تستثمر الدول المتقدمة في تقنيات عالية الجودة من أجل حياة أفضل مليئة بالرفاهية لشعبها وحتى من أجل الإنسانية ككل، لكن الإمارات استثمرت في تقنيات عالية الجودة من أجل حياة كالجحيم لمعارضيها.
وضعت الإمارات كل جهدها في تقنيات التجسس من أجل التنكيل بالمعارضين وتخويفهم وتكميم الأفواه أما خارجياً فقد عملت على ابتزاز الأشخاص المنتقدين لها وتهديد نشطاء الرأي.
بل تخطى الأمر ذلك بالتجسس على مسؤولين أوروبيين وعرب علاوة عن أشخاص أبرياء لا علاقة لهم بالسياسة وميادينها فقط من أجل تمرير مصالح خبيثة، لذلك كان ولابد الوقوف أمام هذا الخطر.
قرر عدد من النشطاء الأوروبيين تكوين حراك واسع أمام دولة الإمارات في أوروبا والعمل على محاسبة الدولة الخليجية التي أمعنت في التجسس وإلحاق الضرر بالأبرياء.
أسرار أبوظبي
عقدت ندوة في مقر نادي الصحافة في بروكسل تحت عنوان: الأمن السيبراني وحقوق الإنسان يفضحان التأثير والكشف عن “أسرار أبوظبي”، حيث تحدث الضحايا عما تعرضوا له من ظروف بسبب الإمارات.
كشف الضحايا عن أوقات صعبة مروا بها نتيجة إغلاق حساباتهم البنكية وطرد بعضهم من العمل والتضييق عليهم في المطارات، ومحاولة ربطهم بالإرهاب واغتيالهم معنويا وإعلاميا.
فيما أكد المتحدثون، في الندوة على ما قامت به شركة استخباراتية سويسرية تحمل اسم “ألب سرفيس”، وبدعم مباشر من أبوظبي، بالتجسس على مئات المواطنين الأوروبيين من الناشطين في دعم القضية الفلسطينية، والعمل الحقوقي والإغاثي.
الندوة شارك فيها الأكاديمي الفرنسي جون ميشيل، والأكاديمي السويسري بيتس بكي، والمتخصص في علم الجرائم الدكتور فهد البوتروس من جامعة مانشستر في بريطانيا، والدكتورة سوزان ميغو من جامعة في إسبانيا، والأستاذة آية يوسف من جامعة جنيف والجميع أجمع على التوجه للأمم المتحدة لمحاسبة الإمارات.
الإسلاموفوبيا
أكد مراقبون شاركوا بالندوة على أن أبوظبي عمدت على التحالف مع جماعات يمينية متعصبة في الغرب وكذلك شركات تجسس وكتاب مناهضون للإسلام السياسي، بهدف تشويه صورة الإسلام وتزايد ظاهرة العداء للدين الإسلامي والإسلام السياسي في الغرب.
الإمارات استعانت بشركة Alp Services التي أرسلت إلى أجهزة المخابرات أسماء أكثر من 1000 فرد و400 منظمة في 18 دولة أوروبية، تم تصنيفهم على أنهم أعداء لدولة الإمارات.
وتمت الموافقة على عملية التجسس هذه من قبل المراتب العليا لسلطة أبوظبي، وكان هدفها هو استهداف اثنين من خصوم أبوظبي الرئيسيين “قطر، منافستها السياسية والاقتصادية، وجماعة الإخوان المسلمين، التي تعتبرها الإمارة تهديدًا للنظام الملكي وجماعة إرهابية.
كما ورد في رسالة بين الإمارات والشركة في أغسطس 2017 أن ممثل الشركة قال للإماراتيين “سنسعى إلى تشويه سمعة أهدافنا من خلال نشر معلومات مضللة تشوه سمعتهم بطريقة تبدو منطقية وصادقة”
اضف تعليقا