كشف موقع “ميدل إيست مونيتور” عن استغلال إسرائيل الشقاق بين الجزائر والمغرب، لتعميق خلاف الدولتين، عن طريق تطبيع علاقاتها مع الرباط.
وقال الموقع البريطاني إنه إضافة لذلك، تصور إسرائيل نفسها باعتبارها قوة عسكرية إقليمية عظمى، وتقدم تقنياتها العسكرية، إلى دول المنطقة، التي تسعى بشكل يائس لحماية نفسها من تهديدات لا أساس لها من الصحة وأعداء وهميين.
وأشار إلى أن خير مثال على ذلك، العقود العسكرية الأخيرة بين المغرب وإسرائيل، والتي تركزت على التعاون الأمني والعسكري، مستشهدا بزيارات رفيعة المستوى لمسؤولين إسرائيليين للرباط.
وزار رئيس الأركان الإسرائيلي “أفيف كوخافي” الرباط مؤخرًا، والتقى بنظيره المغربي.
وفي نوفمبر/ تشرين ثاني العام الماضي، زار وزير الدفاع الإسرائيلي “بيني غانتس”، العاصمة المغربية، ووقع اتفاقًا أمنيًا.
و تزود إسرائيل المغرب، بموجب الاتفاق، بتقنيات عسكرية متعددة، بما في ذلك الطائرات بدون طيار.
كشفت تقارير، عن قيام تل أبيب، بالفعل، بتسليم تكنولوجيا أنظمة جوية إلى الرباط، كجزء من تلك الصفقة الأمنية.
وأضاف الموقع أن هذا التوسع في الوجود العسكري الإسرائيلي في شمال أفريقيا يثير استياء الجزائر، الجار الشرقي للمغرب وخصمه اللدود، وهو مايصعب أي تقارب بين البلدين.
وانتقد وزير الخارجية الإسرائيلي “يائير لابيد”، أثناء زيارته للمغرب في 11 أغسطس/آب 2021، صراحة علاقات الجزائر المتنامية مع إيران، وهو ما أغضب الجزائريين.
ولا ترتبط الجزائر بعلاقات رسمية مع إسرائيل، وتعتبرها عدوًا للعالم العربي بأسره، ولا سيما الفلسطينيين، الذين ما زالوا يعانون من سوء معاملة لا يمكن تخيله، في ظل نظام الفصل العنصري الإسرائيلي.
ولطالما كانت الجزائر داعماً قوياً للشعب الفلسطيني، ولذا فإنها عندما ترى إسرائيل وهي توسع وجودها في المغرب على حدودها الغربية، تعتبر ذلك تهديد للأمن القومي واستغلالا للقضية الفلسطينية.
وتعارض الجزائر موجة التطبيع بين إسرائيل وبعض الدول العربية في سياق اتفاقات التطبيع الموقعة برعاية أمريكية. بينما وافق المغرب عليها مقابل اعتراف رسمي من الولايات المتحدة بسيادته على الصحراء الغربية.
و تعتبر الجزائر الاتفاقات بمثابة بيع للقضية الفلسطينية، مقابل عدم عودة حقيقية لشعب فلسطين تحت الاحتلال الإسرائيلي. كما ترى أن الخلاف حول الصحراء الغربية قضية إقليمية لا مجال فيها للتدخل الخارجي.
ويعتقد الجزائريون أن المغرب يخل بميزان القوى التقليدي من خلال الترحيب بالتدخل الإسرائيلي في نزاع إقليمي يجب تسويته في إطار الأمم المتحدة.
وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن الجزائر كانت تقود الجهود لطرد إسرائيل من الاتحاد الأفريقي، وبالتالي، فإن قبولها الآن بصلات أوثق بين إسرائيل والمغرب أمر لا يمكن تصوره، على الأقل في الوقت الحالي.
اقرأ أيضا: اتفاقية لتزويد الاحتلال الإسرائيلي المغرب بطائرات بدون طيار
اضف تعليقا