صحيفة الاندبندنت البريطانية: في الذكرى التاسعة لثورة يناير يزعم السيسي أن مصر الآن “واحة من الأمن والاستقرار”، وسط حملة قمع غير مسبوقة

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن البلاد أصبحت “واحة من الأمن والاستقرار” في ظل حكمه، وسط تقارير عن حملة جديدة على المعارضة في الفترة التي تسبق الذكرى التاسعة للربيع العربي المنادي بالديمقراطية عام 2011.
تحدث السيسي، الذي أصبح رئيسًا منذ عام 2014، في الحفل السنوي للاحتفال بعيد الشرطة، الذي يصادف 25 يناير، وهو نفس التاريخ الذي خرج فيه آلاف المصريين إلى الشوارع لبدء ثورة كاسحة أجبرت الديكتاتور حسني مبارك على التنحي 2011.
في الوقت نفسه، أكد نشطاء حقوق الإنسان أن السلطات تمنع الناس من التواجد ولو بشكل عشوائي في وسط القاهرة، مركز انتفاضة عام 2011، خوفًا من اندلاع مظاهرات مماثلة.
وقال السيسي أمام جمهور كبير من المسؤولين الحكوميين والزعماء الدينيين والقادة الأمنيين في البلاد في قاعة الشرطة المصرية الفخمة – أكاديمية في شرق القاهرة – “لقد شهد العالم بأسره كيف تحولت مصر إلى واحة من الأمن والاستقرار في بضع سنوات فقط”.
وأضاف: “سأظل دائماً أقدر وأفتخر بحقيقة أنكم أنتم وزملاؤكم في القوات المسلحة تواجهون معركة شرسة ضد الإرهاب المظلم”.
في عام 2013، قاد السيسي -وزير الدفاع آنذاك، إنقلاب عسكري للإطاحة بمحمد مرسي، وهو رئيس منتخب من صفوف جماعة الإخوان المسلمين، وبعدها تم حظر أقدم وأكبر منظمة إسلامية في البلاد ووصفت بأنها جماعة إرهابية في العام نفسه، منذ ذلك الحين تقاتل حكومة السيسي حركة تمرد مسحلة، خاصة في شبه جزيرة سيناء.
في الخريف الماضي، قُبض على آلاف الأشخاص، بمن فيهم أكاديميون وصحفيون وسياسيون بارزون عقب احتجاجات نادرة اندلعت في 20 سبتمبر/أيلول في أعقاب مزاعم فساد وجهها رجل أعمال منفي ضد الرئيس الحالي ومؤسستي الجيش والرئاسة.
في يوم الأربعاء، أصدرت وزارة الداخلية بيانًا معتادا مع كل دعوة للاحتجاج تزعم فيه أن جماعة الإخوان المسلمين المحظورة كانت تخطط “لنشر الفوضى” و “تقويض استقرار البلاد” من خلال استخدام الفضاء الإلكتروني للدعوة إلى الاحتجاجات وأعمال الشغب في 25 يناير، وقال البيان إن السلطات اعتقلت أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين واكتشفت عدة مخابئ للأسلحة، وأضاف البيان أن المتآمرين ينسقون جهودهم مع المتشددين الهاربين المقيمين في تركيا.
في الأسابيع الأخيرة، كانت هناك دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي إلى النزول إلى الشوارع يوم السبت للاحتجاج على حكم السيسي، وقد شوهد أكثر من العدد المعتاد من سيارات الشرطة في وسط مدينة القاهرة وبالقرب منها منذ الأسبوع الماضي.
لقد تحول وسط القاهرة إلى ثكنة عسكرية، محمد زارع، ناشط في مجال حقوق الإنسان بمعهد القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، قال إنه مُليء بالشرطة السرية وقال إن الشرطة تتحقق من الهواتف الذكية لمن اعتقلوا بحثًا عن أي محتوى سياسي محتمل.
وأضاف السيد زارع “ما يحدث بالتأكيد يتعلق بالذكرى القادمة لثورة 25 يناير”، “النظام دائمًا خائف من تكرار سيناريو 25 يناير”.
منذ صعود السيد السيسي إلى السلطة، نشر مسؤولو الدولة ووسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة الرواية التي مفادها أن انتفاضة 2011 كانت نتيجة مؤامرة من قبل جماعة الإخوان المسلمين وحلفائها الإقليميين، وبالتحديد تركيا وقطر.
حتى أن حكومته أعادت تسمية العيد الوطني الموافق 25 يناير/كانون الثاني بيوم الشرطة بدلاً من عيد الثورة، في خطوة ينظر إليها منتقدو النظام الحالي على أنها محاولة لمحو ذكرى ذلك اليوم.
ومع ذلك، أشاد السيسي في كلمته التي ألقاها يوم الخميس بالذكرى السنوية للتجمعات المؤيدة للديمقراطية عام 2011 باعتبارها “مناسبة ثمينة”.
وقال “يتزامن اليوم مع ذكرى ثورة 25 يناير مع مطالبها النبيلة بأن يعيش المواطن المصري حياة كريمة”.

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا