كتبه – أحمد عبدالعزيز

بالرغم من أن الدوري المصري يلعب بدون جمهور منذ فترة طويلة، وبالرغم من عدم وجود أي بوادر حقيقية تشي بقرب عودة الجماهير إلى الملاعب المصرية، إلا أن ذلك لم يمنع المرشحين على رئاسة أكبر ناديين في مصر، الأهلي والزمالك، من إطلاق الوعود للبدء في إنشاء استادات جديدة لأنديتهم فور نجاحهم في الانتخابات.

وتسابق المرشحون، في الأهلي محمود طاهر ومحمود الخطيب، وفي الزمالك مرتضى منصور، في عقد المؤتمرات الصحفية للحديث عن أشكال وتصميمات الاستادات الجديدة التي ستكون على نسق الاستادات العالمية وستتسع لآلاف من الجماهير، والحديث عن مواصفات هذه الأبنية الرياضية الضخمة وكيف أنها ستكون مباني تليق بتاريخ كل نادي.

استاد الأهلي الجديد

فقد أعلن مجلس إدارة النادي الأهلي الحالي برئاسة محمود طاهر، والذي يخوض انتخابات شرسة في مواجهة نجم الأهلي ومنتخب مصر السابق محمود الخطيب، تدشين استاد النادي الجديد المقرر إقامته في فرع النادي بمدينة الشيخ زايد، كاشفا أن المشروع سيتكلف قرابة 5 مليارات جنيه.

https://www.youtube.com/watch?v=epVj33CYLUU

 

وكشف مجلس إدارة طاهر، أن المشروع معدة منذ فترة طويلة، وبالتحديد قبل مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي الشهير، الذي استغله النظام السياسي الحالي في مصر للترويج إلى نفسه بزعم أن رؤوس الأموال الأجنبية تتدفق إلى مصر في ظل الأوضاع الجديدة، وهو ما حدث عكسه تماما، وانعكس على انهيار العملة.

وأضاف المجلس، أن المشروع ليس استادا فقط، بل يشمل متحفا ومستشفى وأكاديمية لتعليم النشء كرة القدم، حيث سيكون أول صف بالاستاد مخصص للجماهير، ولن يفصل بين الجمهور وأرضية الملعب سوى 10 أقدام فقط، على نسق الاستادات العالمية، بهدف زيادة المتعة.

تصميم ستاد النادي الأهلى

وعن الخدمات التي سيشدها الاستاد المعلن عنه من قبل طاهر، فإنه سيضم سينما ومسرح، وسيكون حجز التذاكر به إلكترونيا، كما يضم مساحات كبيرة لانتظار السيارات، وهي الأزمة الكبرى التي تواجه زوار النادي في مقره الحالي الرئيسي بالزمالك، حيث يضطر زوار النادي إلى ركن سياراتهم في جراج دار الأوبرا المقابل لأسوار النادي الأهلي بمقابل مادي.

كما سيضم الاستاد الجديد شبكات واي فاي، ومركز إعلامي ضخم للإعلاميين، وأماكن لحجز سيارات الأجرة لتوصيل الجماهير، وسيشمل أماكن للاتصال عن بعد وشبكة رقمية كبيرة.

أما عن السعة، فقد قالت قائمة طاهر أن الاستاد الجديد سيتسع لقرابة 55 ألف متفرج، أي أن حجمه سيقارب حجم استاد القاهرة واستاد برج العرب المملوك للجيش، فيما سيتم تدعيم سقف الملعب بمادة تتحمل درجة الحرارة لعدم إجهاد المواد المستخدمة، وهي مادة مصممة لتحمل التغييرات المناخية.

وبالرغم من كل تلك الوعود التي أطلقتها قائمة طاهر، إلا أن الشركة الفرنسية التي ينتظر أن تقوم بتنفيذ المشروع، كشفت أن التصميم الموضوع حتى الآن للاستاد هو مجرد تصميم مبدئي وليس نهائيا، وأنه قابل للتعديل في المستقبل إذا كانت هناك أي ضرورة تدعو إلى ذلك.

موقع الأستاد الجديد

وحول معايير الأمان، التي تشغل جمهور النادي الأهلي منذ حادثة مجزرة استاد بورسعيد التي راح ضحيتها عشرات من أبناء النادي، فقد كشفت الشركة الفرنسية، إلى أنه ستتم مراعاة معايير الأمان في دخول وخروج الـ55 ألف متفرج من الاستاد الجديد، مشيرة إلى أنها ستراعي كل معايير الأمان التي وضعها الاتحاد الدولي لكرة القدم.

فيما لا يزال موعد البدء في المشروع غير محدد بشكل دقيق حتى الآن، ولا الكلام عن مصير هذا المشروع لو لم يوفق محمود طاهر في الانتخابات وفاز غريمه محمود الخطيب، الذي وعد هو الآخر بمشروع مماثل، فضلا عن الإعلان عن موعد الانتهاء منه.

استاد الزمالك الجديد

ستاد نادى الزمالك

على الجانب الآخر، حرصت قائمة رجل المشاكل وصانع الأزمات مرتضى منصور، على نشر تصميمات مبدئية للاستاد الجديد لنادي الزمالك الذي وعد مرتضى منصور بإنشائه حال نجاحه في الانتخابات.

وكشفت قائمة منصور، أن الاستاد الجديد المقرر إنشائه بفرع النادي في منطقة السادس من أكتوبر، سيكون على النسق العالمي، وسيستضيف كل المباريات الرسمية المحلية والدولية للزمالك، بتكلفة تتجاوز المليار و200 مليون جنيه، هو مبلغ ضئيل قياسا على المبلغ الذي رصده الأهلي والبالغ 5 مليارات جنيه.

تصميم الأستاد

ويواجه الزمالك أزمة مع الفيفا فيما يتعلق بالسعة المتوقعة للاستاد الجديد، فقد صدرت توصيات أخيرة للفيفا شددت على ضرورة تحديد عدد الجماهير في المباريات مستقبلا بـ25 ألف متفرج فقط، من أجل ضمان امتلاء المدرجات، وهي توصية تصطدم مع رغبة نادي الزمالك الذي ينوي أن يجعل سعة الاستاد 60 ألف متفرج.

وبالرغم من أن الزمالك سبق وأعلن أنه سيتم البدء في المشروع مطلع العام الماضي، إلا أن كثير من العوامل تسببت في تأجيله أهمها غياب التمويل، فيما ترى بعض الآراء أن مرتضى منصور أجل خطوة البدء في المشروع للاستفادة من الترويج له أثناء الانتخابات التي تجري حاليا.

وكان من أغرب ما قيل حول استاد الزمالك، ما أعلنه مرتضى منصور من أنه سيتم الانتهاء منه خلال عام واحد فور البدء! وهو ما دفع خصومه للتشكيك في جدية المشروع.

إلا أن مرتضى عاد وأكد أن الانتهاء السريع من الإنشاء سيعتمد على التمويل، كاشفا أنه سيجمع تكاليف البناء من عضويات فرع النادي الجديد بمدينة 6 أكتوبر والذي قرر رفعها إلى 80 ألف جنيه للعضوية، قائلا “في حال انضمام 5 آلاف عضو جديد للنادي، سيصبح مجموع الدخل 400 مليون جنيه”.

ستاد الزمالك

إلا أن ذلك لن يكون المصدر الوحيد لتمويل المشروع بحسب مرتضى منصور، بل سيتم الاعتماد كذلك على تبرعات “بعض شيوخ الخليج” الذي ستوضع أسماءهم على الملعب اعترافا بإسهاماتهم في إنشاء الاستاد.

ولفت الرئيس الحالي للزمالك، أن مقر النادي الجديد سيشمل بالإضافة إلى الاستاد مستشفى استثماري وفندق، مؤكدا تمسكه بأن يتسع الملعب إلى 45 إلى 50 ألف مشجع.