإسلامي المركزي، بحملة تشهيراتهم فيها بأنه متطرف خطير، مقرب من السلطات القطرية، وقد رفض بلانشو بشدة الادعاءات التي روجت لها Alp Services وقال ” من المثير للقلق أن تقوم الشركة بجمع المعلومات وتنظيم حملات التشهير نيابة عن دولة أجنبية تحت غطاء أنشطتها التجارية “.

في أماكن أخرى من أوروبا، كانت منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية (IRW) ، وهي منظمة إنسانية إسلامية، موضوع حملة تضليل إعلامي، وقد تباهت الشركة السويسرية في أحد رسائل البريد الإليكتروني للإمارات بتشويه سمعة هذه المنظمة وتعطيل مصالحها، من ناحيتها علقت المنظمة على هذه الادعاءاتف في بيان صحفي قائلة “التأثير الرئيسي لهذه المزاعم التي لا أساس لها هو تأخير أو تعطيل المساعدات الإنسانية المطلوبة بشكل عاجل لإنقاذ حياة ملايين المستضعفين في العالم”.

 

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا