العدسة – ياسين وجدي:
يبدو أن ربيع الكتب المهاجمة للرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب مستمر لأطول فترة ممكنة فمنذ تولى ترامب سدة الحكم فى يناير 2017 تعد الكتب والدراسات العدو الأول للرئيس الأمريكى، الذى أصبح ضيفا ثقيلا على قوائم الأكثر مبيعا فى الولايات المتحدة الأمريكية.
“العدسة” يسلط الضوء على أبرز الكتب التي أسقطت القناع عن ترامب وخاصة ماجاء في أخطر ثلاثة كتب ظهروا للنور في الفترة الماضية وهم ” الخوف” و”نار وغضب” و”المعتوه”، والذين يؤكدون فيما يشبه انتفاضة للحروف بحسب وصف البعض أن البيت الأبيض في طريقه لتغيير جلده عاجلا أو آجلا .
“الخوف”.. الانهيار حتمي ياترامب !!
صاحب كتاب “الخوف: ترامب فى البيت الأبيض”، هو الصحفى الأمريكى المخضرم بوب وودوارد، مفجر فضيحة ووترجيت الشهيرة بالولايات المتحدة عام 1972، والتى دفعت بالرئيس الأمريكى السابق نيكسون إلى تقديم استقالته، وخطورة الكتاب تمكن بحسب مراقبين في اعتماد الكتاب على مئات الساعات من المقابلات السرية المسجلة وعشرات المصادر من الدائرة المقربة لـ”ترامب”، وكذلك الوثائق والملفات والمذكرات، بما فى ذلك مذكرة مكتوبة بخط يد “ترامب” نفسه.
بوب وودوارد، أكد أن الطريقة التي تجري فيها الأمور وفقا لمصادر رفيعة داخل البيت الأبيض تظهر أن الإدارة الأمريكية “منهارة عصبيا”، وأن دونالد ترامب دائما غارق فى “انهيار عصبى” دائم، فيما يسعى الموظفون باستمرار للسيطرة على زعيم “يمكن أن يتسبب جنون الارتياب لديه وغضبه بشل العمل لأيام”، وجسد الكتاب بطريقة دقيقة حقيقة ترامب من حيث أنه شخص سريع الغضب، كثير التفوه بعبارات بذيئة، ومندفع فى اتخاذ القرارات، وأظهر حالة الفوضى التى تسيطر على الإدارة الأمريكية والتي وصفها بـ”الانقلاب الإدارى”، فى الفرع التنفيذى للمؤسسة الحاكمة فى الولايات المتحدة.
وبحسب ما نشر من الكتاب، في صحيفة “واشنطن بوست“،فإن ترامب أبلغ وزير دفاعه جيمس ماتيس هاتفيا أنه يريد اغتيال رئيس النظام السورى بشار الأسد بعد الهجوم الكيميائى على بلدة خان شيخون بريف إدلب، يوم 4 أبريل 2017، كما يتضمن كتاب “الخوف” معلومات تُسند إلى ترامب، يصف فيها وزير العدل الحالي جيف سيشنز بأنه “معاق ذهنيا”، و”غبي جنوبي”.
الكتاب نقل كذلك عن الرئيس الأميركي وصفه نظيره المصري الجنرال عبد الفتاح السيسي بأنه قاتل سخيف، واستخدامه في حقه كلاما نابيا، كما نقل قلق السيسي بشأن التحقيق الذي يجريه المحقق الخاص الأميركي روبرت مولر، ومدى تأثيره على بقاء “ترامب ” في الرئاسة ، وهو الكلام الذي وصفه الرئيس الامريكي بأنه موجع وكالضرب تحت الحزام.
“نار وغضب” .. النهاية قادمة !
ويأتي كتاب “نار وغضب” لصاحبه “مايكل وولف” في مقدمة الكتب التي لاحقت ترامب منذ وصوله لسدة القرار في انتخابات شكك فيها الديمقراطيون ، وكشفت عن حقائق موجعة جمعت من أكثر من 200 مقابلة أجراها خلال 18 شهراً مضت مع الرئيس الأميركي ومحيطه وطاقم البيت الأبيض.
مايكل وولف توقع أن يضع مضمون هذا الكتاب نهاية لعهد ترامب في سدة الرئاسة، مضيفا في تصريحات له أن الكتاب يعزز الاعتقاد السائد بأن ترمب غير مؤهل لمنصبه، وأن معظم الناس باتوا يشيرون إلى هذه الخلاصة.
الكتاب يروى صدمة ترامب وعائلته بفوزه في الانتخابات الرئاسية، وتفاخر”ترامب” أمام أصدقائه بدعم الانقلاب الذي وصل بالأمير محمد بن سلمان إلى ولاية العهد في السعودية بعد الاطاحة بالأمير محمد بن نايف، ، قائلاً: “وضعنا رجُلنا في القمة”.
ويذهب الكتاب إلى اسقاط القناع كاملا عن صهيونية ترامب بحسب مراقبين ، حيث كشف الكتاب عن أن المستشار الإستراتيجي السابق لترامب، ستيف بانون، كان على علم برغبة الأول في نقل السفارة الأميركية إلى القدس منذ اليوم الأول.
مايكل ولف نقل عن بانون كبير المستشارين الاستراتجيين السابق حديث ترامب : “دع الأردن يأخذ الضفة الغربية. ودع مصر تأخذ غزة. دعهم يتعاملون مع الأمر، أو يغرقون وهم يحاولون. السعوديون على الحافة. المصريون على الحافة.. جميعهم يخافون حتى الموت من الفرس… اليمن، سيناء، ليبيا.. هذا الشيء سيىء. ولهذا، فإن الروس هم المفتاح… هل روسيا بهذا السوء ؟”،
كما كشف الكتاب عن العلاقة المثيرة للجدل بين الرئيس ترامب وطاقمه والطرف الروسي، كما يتهم الكتاب ترامب بمطاردة زوجات “أصدقائه”، وأنه يجد البيت الأبيض مخيفاً، حتى إنه طلب من الأمن الرئاسي إضافة أقفال لغرفة نومه.
ويؤكد المؤلف غياب الاستراتيجية الواضحة لدى ترامب منذ البداية دفع البيت الأبيض للشكوى من عدم وضوح الأولويات لديه، وقال وولف في مقابلة تلفزيونية : “إن كل المحيطين بترمب يتساءلون عن قدرته على الحكم، إنهم يقولون عنه إنه كالطفل، وإنه لا بد من إرضائه سريعا، وإن كل الأمور يجب أن تجري حوله”.
وينقل وولف أن ترامب معجب بإمبراطور الإعلام روبرت مردوخ، والذي كان وولف قد كتب سيرته الذاتية سابقاً. ووصف ترامب مردوخ بأنه “عظيم”. إلا أن مردوخ لا يشارك ترامب الإعجاب؛ إذ وصفه بأنه “مغفل”، وفي أهم ردود الافعال على الكتاب ، أعلن طبيب البيت الأبيض ان صحة الرئيس ترامب “ممتازة” بعد أن خضع لأول فحص طبي كرئيس للولايات المتحدة عقب نشر صور في كتاب “نار وغضب: داخل بيت ترامب الأبيض” تظهر ترامب كشخص مشتت الذهن ويتصرف كطفل.
“المعتوه” .. وادعا أيها المهرج!
كتاب ”المعتوه“ الذي ألفته أوماروسا نيومان المساعدة السابقة في البيت الأبيض عن تفاصيل تجربتها أثناء عملها لمدة عام مع دونالد ترامب تمكن من احتلال المركز الأول في قائمة أعلى الكتب مبيعا في الولايات المتحدة في أغسطس الماضي، وبات من أخطر الكتب التي تهدد ترامب.
نيومان أكدت في كتابها أن كل ما يجب على الناس عدم نسيانه هو أن ترامب يحب الكراهية، وأنه يزدهر عندما ينتقد ويشتم ويستمتع بالفوضى والتشويش، وأن استخدام تويتر لشتمه لا يعود إلا بإثارته وإغضاب قاعدته، وتجريده من سلاحه هو عدم تغذية الأنا لديه، واقتبست نيومان في كتابها أقوالا لمساعدين بالبيت الأبيض، ووصفت بالتفصيل كثيرا من المشاهد داخله، موضحة من كان بالغرفة، وما الذي قيل بالضبط.
نيومان تتهم الرئيس ترامب في كتابها بأنه أدلى بتصريحات يزدري فيها الأمريكيين من أصل أفريقي والفلبينيين وأقليات أخرى إضافة إلى شواهد تشير إلى حالات ”نسيان وإحباط“. وكتبت تقول ”لا يمكن إنكار تراجع قدراته العقلية“، فيما وصف ترامب نيومان بأنها ”كلبة“ و“مجنونة“ و“وضيعة“.
أوماروسا نشرت تسجيلا لمكالمة هاتفية مع ترامب أجرتها بعد فصلها من منصبها في البيت الأبيض العام الماضي، كشفت فيها تفاصيل ما يحدث في البيت الأبيض الذي قالت عنه “إنه البيت الأبيض حيث يكذب الجميع”.
أوماروسا نيومان، كشفت في كتابها وفقا لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أنها شاهدت الرئيس الأمريكي في إحدى المرات وهو يأكل الورق، قالت : “رأيت ترامب وهو يضع ملاحظة ورقية في فمه، وعلى الرغم من أنه شخص يخشى الميكروبات، إلا إنني صدمت عندما شاهدته وهو يمضغ الورق ويبتلعه”.
غضبة الحروف !
ويبدو أن الكتب هي وسيلة الاطاحة بترامب شكلا وموقعا ، فمن أبرز الكتب التي أثارت غضب ترامب فهو” الولاء الأسمى: حقيقة وأكاذيب القيادة” ” لـ جيمس كومي – مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية السابق، وصدر في 17 أبريل 2018 ، وتناول فيه الكاتب كيف أن ترامب أصر على أن يكون ‘الولاء’ الشخصي له فيما يتعلق بالتحقيق الجنائي في مستشار الأمن القومي المقال مايكل فلين في التحقيقات الخاصة التي اجريت معه في يناير 2017 ، وكيف اعتمد كومي أكثر على ‘الولاء الأعلى’ للقيم الدائمة مثل العدالة والحقيقة.
كما صدر عن ترامب أيضا، كتاب بعنوان “العام الأول لـ ترامب” ويعد هذا التحليل المقياس والعلمي، والذي يمكن الوصول إليه دائمًا لتقييم أداء الرئيس الأمريكي رقم 45، وصدر كتاب ” أخبار مزيفة: حقائق تاريخية غريبة” أعيد تخيلها في عالم دونالد ترامب بقلـم ديفيد هوتر ، والذي يحاول فيه الكاتب بذكاء الأحداث التخيلية في عالم ترامب مع بعض الشذوذات التاريخية وكلها تظهر في إرسال ترامب الفظيع والمستهدف بشكل حاد وإدارته السيئة كما وصفه بانه الترياق المثالي لليأس.
كما تشهد المكتبات الأمريكية فى أكتوبر المقبل طرح كتاب جديد عن ترامب، يتحدث هذه المرة عن النساء فى حياته، وبحسب ما ذكرت وكالة “أسوشيتدبرس”، فإن نينا بورلى، مراسلة مجلة نيوزويك تنشر كتابها بعنوان “أغلال ذهبية: التاريخ السرى لنساء ترامب”.
اضف تعليقا